| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 27/7/ 2008



التصويت السري هو المخالف للدستور وليس التصويت

مصطفى محمد غريب

كثر الحديث وتنوعت الاعتراضات على مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات حيث مرر بالاقتراع السري الذي يعتبر غير شرعي ولا قانوني حسب الدستور العراقي الذي نص على علانية عملية التصويت على القوانين إلا في حالتين انتخاب رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية وهو توضيح كاف لمعرفة رأي المعترضين ولا يحتاج إلى هذه الصرخات والاتهامات الموجهة للشعب الكردي وكأن الغول القومي الشوفيني فلت من عقاله وأراد الفرصة حتى ولو باطلة لكي يشوه العلاقة ما بين الشعب العربي والكردي والقوميات الأخرى واتهام الكرد كشعب بتهم باطلة لا بل راح من يتغنى بالديمقراطية يروي كيف وجهت صفعة قوية للشعب الكردي وطالب بطرد الكرد من أرضهم وتقسيم العراق إلى دولتين عربية وكردية وبرز احدهم وهو وأذكاهم!! مقترحاً منح محافظة السليمانية إلى إيران مقابل إلغاء معاهدة العار 1975 الذي اهدي فيها صدام حين نصف شط العرب للإيرانيين وأراضي عراقية أخرى ولا نعرف كيف نسى هذا الذكي البصرة وعدم إلحاقها بالاحوازل لتكون تحت الحكم الإيراني ثم يقترح منح محافظة اربيل إلى تركيا من اجل الاستفادة التجارية وكأن أرض العراق ملكاً له ولأبوه أومن يقف خلفه ويدفعه نحو الهاوية، كما شُن الهجوم على الطالباني الذي اعتبر قومياً كردياً كشف عن وجهه الكردي المخالف لروح المواطنة العراقية وهو لا يهمه العراق لأنه سينقض القانون ومن جانبنا لا نبغي الدفاع عنه فمجرد الإطلاع على بيان مجلس الرئاسة الرافض للقانون سيجد الإنسان السوي والحيادي أن مجلس الرئاسة نقض القانون وليس الكردي المتطرف فقط، هذا السيل من الاتهامات والقذف اللاأخلاقي يدل على الانحطاط الفكري وغياب المعرفة ممن حاولوا لفلفة قضية التصويت واعتبروها انتصاراً للديمقراطية وليس خرقاً دستورياً واضحاً والعجيب في أمر هذا التطرف القومي الشوفيني أن يوجه كل هذه الاتهامات للشعب الكردي برمته مثلما كان الحال في العهود السابقة وكما تحججت به القوى القومية الشوفينية دائماً التي ضيعت المشيتين في قضاياها الأساسية وصولاً إلى استعمال الأسلحة المحرمة دولياً ضد الكرد الأبرياء والبسطاء من فلاحين وقرويين وكسبة وعمال لا ذنب لهم إلا كونهم كرد، أما الآن فالقضية تختلف لان الاسلوب المطلوب ديمقراطياً تحريف كل شيء وتشويه كل شيء بحجة الديمقراطية وحرية الرأي أما القوانين والدستور الذي لدينا عليه اعتراضات كثيرة فيجب وضعهم تحت أحذية الذين يريدون أن يفرضوا على الناس آرائهم وأفكارهم بدون اعتراض وهم لا يستمعون للآخر إذا لم يتطابق معهم في وجهات النظر ولعل الذين لا يعلمون أن قضية إعادة الأوضاع على طبيعتها في العراق لا يأتي من خلال كيل الاتهامات وتبشيع الآخر لأنه الشرط الثاني لزيادة العنف والعنف المضاد ولإبقاء القوات الأجنبية أطول وقت ممكن مثلما كان حال الشرط الأول وهو طريق التفجيرات والمفخخات والقتل على الهوية فالشرط الثاني باعتباره شرطاً لتفتيت وحدة الرأي الشعبي في القضايا الرئيسية ، لماذا لا يفهم أن خرق الدستور بالتصويت السري والتجاوز على حصة المراة في مجالس المحافظات وخلق حالة من التوتر السياسي الذي نحن في غنى عنه عملية مضرة وقد تجر البلاد إلى مخاطر وانزلاقات أكثر مما هي عليه ، ولماذ يحلوا للبعض من الذين يجب أن يغسلوا أفواههم بماء الورد عندما يذكرون الشرفاء من الوطنين والديمقراطيين قبل كيل الاتهامات بأنهم تبعيون وهذه المرة ليس للاحتلال أو للأجنبي كما كان يحلو لصدام القول بل للكرد العراقيين..

إن التصويت على مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات بهذه الطريقة وبهذه الإدارة والتصميم على تمريره وتأجيل انتخابات كركوك أو تقسيمها عملية مدبرة أريد إشعال نار الفتنة والصراع اللامبدئي وتوسيع الخلافات بدلاً من محاصرتها وحلها كما أريد منه إفشال موعد الانتخابات وعدم أجرائها في الوقت المتفق عليه وبذلك يخلق استياءً عاماً.

نحن نفهم لماذا يريدون فصل كركوك عن باقي المحافظات وتقسيمها إلى مناطق من أجل بقاء نفوذهم وإفشال تنفيذ المادة 140 من الدستور فإذا كانوا فعلاً وقولاً يردون كركوك عراقية فلماذا يريدون تكريس النفس الطائفي والقومي متناسين أن هناك قوميات أخرى سوف تتضرر بالتقسيم ويضيع حقها المشروع ؟ ثم لماذا لا يتفقون على الاستفتاء الذي تطالب به الأكثرية وليس القوى المتمترسة خلف تمرير التصويت السري؟ ولماذا لا يردونها مثل باقي المحافظات العراقية وهي محافظة عراقية %؟ ثم العجيب في هذا الزعيق الذي يقول أن جلسة البرلمان دستورية وشرعية وحصلت على النصاب القانوني ، عضوية المجلس تتكون من 275 نائباً الذين صوتوا على المشروع 127 عضواً فقط من اصل 140 عضواً، في المحصلة أن 152 لم يحضروا أو خرجوا معترضين وقسماً لم يصوت أساساً فكيف حصل المشروع على النصاب القانوني وكيف يمكن الموافقة على رأي الأقلية وليس الأكثرية .

إن شتم الشعب الكردي ككل بدون حياء وبدون أية استثناءات وبهذه الطريقة دلالة على وجود نزعة معاداة لحقوق القوميات وليس القومية الكردية فحسب ومن يقولون أن الكرد سيبقون كمرض السرطان ينخر بجسد العراق هم ألد أعداء القوميات الأخرى وخدم أذلاء للقوى الخارجية يأتمرون بإمرتهم، ولن يكتفوا بهذا العداء بل أنهم أساتذة في بذر الخلافات والانشقاقات والنزاعات داخل حتى القومية الواحدة عربية كانت أم كردية وتركمانية وغيرهما، وتطابق مصالح البعض في الوقت الراهن يجعلهم يتكتلون مع البعض لا حباً بهم بل كرهاً بالكرد واقصد بالذات القومية التركمانية العراقية والكلدر آشور وغيرهم الذين نالوا الأمرين في زمن النظام السابق وعوملوا بشكل وحشي مثلما حال الكرد ولكن لمآرب مريضة يريدون طمس هذه الحقيقة واللعب على مبدأ " فرق تسد " لكي تضيع الحقوق المشروعة للقوميات غير العربية تحت شعارات مستهلكة لكن جوهرها شوفيني متعصب كما كان أسلافهم سابقاً، يريدون أن يفرضوا التصويت السري حسب مزاجهم ومصالحهم ومواقفهم للتجاوز على الدستور وقد فوجئ أكثرية النواب بعدما أعلن عن تغيير آلية التصويت من علني إلى سري وتحت التهديد الديمقراطي القح بالانسحاب من قبل كتلة التوافق والحوار إذا لم يجر التصويت بطريقة سرية ولكن لو عكست القضية وطالب غيرهم بالتصويت السري فسوف تقوم الطامة الكبرى ويرتفع عويلهم واحتجاجهم باعتباره خرقاً للدستور، إن الذين يريدون من الشعب الكردي الرحيل عن وطنه أو تقديم أرضه هدية لدولة أجنبية عليهم أن يواروا أنفسهم بالنتن ويخجلوا من أنفسهم ويعرفوا بان التاريخ شهد أباطرة وفاشيين ودكتاتورين وشوفينين عنصريين ركزوا كل ما في جعبتهم من قوة وأحابيل لكي يغطوا حقوق الشعوب من غير قومياتهم لكنهم أصبحوا نكرات أزاحتهم الشعوب وبصقت عليهم ووضعوا في مواقع النفايات التي تعرفون رائحتها وموقعها في العالم لأن الشعب الكردي باقي ولن يترك ارض آبائه وأجداده وتاريخهم المعروف، ولعلم هؤلاء أن الذي يحترم قوميته بشكل إنساني صحيح ويطالب بحقوقها وحريتها لا يمكن إن يكره أو لا يحترم القوميات الأخرى أو يقف بالضد من حقوقها وحرياتها المشروعة، لكن الشوفيني العنصري المعادي للديمقراطيين الحقيقيين له قضية ثانية على الرغم من ظهوره كوطني عراقي حريص على العراق وعلى الشعب العراقي وبدون تعليق أكثر، انه حلم الشوفينين بالعودة للوراء الذي بني على الحقد والكراهية للقوميات المتآخية مع القومية العربية باعتبارها الأخ الأكبر، وعراق الخير هو الذي يرعى جميع أبنائه وبشكل متساوي بدون السطوة والإرهاب والقتل والسجون، بدون إلغاء الآخر واعتباره عميل للأجنبي وللاحتلال، بدون العداء بين مكونات الشعب وبدون التدخل في شؤون دول المنطقة وإقامة أفضل العلاقات معها على أساس احترام الحقوق المتبادلة بين جميع الأطراف، والكرد باقون على رغم انوف الشوفينيين والعنصريين والتابعين الأذلاء، ويجب الالتزام بالدستور حتى لو اختلفنا مع البعض من بنوده.



 


 

free web counter