موقع الناس     http://al-nnas.com/

أحفادالذين قصفوا المراقد في كربلاء آبان الانتفاضة فجروا المرقدين في سامراء

 

مصطفى محمد غريب

الأثنين 27/2/ 2006

انهم يريدون اشعال الفتنة الطائفية بأي ثمن كان، هؤلاء ليسوا من مذهب او طائفة واحدة ولا يؤمنون الا بطريق الجريمة والقتل والتدمير والخراب، انهم يلعبون بورقتهم الاخيرة بتفجير المراقد المقدسة ودور العبادة بعدما فشلوا في جرّ الشعب الى الاقتتال والحرب الاهلية ولا سيما وقد نجح العراقيون في توجههم وانجاحهم للانتخابات الاولى والتصويت على الدستور وكذلك الانتخابات الثانية ولقد اثبتت الحياة بما لا يقبل الشك انه كلما ازداد اجرام الارهابيين ضد جماهير شعبنا العراقي ومقدساته كلما تلاحمت هذه الجماهير واصبحت اكثر قدرة على الرد واكثر قدرة على المسير الى امام واكثرة قدرة على التلاحم والحب واكثر قدرة على فهم المخطط المراد تنفيذه والهدف الذي يسعى هؤلاء سفلة التاريخ على تحقيقه ليتسنى لهم دفع الاخ ليقتل اخاه وجعل ارض العراق مسرحاً للقتال ومزيداً من الدماء. هم احفاد هولاكو وكل العتاة الطغاة، احفاد انقلاب( 8) شباط 1963 الدموي واحفاد انقلاب 1968، احفاد من حكم البلاد ( 35 ) عاما بالقتل والجريمة والحرب والكيمياوي والمقابر الجماعية، انهم القتلة الذين يريدون اشعال الفتنة الطائفية في البلاد هؤلاء هم انفسهم الذين قصفوا كربلاء والاضرحة للامامين الحسين والعباس "ع" عادوا ليواصلوا جريمتهم وحلفائهم من الارهابين السلفين والاصولين يمنّون النفس باشعال نارالفتنة الطائفية والذي سيكون العراق والعراقيين اكبر الخاسرين جرائها. عادوا ليفجروا مرقد الامامين الهادي وحسن العسكري "ع" وكذلك الجوامع الاخرى وقبلها الكنائس ومرقد الصحابي سلمان الفارسي وسوف يستمرون في محاولاتهم وجرائمهم وكأنهم يريدون الانتقام من كل ما هو خير ومسالم وآمن.
فمن يجرأ على ضرب شعبه بالاسلحة الكيمياوية وبمختلف الاسلحة الفتاكة ويحتل بلداً ليستبيح شعبه بدون اي رادع ديني او اخلاقي او انساني ولا يفرق بين امرأة وطفل وشيخ ومن يشيد هذه المقابر الجماعية فهو يجرأ على قصف الجوامع والمساجد والمراقد ليدق اسفين بين فئات الشعب وليشعلها حرباً ضروساً يكون الخاسر الاكبر فيها العراق وشعبه.
ان ما يؤسف له انجرار البعض الى توسيع هذه الفتنة بدون دراية او وعي حيث تغلبت العاطفة على العقل فاندفع ليحرق ويخرب ويستولي على اماكن العبادة الاخرى بلا تدقيق للمواقف واستيعاب ما يراد الوصول اليه لتدمير البلاد، ولم يفكر ان ان هذه الافعال الاجرامية وسابقتها وما يلحقها في المستقبل دلالة على ان الفاعل الحقيقي الذي يقف خلفها يريد اشعال الفتنة وتخريب وتدمير العراق وجعله ارض بدون شعب وهو الذي لا يتوانى في القيام بافظع الجرائم ضد الانسانية من اجل ان يحقق مآربه واهدافه الخبيثة ويحاول ان يسيء للعلاقات التاريخية بين فئات الشعب ومكوناته واطيافه وقومياته لغرض خبيث في نفسه. واثبتت الحقيقة ان الذين خلف تفجير الاماميين "ع" وحرق وتخريب والاستيلاء على اماكن العبادة الاخرى وتفجير قبر الصحابي سلمان الفارسي هم انفسهم وان تبدلت المواقع والاشكال والاسماء.. والا ماذا يفسر ومنذ بداية التفجير قام البعض بالادلاء بتصريحات واتهامات بدون اثباتات مادية انما غرضها الاساسي التحريض الطائفي ودفع الامور نحو التأزم والانفجار! وماذا يفسر احتلال الجوامع من قبل ما يسمى جيش المهدي وبعض المليشيات المسلحة او ما جرى من اغتيال للبعض من الناس الابرياء ومن كلا الطرفين بينما الفاعل واحد! وماذا يفسر مواقف البعض ممن يريدون اشعال الحرب الاهلية وكأنها بين السنة والشيعة بحجج التفجيرات والحرق والتدمير والاستيلاء والتحقيقات ما زالت جارية لمعرفة الجهات التي خلفها! وكيف نصدق ان تنظيماً تأسس جديداً تحت اسم " مجلس شورى المجاهدين " تابع لمنظمة القاعدة استطاع وبهذه السرعة ان يرسل ( 50 ) ارهابياً يملكون قدرات فائقة في زرع قنابل التفجيرات لولا المساندة والمساعدة والاشتراك من اعداء العملية السياسية المعروفين!.
لقد حذرنا دائما من المخطط الارهابي البعثصدامي والسلفي الاصولي الذي يخطط له لاعادة عجلة التاريخ الى الوراء بحجة الاوضاع المأساوية التي هم السبب الرئيسي في وجودها وتعميقها بالضد، حذرنا وقلنا ان هذا المخطط لن يقف في حدود القتل العشوائي للناس او التفجيرات والمفخخات والاغتيالات والخطف حيث لا يفرق بين اسود او ابيض بين طائفة واخرى بين دين وآخر بين قومية واخرى، الجميع رؤوسهم مطلوبة للقصاص لأنهم ضد القتل والتفرقة والطائفية ومع التعايش المشترك والتآخي الشعبي بين جميع الاطياف على اساس الديمقراطية والفدرالية والتعددية.. لأن الاكثرية هذه قالت لا للارهاب لا للدكتاتورية ومن اجل العراق المستقل الخالي من الجيوش الاجنبية.
نعود اليوم ولنحذر الجميع ان المخطط بدأ يتوسع واذا ما نجح الارهاب في توسيعه ودفعه الى الامام اكثر فأكثر فسوف تكون الكارثة والطامة الكبرى لا محالة ولن تقف اية حدود امامها حيث سيكون العراق كله وعند ذلك لا ينفع الندم وعض الاصابع ولا تنفع المواعظ فهو الضياع لتقسيم البلاد الى مناطق وَشُعَب فهل من يتعظ ويشعر بالمسؤولية وينسى الكراسي للصالح العام؟ وهل تبقى مثلما بقت حكومة السيد الجعفري عاجزة عن حماية ارواح ومقدسات الناس؟ ام انها ستتحرك لتقوم بواجبها وتشعر بروح المسؤولية للمواطنة العراقية وليس الحزبية والطائفية لحين مجيء الحكومة الجديدة؟. وكم سيطول الوقت لتشكيل الحكومة الجديدة لتباشر عملها ومسؤوليتها تجاه الشعب والوطن؟.