| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الثلاثاء 29/4/ 2008



الحديث عن أي وحدة لليسار العراقي ووفق أي عينات ؟

مصطفى محمد غريب

منذ فترة والحديث يتوسع ويتفرع عن وحدة اليسار العراقي وقد أدلى الكثير من الإخوة دلوهم ما بين داعية وحريص ومصلح ، راشداً ومعلماً يستطيع أن يعلم الآخرين أصول النضال وهو أصغرهم عندما كان منتمياً ويتمكن على كل شيء، ونزيه حتى النخاع!! باتهام الآخرين تهماً تجعلنا ومنذ أول سطر له نؤمن انه يدعو لوحدة اليسار في الكواكب الأخرى وهو بالضد من الوحدة على الكرة الأرضية، لكن المشكلة ليست فيما يكتب أكثرية الذين يكتبون في هذا المجال حصراً بل يعتبرون الحزب الشيوعي العراقي منحرف عن الماركسية أو عميل للإمبريالية أي بدون هوية وطنية أو مطيع للطائفية لا يمثل طبقة اجتماعية وبهذا يخرجونه من معادلة قوى اليسار وبالمعنى الواضح لا يمكن أن يكون ضمن قوى اليسار العراقي حسب ادعاءاتهم وينفضون أيديهم منه، وإذا اتفقنا معهم ونحن بصراحة " لا نتفق مطلقا " لكن لتسهيل مهمتهم لوحدة اليسار العراقي نقول لماذا لا يتوحدون هم أولاً كحزب بدون هذه الأسماء المتنوعة كلبنة لوحدة يسارهم ويتركون الحزب الشيوعي العراقي لانحرافه وعمالته وطائفيته وإذا يعتبرون استحواذ قيادته على هذا الاسم فما قول عن أكثر من( 200 ) مندوب حضر المؤتمر الثامن له ورفضوا تبديل الاسم، ثم ليمنحونا فرصة لمعرفة من هي قوى اليسار بدون هذا الحزب التي ينشدونها وما هي مواقعها وثقلها السياسي والجماهيري ولا باس أن نتعرف من خلالهم على تاريخها ونضالها وما هي مشاريعها ومواقفها وهذه المعرفة التي نطالب بها ضرورية لنا وللجماهير الغفيرة!! لكي تقوم بدعمها والوقوف معها ومع ما تطرحه من أهداف لما تحتويه من قوة للتفاؤل والأمل مثلاً في حرب العصابات وحرب التحرير الشعبية أو التكتل البرلماني وهذا أيضاً مطلوب حسب النظرية (باليد سلاح ورجلين بالبرلمان أو الشتم والسب مطلوب ومطلوب أيضاً البوس والحضن بالسر) بالحرف الواضح من هو اليسار في نظرياتهم ودعواتهم ؟ هل التنظيمات الشيوعية المتفرقة والمتناثرة وأكثرية أعضائها خارجين من رحم الحزب الشيوعي العراقي المنحرف العميل الطائفي حسب اتهاماتهم ؟ آم المقصود وجود قوى يسار حقيقي خارجهم يستطيع أن يبدل موازين القوى حرباً أو سلماً ؟ يستطيع أن يؤثر تأثيراً إيجابياً على الوضع الحالي وأن يؤثر على تكوينات المستقبل وهو معروف في أواسط الجماهير الشعبية العراقية على الأقل، وما هي مشاريع وبرامج هذا اليسار الذين يدعون لوحدته ؟

هذه هي المشكلة الحقيقية أمام ما يطرح من كتابات ودراسات حول وحدة اليسار العراقي فهو ليس بحاجة إلى حديث حول برامج مستقبلية ثورية جداً أو كيل الاتهامات للانتقام أو الثأر وتغليب الخاص على العام، بل إلى تعريف حقيقي وموضوعي له أي معرفة حدوده وإمكانياته ووفق وضوح وتوضيح بالامكانيات والقدرات فليس بالامكان تسمية أسماء بدون واقع حقيقي كتنظيمات تمثل شريحة أو طبقة من شرائح وطبقات المجتمع العراقي وتشكيل الأحزاب لا يخضع لرغبات وطموحات شخصية إذا لم تكن لها ضرورة موضوعية وذاتية وإذا فقدت هذه الضرورة تصبح عبارة عن دكاكين تجمع عددا معيناً من الأفراد لا يمثلون سوى أنفسهم وبالتالي ينتهي أمرهم لمجرد زوال بعض الأوضاع الاستثنائية، أما الحديث عن وحدة القوى الوطنية الديمقراطية فذلك شيء آخر لوجود إمكانية معرفية بتلك القوى الوطنية والديمقراطية فهناك العديد من الأحزاب والمنظمات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات الوطنية والديمقراطية وبالامكان تجميع هذه القوى في إطار عمل مشترك طويل الأمد أو قصير الأمد والاتفاق بين هذه القوى بدون التدخل في شؤونها الداخلية أو عملها بل المعيار الحقيقي توحيد شعاراتها ووضع برنامج عملي يلتزم فيه الجميع ويخضع إلى القرارات الجماعية بدون أي هيمنة أو استئثار ووفق متطلبات المرحلة ونستطيع وبسهولة تحديد هذه القوى وهي معروفة وغير مغيبة أو غيبية أما الانجرار إلى القال والقليل وكنا وكانوا ليصبح كل واحد منظر وقائد وعظيم الذي كان معارضاً دائماً ومصححاً وصحيحاً وبالضد من التحريفية واليمينية ولم يشر إلى اليسارية المتطرفة ،واجترار الحديث عن الأخطاء والاغلاط ، بصراحة لقد مللنا منها ولكن الغريب أن البعض لا يتعب ولا يمل من تكرارها كلما أراد أن " يغني على ليلاه " وقد يكون الأمر اخطر من ذلك فيحسب أنها تطرح لأول مرة وهنا الخطورة دلالة على فقدان الذاكرة.




 


 

Counters