| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الخميس 29/4/ 2010



 التهديدات الإسرائيلية وشبح الحرب في الشرق الأوسط

مصطفى محمد غريب

لقد أثار التهديد الإسرائيلي بإعادة سوريا للعصر الحجري ردود فعل غير متساوية في الدول العربية وقياداتها الحكومية فمنهم كان باطنياً سعيداً ومنهم كان حذراً مترقباً ومنهم من استنكر ولكن بصوتٍ خافت لكنها كانت عنيفة لدى القيادة السورية والشعب السوري والشعوب العربية وقواها الوطنية التي تقف بالضد من الآلية العدوانية الإسرائيلية وبات على ضوء ذلك وما سبق من تناقض وتراجع عن قيام مباحثات على أساس الانسحاب صعب للغاية ويصعب القول بان آفاق محادثات واقعية وقريبة من اجل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها الجولان السورية وحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية غير ممكن في ظل هذا التعنت وهذه السياسية العدوانية التي كلفت المنطقة منذ الأربعينات ويلات الحروب وتدهور الأوضاع وتفشي ظاهرة الإرهاب وعدم الاستقرار وغير ذلك من الكوارث التي حدثت وجعلت من منطقة الشرق الأوسط ساحة للصراع المسلح وبؤرة قد تقدح شرارة حرب مستعرة تمتد إلى خارج حدود المنطقة ولعل ما يفكر به الحكام الإسرائيليون عبارة عن بهلوانية تشبه أفلام الاكشن الأمريكية وإلا لما تورطوا بذلك التهديد الذي تشتم من ورائه رجفة الخوف وليس صرخة القوة فالذي يفكر بجعل بلداً استطاع تجاوز العصر الحجري ولديه قدارات بشرية وعسكرية حديثة إنما هو لا يفقه بان ذلك لن يمر بسهولة ولن يكون حاله كحال من هدده بهذا المصير فالذي اقلق حكام إسرائيل ما وصلهم من معلومات وتقديرات بان سوريا قد زودت حزب الله بصواريخ بعيدة المدى وهذه الصواريخ تصل إلى ابعد نقطة في إسرائيل لا بل تتجاوزها فإذا كان ذلك صحيحاً فذلك يعني أن سوريا تمتلك مثل هذه الصواريخ ولم يعد الأمر سراً إمام تطورات القدرة الإسرائيلية ولم يعد معتمداً على الطائرات الحديثة التي تسيطر على أجواء المعركة فما يمتلكه الآخرون من صواريخ قد يغير من موازين المعركة التي تعتمد على الأساليب القديمة وستكون الخسائر لجميع الأطراف ـــ لماذا لا يتعظ حكام إسرائيل المتعاقبين ( مرة حزب العمل مرة ليكود ومرة شنو ) من التاريخ وما آلت إليه نتائج الحروب؟ ـــ ولماذا يصرون على المضي في نهجهم وتخطيطهم لحروب قادمة ؟ ـــ لماذا لا يسعون إلى السلام الذي سيخدمهم قبل غيرهم؟ مبعث القلق يدل على إن حكام إسرائيل بدءوا يدركون مدى خطورة الوضع إذا ما استمروا يحشدون للحرب إلى ما نهاية فلا القوى البشرية الإسرائيلية موازنة للقوى البشرية العربية التي تزداد باطراد ولا الاقتصاد الإسرائيلي يستطيع الاستمرار على الحرب واللاحرب وقد يطرح سؤال عرضي ــ إلى متى يبقى المواطن الأمريكي يدفع المليارات لإسرائيل من الضرائب التي تقصم ظهره؟ بعد حرب الصواريخ مع حزب الله جعل القادة الاسرائيلين يعون مخاطر هذا التوجه انطلاقاً من توجهات إيران وتحضيراتها وسعيها لامتلاك السلاح النووي ثم امتلاك الصواريخ من قبل البعض من الدول العربية وفي مقدمتها سوريا والتي تستطيع الوصول إلى العمق الإسرائيلي فضلاً عن الاحتقان الدائم في الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد عام 1967 وأخيراً وليس آخراً امتلاك حزب الله لآلاف الصواريخ التي أرسلتها إيران له ومن منطلق النظرة الإسرائيلية السابقة أن تبقى إسرائيل القوة الوحيدة الرادعة في المنطقة العربية لكي تهيمن وتنتصر في أية حرب جديدة إلى واقع استجد وغير الكثير عما سبق مما يهدد العمق الإسرائيلي ولن يمنع ذلك لا ماكنتها الحربية ولا الدعم الأمريكي المبتلي في أفغانستان والعراق فضلاً عما حل بها بعد الأزمة المالية التي ضربت ليس الاقتصاد الأمريكي فحسب بل الكثير من دول العالم ، إن الإخلال بموازين القوى في الشرق الأوسط اخرج التهديد الإسرائيلي القلق من قمقمه ضد البنى التحتية في سوريا وهو ما يعنيه عودتها إلى العصر الحجري لكن القادة السوريون على الرغم من القلق المشروع من حرب قادمة أعلنوا جاهزية القوات المسلحة وسموها " الترسانة الدفاعية " وعنوا بالقول " من الصعب التكهن إذا ما كانت سوريا أم إسرائيل هي التي تعود إلى عصر الإنسان الأول " نعم نستطيع التأكيد أن من الصعب التكهن بنتائج الحروب الجديدة في المنطقة ولنا عبرة بخيار الحرب الأمريكية على العراق وما آلت إليه الأوضاع من خراب ودمار وإزهاق لنفوس الأبرياء وما نقلق عليه وعلى شعوب المنطقة النتائج المأساوية التي أنتجتها تلك الحرب وما زالت نتائجها تتفاقم ، وعلى ما يظهر لا حكام إسرائيل يعون مدى خطورة التهديدات لإشعال حرب جديدة أو استمرارهم في تعنتهم وعدم الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على الأراضي التي احتلت في 1967 لكي يعم السلام والأمان والتفاهم بين شعوب المنطقة ولا حكام طهران يفقهون أن التهديدات وفرقعة السلاح والتدخل في شؤون البلدان العربية واحتلال الجزر الإماراتية وقصف القرى الحدودية العراقية تخدم شعبهم وبلدهم والبلدان المجاورة إن الذي يريد الحفاظ على شعبه ويحقق السلام والأمان وحسن الجوار ويلتفت للبناء والتقدم والازدهار عليه أن يفكر ألف مرة بحق غيره في السلام والأمان وحسن الجوار والبناء والتقدم والازدهار، أما لغة التهديد فهي ما عادت إلا بضاعة فاسدة لن تجد إلا اللعنة والنفور من قبل الشعوب، على حكام إسرائيل أن يتخلصوا من فكرة دولتهم وجيش دفاعهم هما الأقوى فقد ولى ذلك الزمان وبالنتيجة حصلوا على الجواب الصحيح في حربهم مع حزب الله في لبنان وهو حزب فقط وليس دولة وعليهم استدارك الوقت والتفكير الجدي في مفاوضات جديدة لإعادة الأراضي العربية المحتلة وحل القضية الفلسطينية بشكل عادل يحقق السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وباقي الشعوب في المنطقة .










 

free web counter