| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأربعاء 2/8/ 2006

 

 

تساؤلات عن انجلاء الموقف والمواقف قبل وبعد مجزرة قانا الثانية

 

مصطفى محمد غريب

بعد انجلاء الموقف والمواقف هل نحن بحاجة إلى فلسفة الأمور وقلب الواقع لجعل وعي الناس بالمقلوب ! هل نحن بحاجة إلى دروس أكاديمية منبطحة لتعلمنا أن العالم والمقصود هنا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تغيّر وعلينا أن نتغيّر مثله ونحن نرى أن العالم الرأسمالي لم يتغير بجوهره الاستعلائي وشراهة العقلية الاستحواذية إنما تغيّر الأسلوب والشكل بما يتناسب وجشع وهيمنة القطب الواحد والعولمة الرأسمالية البغيضة، لم تتغير المفاهيم الاستعمارية للسيطرة على البلدان الأخرى واستغلال الشعوب بما فيها شعوبها وهؤلاء الذين تباكوا شامتين معربين كذباً عن مشاعرهم تجاه الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني " بأن حماس وحزب الله والجنود المخطوفين" هم السبب الرئيسي في هذه الكارثة الإنسانية وعليهم فقط تقع الملامة والتحريض وان الحمل الوديع إسرائيل الحضارية الديمقراطية تعرضت للضغط فقامت بما قامت به من أعمال وحشية لا يمكن وصفها بمجازر القرون الوسطى والحروب التي قامت بها النازية ضد شعوب العالم؟ الم يدرك المزيفون للحقائق أن ما ذهبوا إليه من تحليل بائس أصبح كعجز القرد مكشوفاً أمام أبصار حتى أولئك الذين ساندوا العنجهية الإسرائيلية وحربها القذرة على لبنان وقبل ذلك غزة؟ ألم ينجلي الموقف والمواقف أمامهم وهاهي مجزرة قانا الثانية لم تستطع إلى حد هذه اللحظة من عد ضحاياها من المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ أم أنهم سيقولون كما تقول إسرائيل وحلفائها اللاانسانيين " أن حزب الله جعلهم درعاً له وإنهم حذروهم بترك منازلهم " أم مازالوا مسطولين بأن الحل بيد ماما أمريكا وولايتها إسرائيل، وان إسرائيل وحش كاسر لا احد يستطيع مقاومته ولهذا يجب الانبطاح وان نكفي شروره، وغاب عن وعيهم وعقلهم أن الحجارة وخلال سنين عديدة قاومته لا بل جعلته يتراجع في كثير من الأحيان؟ وان هذا الوحش الكاسر يستأسد عندما يقوم بتوقيع أي اتفاقية سلام ليعود لإلغائها أو تهميشها أو تسويفها.
الم يعقل هؤلاء عندما أشرنا منذ العدوان البربري الإسرائيلي على غزة ثم لبنان إن هذا العدوان لم يكن وليد ساعته وليس له ارتباط لا من بعيد أو قريب بالجنود المخطوفين لأن المخطط قد اعد سلفاً وقبل ذلك بسنين ولا نغالي ونذهب ابعد لنقول قَبْلَ وإنما بعد احتلال العراق حيث أعدت الخطط لتمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد حسب المفهوم الديمقراطي الأمريكي الذي هدف إلى إدخال إسرائيل للحلول في المنطقة بعدما ابتعدت عنها فترة من الزمن ثم فصل لبنان هذه الأزمة لتمرير المشروع الكبير ، قد نتفق مع من يقول إن النظام العراقي السابق هو السبب الرئيسي في الحرب والاحتلال ولكن تداعيات الاحتلال وتصرفاته وسياسته بتشجيع نهب البلاد ونظام المحاصصة الطائفية والقومية عززت التحليلات والاستنتاجات التي تقول إن المخطط لم ولن يكتف بهذا الحد وسوف يستمر بتوسيع حدوده حتى تكتمل عملية المشروع.
أن الذي يتصور بان الدفاع عن الوطن عبارة عن سخرية وضحك على الذقون عليه أن يراجع كفاح الشعوب سابقاً وحتى هذه اللحظة من اجل حرية أوطانها وعند ذلك سيضحك كثيراً ولكن على تحليلاته وعلى نفسه، وإذا كانت أمريكا وإسرائيل قويتين ولا يستطيع أحداً مقاومتهما حسب الادعاءات التي سطرت من قبل كاتبي بعض المقالات ومروجي فكرة العقلانية " والحيط الحيط " حتى نسلم وننال حقوقنا فإن معسكر الشعوب بما فيه الشعبين الأمريكي والإسرائيلي المخدوعين بحكومتيهما هو الأقوى والأوسع وهو الذي سينتصر في النهاية، لا يمكن لأي قوة غاشمة مهما طال الزمن أن تبقى إلى الأبد قوية وتعسفية لا تدرك المفهوم الجدلي لتطور الحياة ورفضه لمعوقاته ولن نعطي أمثلة كثيرة فقد تؤول بالمقلوب، والآن وقد تجلت الحقيقية فقد ثبت بما لا يقبل الشك أو التمويه إن جميع القوى اللبنانية وليس حزب الله فقط تدافع عن وطنها وتقاتل وبمختلف الأشكال والأساليب لرد العدوان ونحن على ثقة أنها ستستمر تقاتل وتدافع مادام هناك احتلال لأراضيها ولهذا تمرغلت بالوحل النتن حجة الحرب على حزب الله وليس الشعب اللبناني ولبنان التي حاولت وتحاول إسرائيل وأمريكا الترويج لها وروج البعض من الكتاب الوطنيين القح لها، الآن وبعد مرور (22) يوماً والقتال في أوجه حيث يلقى الإسرائيليين قتالاً لا عهد لهم به ودفاعاً من قبل المقاومة اللبنانية عن الأرض يتسم بالبطولة والتضحية والجبروت فقد تكشفت الأوراق وبانت الوجوه وعرف من مع الشعب اللبناني ومن بالضد منه بحجج استهلاكية تبرر للعدوان ومها ستكون النتائج وعلى افتراض احتلال قسم من الأراضي ولكن كيف! هل ستبقى إسرائيل رابضة في عشرة كيلومترات والصواريخ والكاتيوشا والمقاومة ماذا سيكون رد فعلها؟ أم يتحتم على إسرائيل احتلال لبنان كله وعند ذلك ستكون الطامة الكبرى لها؟ وهل انتشار قوات الفصل الدولية أو الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية سيحل معضلة احتلال إسرائيل للأراضي اللبنانية؟
لقد ثبت بالفعل واليقين أن الشعوب لا تسكت عن ضيم وهي قادرة على رد العدوان وحماية أوطانها مهما بلغت قدرات المحتلين من قوة وتكنيك وتقنية لأن الإيمان والإرادة والقضية العادلة هي القوة التي لا يمكن أن تقهر.