| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الخميس 29/5/ 2008



من الضروري رفض استغلال أسماء الرموز الدينية
ودور العبادة في الانتخابات

مصطفى محمد غريب

على ما يبدو هذه المرة عين يا عينك يا تاجر ففي السابق لم تكن هذه الصراحة لتكشف الوجه الحقيقي لتوجهات الأحزاب السياسية الدينية وبضمنها المجلس الإسلامي الأعلى في قضية أدينت بشكل واسع باعتبارها منافية للوائح حقوق الإنسان حول حرية الرأي والابتعاد عن الخداع والإكراه وكذلك للدستور والقوانين التي تنادي بالحرية والديمقراطية، وعلى ما يظهر أن استغلال الرموز الدينية ودور العبادة أصبحا عاملان مهمان يستغلان من قبل البعض لأجل الكسب الحزبي والمصالح الذاتية المحصورة في جماعة معينة ترى في هذا الاستغلال إنقاذاً لها من الفشل أو الإفلاس الجماهيري وبداية انحسار المشروع الطائفي الديني، إننا نعرف لماذا يصر البعض على استغلال الدين والرموز الدينية ودور العبادة في مسالة الانتخابات النيابية أو أي انتخابات أخرى أو يعترض على سن قانون كما ظهر في اعتراض المجلس الإسلامي الأعلى على لسان حميد رشيد معلة على بند في مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي نص على منع استخدام الرموز الدينية ودور العبادة في الانتخابات؟ هذا النهج يدل على مدى الهيمنة على هذه الدور والرموز وانحياز بعض المرجعيات بسكوتها عن استغلال أسمائها للكسب الانتخابي، ويدل ذلك على عدم الثقة بالقدرات على كسب الجماهير بوسائل ديمقراطية دون اللجوء للمرجعيات واستغلال المساجد والحسينيات وبخاصة إذا كان المجلس الإسلامي الأعلى أو أي حزب أو منظمة تثق في جماهيرها وبرامجها السياسية وبمواقفها الوطنية ، أم إن الاستغلال هذا ينجيها من انحسار أصوات تقول عنها أنها لم تنفذ الوعود التي قدمت لها وعليه إعادة الكرة للأسلوب القديم حتى لا تبتعد عنها هذه الجماهير وتضيع عليها الفرصة بالحصول على المواقع التي حصلت عليها سابقاً في منافسة نظيفة ونزيهة على الرغم من إنها تقود السلطة السياسية وتتحكم فيها وفي الكثير من المواقع الحكومية المسؤولة، أما الحجة الباطلة بان دور العبادة أفضل مكان للدعاية السياسية من اجل الناخبين ذلك شبه تحايل على وعي المؤمنين فأين مكان هذه الدور في التوحيد وذكر الله وعدم التفرقة باعتبارها أماكن أعدت أو شيدت لقضية واحدة هي أداء فرائض دينية محصورة في الدين ومن اجل توحيد الناس وليس تفرقتهم أو دفعهم للمنافسة وقد تكون منافسة غير عادلة كما شاهدنا في السابق! لماذا يريدون أن تكون دور العبادة ساحة منازلة وتفرقة وزيادة في الانشقاق؟ وكما عرفنا من التاريخ والتراث الديني أن هذه الدور إنما هي دور للعبادة فقط وليس مكاناً للدعاية الانتخابية أو السياسية وبالامكان بدلاً من استغلالها إيجاد أبنية أخرى وهي كثيرة حتى في القرى وإبعادها عن الصراع الحزبي المرفوض دينيا كما هو معروف وكما جاء في القرآن الكريم، أما الحجة بان الرموز والشخصيات الدينية وطنية تمثل العراق وهي حجة مرفوضة لان كل عراقي وطني شريف يمثل العراق أيضاً لكن الداء في التعتيم على الوعي عند الناخبين واستغلالهم دينياً حتى لو بالضد من مصالحهم، ويستطرد القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى والنائب في البرلمان عن الائتلاف العراقي حميد رشيد معلة: أن المجلس الإسلامي الأعلى اعترض بشدة على منع استخدام المساجد والحسينيات في الترويج للقوى السياسية المتنافسة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة ، ثم يؤكد : أن المجلس الإسلامي الأعلى حريص على أن تكون " الرموز" ضمن الدعاية الانتخابية له لما تمثله من ثروة قيمة ولما لها من ثقل الترويج لأفكار المجلس الإسلامي الأعلى .

في الأولى لماذا يعترض بشدة على هذا البند ولم يعترض على دور المهيمنين على دور العبادة الحزبين لصالح الأحزاب الدينية السياسية واستغلالها لطرف واحد دون الآخرين؟ وهل يوافق السيد حميد والمجلس والأحزاب السياسية الدينية أن تستغل القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية هذه الدور ( المساجد والحسينيات ) على الأقل للدعاية الانتخابية؟ أم أن المليشيات السرية المسلحة أو التي ترتدي ألبسة الشرطة وغيرها ستكون مثل حائط الصين وفرق الموت المعروفة لتمنعهم عنها؟ أما الثانية لماذا استغلال الرموز الدينية إذا كان المجلس الإسلامي الأعلى أو غيره من الأحزاب الدينية السياسية كما قلنا واثق من جماهيره وتوجهاته وبرامجه؟ ولماذا لا يقبل بان هذه الثروة القيمة حسب ادعاء حميد رشيد معلة ليس ملكه وحده للترويج لأفكاره بل أيضاً هي ربما ملك الآخرين ويفكرون مثلما يفكر المجلس وبهذا ستكون المنافسة مضرة على سمعة هذه الرموز ودور العبادة وبخاصة إذا حدثت صدامات بين القوى المختلفة ونتجت عنها ضحايا بين الناس؟ وقد تستغل في فتاوى ليس لهؤلاء أية صلة مثلما حدث في الانتخابات النيابية الأولى والثانية حيث رفع الائتلاف صور السيستاني ونادى الخطباء في الحسينيات وا حسيناه لكم الويل والثبور إذا لم تنتخبوا القائمة ( 555 )

إن إصرار البعض على إتباع هذا النهج الذي أوصل البلاد إلى الحالة الراهنة وما خلفته من خراب ودمار وانشقاقات وضحايا بعشرات الآلاف من أبناء الشعب الأبرياء يعتبرون هم وقوى الإرهاب مسؤولين بالدرجة الأولى عن نتائجها المأساوية، كما يدل على عدم الاستفادة من تجارب هذه السنين المرة ليس في زمن السقوط والاحتلال بل حتى العهود السابقة وعليه هم ما زالوا يلعبون بالنار التي قد تحرق الجميع.

نقول وجميع الخيرين بكل صراحة كلا ثم كلا لاستغلال الرموز والشخصيات الدينية ولا دور العبادة من جوامع ومساجد وحسينيات في أية انتخابات وليس فقط في انتخابات مجالس المحافظات .





 


 

free web counter