| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الخميس 26/11/ 2009



بكتريا الحليب في ذي قار وأنفلونزا الخنازير H1N1 في كل مكان ...!

مصطفى محمد غريب

تعيش الأكثرية من الشعب العراقي تقريباً في عالم ليس فيه من الخيال إلا ما ندر والواقع الراهن الذي فرض بشكل غير معقول وصعوباته وآلياته ومآسيه جعلهم بكل صراحة يتحركون مثل ( رابوتات ) بشكل آلي وميكانيكي أمام ما يدور وما يلزم له من أمور حياتية ومعيشية وكأنما ادخل لهم إحساس سادس دائمي يجعلهم يتكيفون مع الأخطار ويتعايشون مع المصائب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتاريخياً وحاضراً وفي هذا الواقع يشعرون أن هناك أموراً عديدة أصبحت كالكابوس يقوم عليهم ويتداخل في كل شاردة وواردة في تفكيرهم ، الإرهاب بكل أنواعه السلفي والأصولي الفساد بكل أشكاله القانوني حسب قوانينهم وغير القانوني الذي يعتبرونه قانونياً ثم القوانين التي تحد من صلاحيات الشعب وتقضم حقوقه وفي مقدمتها قانون الانتخابات الفذ الذي أصبح شماعة للمنتفعين الذين يخططون للانتفاع منه ضاربين عرض الحائط مصلحة البلاد والعباد.. كل ذلك والكثير من الأمور التي تجعل الحجر الصوان يصرخ " آخ وآخ " ألف مرة أو يزيد وفرضت فرضاً لقناعة الاستمرار والتحرك وفي بعض الأحيان السير نحو الهاوية، لكن وباء أنفلونزا H1N1 المكسيكية وطفرته من المكسيك فقد كان مفاجأة جديدة وحديثة غطت على ما يقال عن وباء الكوليرا وأمراض السرطان وأمراض لم تكن في الحسبان.. الخ.

لقد شغلني مرض متابعة ما يدور في البرلمان وتصريحات البعض من أعضائه وما يجري لقانون الانتخابات المتنقل بين الجيوب، ومنذ فترة أشار إحساسي الخفي انه مرض اخطر حتى من مرض السرطان وليس المكسيكية فحسب وتابعت كمواطن عادي النواب الذين يلهثون خلف تعطيل مشروع الديمقراطية فوجدت أنهم لا يقلون خطراً عن وباء أنفلونزا الخنازير مع احترامهم لي ولهذا أنا أتابع غير خائف مثل البعض إخبار H1N1 المكسيكية الوبائية وهي تطفر من المكسيك إلى دول العالم وقيل والعهدة على الرواة أن أمريكا جهزت نفسها بما يلزم منذ البداية فعبرتها إلى كندا وبقت هذه الأنفلونزا تطفر حتى قامت مصر بحرق خنازير المسيحيين المصريين القبطيين مدعية أنها أس البلاء مما أدى إلى تفاقم الاستنفار فنقلت الأخبار عن الأسباب فظهر لها أن لا ارتباط بين الوباء والعداء للصليب وان الأخوة بين الهلال والصليب مازالت قوية راسخة كما هو الحال أيام الاحتلال البريطاني البغيض لأم الدنيا، هذا الوباء انتشر إعلامياً قبل أن ينتشر فعلياً فكانت الكمامات الوقائية سيدة الموقف وانتشرت أيضاً في بعض الدول توقياً منه والمُحَير في الأمر وعلى الرغم من التداعيات حول قانون الانتخابات المعدل ثم المعدل فان محافظاتنا الجميلة جداً من حيث الاعتناء الصحي وتكامل الخدمات وبناء المساكن والتخلص من تلوث البيئة والاستقرار الأمني!! راحت تتناقل الأخبار عن إصابات وشفاء عاجل ولم تذكر وفيات إلا في محافظة السليمانية و الرفاعي في محافظة ذي قار وعلى الرغم من حملات التوعية والتثقيف فقد سجلت كما أشير في الإعلام إن في ذي قار وإقليم كردستان ( 39 ) حالة وما يدهش وكأنها معجزة بأن الرقم ( 39 ) كان بشير خير حيث تماثلت للشفاء في نينوى وذي قار نفسها ولكن حصة قلعة سكر والجبايش كان ( بحدود (13) إصابة وهو أمر مدهش بسبب الرعاية الصحية والوقاية والطرق التثقيفية الحديثة لرفع الوعي الصحي!! ولم يقتصر الوباء على قلعة سكر بل زحف وما يحمد لله وشكره فإن مختبر الصحة المركزي في بغداد أشار أن دائرة الصحة سجلت فقط نحو ( 37) إصابة وجميعها حسب ما صرحت بها دائرة الصحة قد تماثلت للشفاء وغادرت مستشفيات المحافظة لكن الذي أثار التساؤل تأكيد قائم مقام الشامية عن تماثل ( 50 ) إصابة بالأنفلونزا الوبائية H1N1 للشفاء لكنه لم يذكر العدد الإجمالي على الرغم من تأكيده أن المدارس أغلقت ثم تم فتحها بعدما سيطر على الوضع في القضاء ، ولم تكن حصة إقليمنا بأقل من الباقين ولكننا نأسف ولن نعدد الحالات ولا نذكر " جنس وعمر المتوفين " التزاماً بتوصيات منظمة الصحة العالمية. ـــ لماذا ؟ حقاً نحن لا نعرف لكننا سمعنا تصريحاً للسيد شنان الزاملي رئيس الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية في ذي قار وبخاصة أنها تحملت طفرات H1N1 " أن الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية في ذي قار " تذكروا ذي قار" قامت بإتلاف ( 500 ) طن من مادة الحليب الجاف نوع " المدهش " وقد بين الزاملي بالحرف الواحد ولم يبين الجهة التي استورد منها الحليب وبخاصة هناك أطنان سابقة لا تحصى استوردت من إيران وجد فيها نشارة للحديد " أن صلاحية الانتهاء تنتهي في شهر العاشر 2010 إلا انه من خلال الفحص ألمختبري تبين وجود نوع من البكتريا في مادة الحليب " الحمد لله ليس H1N1 "الإشارات لم تقتصر على البكتريا بل تطورها بسبب نوعية الخزن العالية التقنية للحرص على صحة المواطنين!! وفي مقدمتهم "أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض " ليتصور القارئ أسعار آلاف الأطنان التالفة التي تم حرقها في السماوة من العدس الفاسد التركي والشاي في محافظة بابل ووو ولا يوجد ... الخ وكم كانت كميات " القمسيونات " تحت العباءة السوداء والبيضاء والعمامة المخملية وكيف مرت الأمور كما يمر الكرام على بيت اليتيم وهو أمر إذا قيس بـ قانون الانتخابات المعدل ثم المعدل حفظكم الله و H1N1 فالقياس واحد وإلا كيف يمكن فصل الفساد هذا الذي تشاهدونه وتلمسوه يومياً في عراقنا الحبيب والوباء ذاك في الأمور التي تمشي على الطريق نفسه، لكن العجيب لا بل المستغرب أكثر ــ كيف طفرت فلونزا H1N1 الخنازير من المكسيك البعيدة إلى قلعة سكر والجبايش ؟ نريد جواباً شافياً وليس تحليلاً سياسياً وأمنياً يشرح لنا حول إصابات الألغام واللاصقات الانفجارية المتطورة والسيارات المفخخة والصواريخ والعبوات الناسفة والاغتيالات بكاتم الصوت وهذه أصبحت عتيقة كما يقال شبع الشعب منها ولهذا علينا أن نفهم أن أنفلونزا الخنازير مازالت تعيث فساداً في الأرض كما هو حال الفاسدين والمفسدين أصحاب الضمائر الحية جدا!! الذين أشاعوا البلبلة الوطنية في الديوانية بالإعلان عن وجود أمراض الحمى السوداء والكبد الفيروسي متوخين استيراد كميات من الدواء المنتهي صلاحيته كما ظهر في عشرات المحافظات من الشمال إلى الجنوب لكن صحة الديوانية الساهرة على صحة مواطنين الديوانية سارعت بتكذيب الخبر على لسان أحمد البديري" أن الشائعات التي روّجت غير صحيحة بالمرة وهي مغرضة" لكن البديري عاد مؤكداً " أن وجود بعض الحالات بالحمى السوداء الموسمية في عدد من القرى والأرياف وتعالج بانتظام" كل ذلك ومازالت الأنباء تنق عن إصابات جديدة لأنفلونزا الخنازير ولذلك أعلنت وزارة الصحة وعلى لسان وزيرها الموقر الدكتور صالح مهدي " أن استيراد لقاحات الأنفلونزا الوبائية ( دققوا في الوبائية رجاء ) مازال في طور المفاوضات مع الشركات المصنعة " وأشار أنهم حجزوا أربعة ملايين جرعة من اللقاح ( موت يا زمال ...الخ) بسبب بقاء 27 مليون عراقي بدون جرعات إذا تلقح الأربع ملايين وإذا صح ما قيل إن نفوس العراق 31 مليون عراقي، أما شرح الدكتور إحسان جعفرمدير دائرة الصحة في الوزارة حول الشركات المصنعة وطلبات الوزارة فصدقوني " يموت من الضحك "

بقيت بعض الأسئلة الأخيرة ــ ماذا يحصل في هذا البلد؟ ـــ كيف انتقلت أنفلونزا الخنازير إلى قانون الانتخابات؟ ـــ ولماذا يعارض أصحاب الجيوب الطويلة والكتل الكبيرة قانون، ليجعلوا العراق دائرة واحدة وقائمة مفتوحة إذا هم حريصون على الوطن؟ ــ وأين اللقاحات من هذه
الأمراض ؟؟؟؟؟؟




 

 

free web counter