| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأربعاء 2/4/ 2008



جزر الإمارات العربية تطابق بين موقفين

مصطفى محمد غريب

عند عقد مؤتمر البرلمانيين العرب في أربيل عاصمة الإقليم وهو شيء ايجابي خدم العراق إلا أننا نشير باختصار شديد حول الجزر العربية المحتلة وموقف البعض من أعضاء الوفد العراقي المتحفظ على البيان الختامي الذي ذَكر الجزر العربية طنب الصغرى وطنب الصغرى وأم موسى وضرورة إعادتهم، هذا الموقف الغريب أثار استهجان الوفد الإماراتي الداعم للعراق وجميع الذين يعرفون الحقيقة ويعرفون أن نظام الشاه محمد رضا بهلوي هو الذي احتل الجزر بقوة السلاح على الرغم من أن هذه الجزر عربية 100% ولم يستجيب ذلك النظام المتحالف حينها مع الولايات المتحدة الأمريكية والموافق على العديد من القواعد العسكرية للأخيرة للمطالبة بإعادة الجزر، وعندما نجحت الثورة الإيرانية وأزيح نظام الشاه التعسفي وأعلنت الجمهورية الإسلامية راودنا الطموح بإعادة هذه الجزر كبادرة حسن جوار وتقارب إلا أن حكام طهران بقوا متمسكين بالجزر وعدم إعادتها إلى دولة الإمارات العربية بادعاءات كاذبة غير متزنة مما زاد يقيننا أنهم لا يختلفون عن النظام السابق فيما يخص احتلال أراضي الغير بالقوة.
إن موقف البعض من أعضاء الوفد العراقي جعل الكثير من المهتمين بهذه القضية يتساءلون عن الأسباب التي دفعت هؤلاء للوقوف مع الباطل دون الحق وقد فسر هذا الموقف تفسيرات عديدة مختلفة لكن في مقدمتها هو التناغم بين موقفهم وبين الموقف الإيراني هذا التناغم الذي ظهر تبعياً وطائفياً مما زاد من انتقاد الاستقلالية التي يعلنها البعض من المسؤولين في الحكومة العراقية واعتبارها ذر الرماد في العيون وأشير بهذا الصدد أن أعضاء الوفد العراقي المتحفظين تحدثوا بمسوغات غير صحيحة وتبريرات تدل على الإمعان في التنسيق ما بينهم وبين الموقف الإيراني الرسمي من الجزر، الموقف الإيراني ليس بالسر المخفي وحكام إيران إن لم يتحدثوا بشكل مستمر وبصوت عالي فهم يضغطون على أسنانهم كلما جرى الحديث عن مصير الجزر وإعادتها إلى دولة الإمارات العربية وظهر ذلك بعد انفضاض مؤتمر القمة المنعقد في دمشق وصدور البيان الختامي الذي أشار إلى إعادة الجزر والاحتكام إلى المحكمة الدولية في لاهاي وبمجرد انتهاء المؤتمر وفي دمشق نفسها صرح متقي الإيراني تصريحاً واضحاً متحدياً القمة العربية وقال " هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، الجزر إيرانية " وأضاف " حان الوقت ليبذل موسى " الأمين العام " والدول العربية جهوداً حول القضايا العربية الرئيسية خصوصاً القضية الفلسطينية ولا يشيروا إلى هذه القضايا الجزر الثلاث لعدم إعطاء ذريعة للكيان الصهيوني " إن ما يؤسف له أن متقي لا يدرك المعادلة الصحيحة التي بالعكس من تصريحه لان حكام إيران باستمرارهم احتلال الجزر العربية وهم يصرحون أنهم مع القضايا العربية يعطون حكام إسرائيل ذريعة أخرى لاحتلال الأراضي العربية والأراضي الفلسطينية ( فإذا كان القريب يحتل أراضيك ويستعبد اهلك ) فلا عتاب على الغريب هكذا تحسب المعادلة وليس العكس كما يدعي وزير الخارجية الإيراني ومن هنا تتضح مواقف حكام إيران التوسعية وتطلعهم دائماً لتوسيع نفوذهم في الخليج العربي وفي العراق أيضاً والتدخل في شؤون العراق وتهريب الأسلحة وتدريب المليشيات خير دليل واثبات لا يمكن دحضه أو نفيه لا بل تدل على مواقفهم ضد الشعب الاحوازي وسياسة القمع وخرق حقوق الإنسان واستمرار سياسة الاضطهاد والاعتقال والإعدام ضد هذا الشعب الأعزل.
إن موقف البعض من أعضاء الوفد العراقي المتحفظ على إعادة الجزر العربية طنب الصغرى والكبرى وأم موسى إلى دولة الإمارات العربية يتطابق روحاً ونصاً مع موقف النظام الإيراني وما تصريح متقي في دمشق إلا إثباتاً على أن هذا التطابق ليس فقط بخصوص الجزر إنما يمتد إلى تحالفات استراتيجية لتثبيت أولاً وآخراً مصالح إيران على مصالح الآخرين كما انه دحض لجميع الآراء التي ترى في النظام الإيراني حليفاً حقيقياً للدول العربية فالذي يحتل أراضي الغير بالقوة وبالضد من إرادة المجتمع العربي والدولي لا يمكن أن يكون صديقاً وفياً للدولة التي احتل أراضيها ويصر على ضمها إلى أراضيه وهو لا يختلف في الشكل والمضمون بالنسبة لاحتلال الأرض عن الحكام في إسرائيل الذين ما زالوا يحتلون الأراضي الفلسطينية بعد 1967 والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية ، الصديق يجب أن يثبت بشكل مادي وموضوعي مدى حرصه على مصالح صديقه ولا يأكل حقوقه ويستولي على ما ليس له وما ننصح حكام إيران لكي يكونوا أصدقاء حقيقيين عليهم إعادة الجزر العربية ومساعدة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية فهو الطريق السليم لصداقة حقيقية دائمة..




 


 

Counters