نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأثنين 29/5/ 2006

 

 


موقف الدول العربية من الأوضاع في العراق

 

مصطفى محمد غريب

يستغرب المرء لما يبديه موقف الكثير من الدول العربية الرسمي من صمت غريب حول الأوضاع في العراق وكأنه يشترك فعلياً في دفع الأوضاع الداخلية إلى التعقيد أكثر من التوجه للانفراج وخلق الأجواء الصحيحة ليعود العراق معافى له تأثير سياسي واقتصادي وثقافي في المنطقة وهو ما يجعل الجبهة العربية أقوى وامتن بدلاً من أن يكون ضعيفاً تدمره الخلافات الداخلية والاضطرابات الأمنية وعدم الاستقرار و يكون مصدراً للكثير من المشاكل لها والى دول الجوار، وقد يكون للموقف العربي الايجابي دوراً مهماً في التوجه للبناء وللخلاص من القوات الأجنبية بعد بناء المؤسسات الأمنية وغيرها من مؤسسات الدولة التي ستلعب بالتأكيد أدواراً هامة في التقدم والتطور والتخلص من تركة الماضي وما خلفته سنوات الحرب والاحتلال والأعمال الإرهابية بجميع أشكالها.

طوال ثلاثة سنوات تقريباً تقوم الدعاية العربية الرسمية على أساس الاحتلال بدون الرؤية المنطقية في تطور الأحداث والسعي لبناء الدولة ، وقد دلت تجربة الانتخابات الأولى والتصويت على الدستور والانتخابات الثانية اكبر برهان على هذا التوجه في إنقاذ العراق وشعبه مما هو عليه من أوضاع مأساوية أصابته في الصميم وكانت كابحاً على مر السنوات السابقة أمامه لإيقاف العملية السياسية.

ان قضية الاحتلال والموقف منه معروف وله أسبابه ومنطلقاته وأكثرية الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة لها موقف مضاد واضح منه إذا كان ذلك قبل شن الحرب أو فيما بعد ذلك ، وبعد أن وقع الفأس في الرأس ويتحمل النظام السابق المسؤولية كاملة في هذا الموضوع، فلا بد من رؤيا واقعية حول الأوضاع المستجدة ومدى استيعاب المهمات الآنية والمستقبلية أي بالذات إيجاد الطرق والأساليب ووفق مصلحة البلاد والشعب لكي يتم التخلص من هذا الاحتلال والقوات الأجنبية، ومنذ البداية اشرنا أن الأعمال العنفية المسلحة والتفجيرات والمفخخات العشوائية وأدوات الانتقام وممارسات المليشيات المسلحة غير القانونية وما يصاحبها من انتهاك واضح لقواعد حرب التحرير سوف يجعل الأمور أكثر تعقيداً وتدفع القوى المحتلة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على التعكز عليها لكي لا تخرج من العراق ولا تضع جدولاً زمنياً له وهذا الأمر توضح أخيرا من خلال اللقاء الأخير بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأمريكي بوش حيث رفضا الالتزام بتخفيض القوات الأمريكية والبريطانية ورفضا وضع جدول زمني للانسحاب وهذا الاتجاه الواضح الجديد هو الذي كنا نخشاه ونتوجس منه وحاولنا بما لدينا من إمكانيات عدم الوصول إليه وبخاصة إذا كان جميع الوطنيين العراقيين المخلصين يوحدون كلمتهم وكذلك تقف الدول العربية والجامعة العربية مع الشعب العراقي ومساعدته لإنجاز المهمات الشاقة والصعبة وفي مقدمتها استقرار الوضع الأمني وإعادة دورة الاقتصاد وإخراج القوات الأجنبية من البلاد ، ومما يؤسف له فان الدول العربية والجامعة العربية تقاعست عن دورها مما زاد في تعقيد الأوضاع ليس داخلياً فحسب بل في المنطقة جميعها وما تداعيات القضية الفلسطينية ومواقف الحكومة الإسرائيلية وتصاعد عمليات الإرهاب في الدول العربية ودول الجوار إلا دليلاً ساطعاً على قولنا السابق، لكن على ما يظهر ان أكثرية الدول العربية وبعض دول الجوار لا ترغب بعراق ديمقراطي تعددي لا مكان فيه للدكتاتورية والتعسف والإرهاب لأنه سيكون المثال أمام شعوبها مما يجعلها في وضع لا يحسد عليه وهي على الرغم من ادعاءات البعض وتصريحاتهم التي تؤكد الوقوف مع العراق يرغبون في دولة على شكل النظام السابق أو دولة شكلية تتبنى شعارات الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية كشعارات دون التطبيق الفعلي أو دولة مقسمة يطحنها الاقتتال الداخلي كما هو الصومال وغيره لكي يبقى العراق ساحة منازلة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من اجل تصفية الحسابات وقضايا أخرى معروفة.

من هذا المنطلق نرى ان المواقف السلبية هذه لا تدل على الشعور بالمسؤولية لا بالنسبة للعراق ولا الدول العربية ولا المنطقة برمتها وقد تتحول هذه الوضعية المضطربة من وضعها الخاص إلى العام وبهذا لن ينجو منها أي طرف مهما تمشدق بالابتعاد أو التستر على نواياه ولنا في بعض الأعمال العنفية والتفجيرات التي حدثت في بعض الدول مثال ساطع على ما نقول.

أن المواقف الايجابية سوف يتذكرها شعبنا العراقي ويقيمها ويقف مع المتضامنين معه وبخاصة الذين يدعمون طموحاته في الأمن والسلام أما المواقف السلبية فستبقى عالقة في ذهنه والأجيال القادمة ومهما طال وقت الشدة فلا بد للعافية ان تتم بتصميم الخيرين من أبناء شعبنا العراقي .