| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 29/3/ 2009



ليكشف اللثام عن قتلة.. الشهيد كامل شياع

مصطفى محمد غريب

تكاد ان تمر حوالي (8) أشهر على تلك الجريمة التي ارتكبت بحق المثقف الوطني الديمقراطي الشهيد كامل شياع ولا وجود لذرة أمل في كشف اللثام عن الجناة والجهات التي تقف خلفهم وهم معروفين لأبسط مواطن في الشارع البغدادي، لماذا هذه المماطلة وهذا الإهمال؟ سؤال لا يمكن الإجابة عليه إلا بالتالي أن هناك من يريد طمس الحقيقة لهدف معروف، كامل شياع قبل أن يكون مثقفاً هو مواطن عراقي خرج من وطنه مضطراً بسبب جور النظام الصدامي الرهيب وعاد بعدما سقط الهبل وبفضل تهوره وتخبطه سلم العراق لقمة سهلة للاحتلال، عاد كامل شياع ليساهم في بناء دولة متحضرة، دولة ديمقراطية تعددية تحترم الإنسان عاد شياع وفي جعبته المشروع الثقافي الوطني الذي كان يأمل أن يساعد في خلق وعي ثقافي تقدمي لكن يد الغدر والتآمر التي تعبث بدماء العراقيين امتدت إليه وكأنها تريد أن تعدم الثقافة التقدمية انتقاماً منه هذه الأيادي الآثمة هي الشر المحيط والوباء الذي يحاول أن ينشر قانون الجريمة باسم الدين تارة واسم الطائفية تارة أخرى أو بحجة الاحتلال مرة وبحجة عملاء الاحتلال إلا إن الذي يدقق في ما قامت به من أعمال شريرة وتدمير مستمر وقتل مباشر وغير مباشر بواسطة العبوات والمفخخات سوف يتوصل حتماً بأنها هي التي تساعد على استمرار بقاء الجيوش الأجنبية بطريقة الدعوة المبطنة بالمقاومة لكن الحقيقة التي ظهرت بأن ما يهمهاً أولاً وأخيراً قتل العراقيين وسفك دماء الأبرياء وتعطيل عملية إعادة الحياة الطبيعية كي يستمر البناء والتعجيل في قيام دولة دستورية في إطار من الشرعية الجماهيرية ولهذا فهي مستمرة في حملاتها بتخطيط عمليات الاغتيال لكل ما هو خير ووطني وعند العودة إلى أسماء العلماء والمثقفين والكتاب والصحافيين وغيرهم من رجال العلم نجد الكم الهائل من العقول العلمية الثرية بالمعرفة وقد أزيحت بطرق مختلفة وفي مقدمتها عمليات الاغتيال والتهجير والضغط بدفعهم لترك البلاد مما يجعل العراق بلداً صحراوي الفكر بدون دعائم بشرية علمية تساهم في نهوضه وتقدمه ، والعجيب في كل ذلك نجد بطء التحقيق وضبابية نتائجه ما عدا قلة جداً من الأسماء محسوبة مع شديد الأسف على القوى المسيطرة على السلطة أما الأكثرية من الشهداء فيكاد التحقيق لكشف الفاعلين وكأنه مشي سلحفاة بعد الانتهاء من التبييض إذا لم نقل هم منسيين وعندما يسأل أو تجري المطالبة نجد الكثير من الوعود والتأكيدات لمتابعة كشف اللثام عن المجرمين والجهات التي تقف خلفها مع العلم إن هذه الجهات معروفة وبخاصة في الاغتيالات التي طالت مثقفين واكاديمين ونقابيين ديمقراطيين وشيوعيين وهذه الجهات لديها ميليشيات مسلحة وفرق اغتيالات خاصة وفي الجانب الآخر نسمع عن كشف متورطين في اغتيالات البعض من المقربين من أحزاب السلطة الرئيسية ونحن لسنا بالضد من ذلك بل العكس من اشد المناصرين للكشف عن هؤلاء المجرمين الذين يستخدمون القتل والتحريض عليه بدلاً من الحوار والنقاش لكنهم عاجزين فكرياً وسياسياً لكن من الناحية الثانية نطالب بعدم إهمال لأي سبب كان ما يتعرض له الوطنيين والديمقراطيين والشيوعيين ولدينا العديد من أسماء الشهداء الذين اغتيلوا بكل سفالة ونذالة لكن إلى حد هذه اللحظة لم يكشف عن القتلة ولا عن سير التحقيق أو جديته من اجل الوصول إلى الجناة وإلقاء القبض عليهم ومعرفة الكيانات السياسية الدينية سلفية أو أصولية وتقديمهم إلى المحاكم المختصة أسوة بالآخرين وعندما نسوق قضية الشهيد كامل شياع كمثقف تقدمي إنما نريد من وزير ووزارة الداخلية وكل المعنيين بهذه القضايا السعي الجاد لكشف نتائج التحقيقات عن الفاعلين والمحرضين الحقيقيين وهم معروفين لدى الجهات الأمنية وبخاصة بعد إلقاء القبض على البعض من الذين استخدموا كاتم الصوت للاغتيال وهم من جهة معروفة ومدعومة من دولة معروفة في تدخلاتها وتحريضاتها واحتضانها وتقديم كل ما يلزم من تدريب وتمويل مالي بما فيه السلاح للقتلة أصحاب الضمائر الميتة .

ما زلنا ننتظر من المؤسسات الأمنية وفي مقدمتها وزارة الداخلية أن تسرع وتستكمل التحقيق وبالسرعة اللازمة وإعلان نتائجه بدلاً من هذا الإهمال والمماطلة التي تنتهجها الجهات المختصة الذي يدل على نهج معادي ليس للشهيد فحسب بل الجهة السياسية التي ينتمي إليها وهو عداء قام على فكرة إلغاء الآخر والسعي إلى تحجيمه وهو من سابع المستحيلات

 


 

free web counter