| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 27/9/ 2009



هيمنة الأصابع البعثقاعدية الخفية والضجة المفتعلة في نينوى

مصطفى محمد غريب

محافظة الموصل كما كانت تسمى أو محافظة نينوى تكاد تكون أخبارها في مقدمة الأخبار التي يجري تداولها وبخاصة بعدما أصبح أثيل النجيفي والياً عليها، هذا الوالي كان قد تعهد في جعلها مكاناً أمناً سعيداً يتوفر فيها الأمن والطعام والزاد بطرد الكرد منها أو على الأقل جعلهم كما كان في زمن الخليفة صدام عنصراً ثانوياً يستطيع التلاعب بهم من اجل خدمته والأفكار الشوفينية التي ما زال البعض يحلم بعودتها إلى الواقع معززة مكرمة يفعل من خلالها باسم الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة وشعارها وحدة وحرية واشتراكية!! وباسم الدين الإسلامي وهو بريء منهم كل ما تشتهي نفسه ولهذا أعلن أول ما أعلن الحرب ليس على الإرهاب وأدواته المعروفة من فلول النظام والمنظمات التكفيرية أو المليشيات المسلحة الخاصة ولا على الحالة المعيشية الصعبة والأوضاع الاقتصادية السيئة والبطالة ولا على الحرامية واللصوص والفساد المالي والإداري بل على الكرد بحجة البيشمركة وكأن الأخيرة وليدة أيامه القصيرة لكنه لم يستطع قراءة التاريخ وهذا ليس بالدفاع عن البيشمركة بقدر الدفاع عن الحقوق المشروعة للكرد بالعيش الكريم والمساواة بالمواطنة دون تميز أو تحقير، وكما هو واضح أن التاريخ سود وجوه الكثيرين ممن كانوا على شاكلته وما زالوا يحلمون بطمس ليس حقوق الكرد فحسب بل جميع القوميات غير العربية وفي مقدمتها التركمان الكلدو آشوريين وغيرهم ثم النظرة الدونية للأديان غير الإسلامية، لم يستفد أثيل النجيفي ولا أخيه إسامة النجيفي العضو في البرلمان أو جميع من يصطف معهم من التاريخ وممن أسقطتهم حساباتهم الأنانية كونهم خير وأفضل من الآخرين فبدأ ىاللهاث وكأنهم على حافة الانتصار العظيم كما كان سلفهم الخليفة صدام يعلن بعد أية هزيمة يتلقاها غير خجل ولا مستحي انه انتصر انتصاراً كبيراً ولهذا أرسل طائراته إلى طهران التي يعتبرها حتى أثناء محاكمة الإذلال أنها العدو رقم (1) للأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة!! وغيرها من الدول وهو برر قائلاً : ليس هروباً بل تكتيكاً مرحلياً حتى أخرجوه من الحفرة، مشكلة البعض وفي مقدمتهم من يستغل العملية السياسية بوضع قدماً واحدة فيها والقدم الأخرى في موقع من يجهدون أنفسهم بفشلها وإعادة الاحتلال أو بقاء الجيوش الأجنبية أطول فترة ممكنة أنهم يصدقون أنفسهم بعودة الحكم الدكتاتوري المركزي الفردي وما هي الحجة! الحفاظ على وحدة العراق وعدم تقسيمه والوقوف ضد قيام دولة كردية منفصلة عن جسد العراق مُغَبرين كل ما أعلن ويعلنُ من قبل حكومة الإقليم بان الإقليم جزء لا يتجزأ من وحدة العراق ولكن ليس على الطريقة البعثية والشوفينية وكل من تسول نفسه بالعودة للقديم البالي لكن داء الحقد ضد الحقوق القومية للقوميات غير العربية يعمي العقول قبل العيون فهم يزاوجون ويدعون ويكذبون من اجل تحقيق أهدافهم، يراوغون ويكررون الأقاويل نفسها ويألفون قصصاً اغرب من الخيال ويصنعون أفلاماً سينمائية ومسلسلات تلفزيونية درامية ولا يعرفون أنها قمة الهزل والسخرية وتكاد أن تكون قبيحة الشكل والمضمون، وبعد ما تسنى لأثيل النجيفي الحصول على مركز الوالي وتهجمه على الكرد ومحاولاته دق إسفين بينهم وبين القوميات والأديان الأخرى ظهر انه يحرث في البحر كما كان أخيه إسامة النجيفي يفعل! وأصبحت أوضاع المحافظة الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والثقافية والأمنية أسوأ بما لا يقاس عن الماضي القريب وهو تحصيل حاصل لسياسة الوالي الجديد ومحاولاته لتصعيد حدة التوتر السياسي على أساس الأكثرية وإلغاء الآخر مع العلم أن الطريق الواضح لحل أكثرية المشاكل والخلافات، العمل بمبدأ الديمقراطية التي يبدو انه وجماعته يكرهونها كره العمى ومما له دلالته الواضحة تصريحات النائب عن الموصل محمود العزاوي بخصوص الأوضاع في محافظة نينوى وتراجعها في جميع المستويات وتأكيده " ليس هناك بادرة أمل تلوح بالأفق على التوازن الاقتصادي في محافظة نينوى لازالت المجاعة والتخلف وجيوش العاطلين عن العمل بل الأكثر من ذلك أن ألوف الخرجين يضافون سنوياً إلى جيش العاطلين" وقال متسائلاً " هل فتح مشروع جديد في المحافظة؟ هل تم تبليط شارع إضافي؟ هل بني بيت أو مستشفى؟ وانتقد الوعود الجديدة التي لم ينفذ منها الحد الأدنى وعلى حد قوله " النتيجة صفر" ونزيد عليه متسائلين هل استطاع الوالي أثيل النجيفي ومجلسه الخاضع لمجاميع من البعثقاعدية التخلص من الاضطراب الأمني ؟ أم أن الاضطراب تصاعد فجأة وأصبح المواطن عرضة للتفجيرات والمفخخات ورجال الشرطة هدفاً يومياً للقتل والاغتيال وليس بالمستغرب عندما أعلن مصدر امني أن قوة من الجيش العراقي ضبطت (100) مركبة معدة للتهريب في قرية على حدود ناحية ( الكيارة ) جنوب الموصل وهي بالتأكيد كانت ستستعمل كمفخخات تفجر في أواسط المواطنين والأحياء الشعبية، لم تكن النوايا الطيبة من أكثرية الوطنيين العراقيين الشرفاء إلا حرصاً على مصالح البلاد عندما أشارت أن طريق الحوار الصريح بدون أوامر فوقية ومطالب غير عادلة هو الحل الأفضل لتخفيف التوتر السياسي الذي سارت عليه قائمة الحدباء ورئيسها أثيل النجيفي وأخيه أسامة النجيفي وكل من كان يعتقد بأن الزمن قد يعود إلى الوراء، نعم الحوار وبنيات طيبة بدلاً من التهديد والوعيد والاحتفال بالانتصار الأعظم وفق طرقٍ " أكل الدهر عليها وشرب "على الكرد بل الجلوس على طاولة المفاوضات بين قائمة الحدباء وقائمة نينوى المتآخية وقد تكون بادرة خير وسلام وحل المشاكل المتعلقة وإنهاء التوتر السياسي والاتفاق على أسس صحيحة لخدمة المحافظة والمواطنين والتوجه إلى حل المشاكل غير القليلة التي تواجه المواطنين في المحافظة وفي مقدمتها الوضع الأمني الذي هو المفتاح الوحيد للاستقرار والبناء والتقدم ليس في نينوى فحسب بل البلاد برمتها وعندما أعلن الوالي أثيل النجيفي مؤخراً عن إجراء " جولة مفاوضات ثانية بين قائمة نينوى المتآخية وقائمة الحدباء العربية خلال الأيام القليلة في بغداد" وحسب الأخبار الوافدة فقد تحقق اللقاء وهناك بشائر ايجابية نتجت عنه واتفق عليها الطرفان من بينها الإدارة وتقاسم السلطات والميزانية والوظائف الأمنية تبقى الكرة في ساحته وقائمته ومجلسه الخاص وعليه أن يتخلص أولاً إذا كان فعلاً يريد حل المشاكل والإشكاليات من سيطرة مجاميع من حزب البعثقاعدية على الحكومة المحلية في محافظة نينوى وأن يدرك " 13" مقعداً في مجلس المحافظة ليس بالأمر الهين فخلف هذا الرقم مئات الآلاف من المواطنين وبمختلف قومياتهم وأديانهم وبدونهم لا يمكن البناء أو الاستقرار والتفكير بأنهم حصلوا على الأكثرية "17 " مقعداً وهم يستطيعون تسير المحافظة حسب أهوائهم وأهدافهم ونواياهم الخاصة إنما هو " باطل الأباطيل " ولن تجدي المحاولات الرامية للهيمنة المطلقة بل المجدي في هذه القضية التفاهم ووضع مصلحة المحافظة والمواطنين قبل أية مصلحة حزبية أو طائفية أو قومية لأن المحافظة هي فسيفساء التكوين للمجتمع العراقي ولا يمكن إلغائه بالفظة لسان، وعليه وجماعته ومن ورائه أن يدرك للمرة الأخيرة أن العودة إلى زمن المركزية المطلقة وتأليه الفرد الدكتاتوري والبعثصدامي لن يتكرر بالطريقة القديمة لأن الديمقراطية والاعتراف بالآخر وتبادل السلطة سليماً وحسب إرادة الشعب العراقي هو البلسم الشافي للأمراض الموجودة وفي مقدمتها الطائفية والقومية الضيقة، والاستحواذ على السلطة بالقوة أصبح في خبر كان فالزمن تغير والناس وعت وتغيرت والعالم أمام أنظارنا تغير وسوف يتغير حتماً لمصلحة الإنسان ورفاهيته وسعادته هكذا يؤكد التاريخ وقوانين التطور العلمية، فهل سيدرك هذا الأمر الوالي الجديد؟ الجواب نتركه للزمن .

 

 

free web counter