| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 26/7/ 2009



هل وعد الإدارة الأمريكية للمالكي حقيقي؟

مصطفى محمد غريب

منذ فترة غير قليلة ونحن نعاني من مشكلة يبدو لنا أن البعض يريد أن يفهمنا بأنها عصية الحل و"عويصة " الأطراف، عصية الحل بالتلويح بعودة الحزب البعثصدامي وهو تهديد مبطن للتخويف وخداع وعي الكثير من المواطنين وعويصة بسبب تصريحات المسؤولين الحكوميين وإنكار البعض منهم للمعلومات التي ترد بين فترة وأخرى حول عقد لقاءات مع بعض الأطراف التي تدعي المقاومة المسلحة إلا أن آخر تسريب حول لقاءات الأمريكان بممثلي عددا من ما يسمى فصائل المقاومة في تركيا جعلت الموضوع على طاولة البحث والتدقيق في المواقف المعلنة أو السرية البعض أنكر أصلاً معرفته وآخرين صمتوا عنها، تفصيل اللقاء نشرته صحيفة واشنطن بوست ومفاده عقد لقاءين لمسؤولين أمريكيين من الخارجية الأمريكية ومسؤولين أتراك مع عدداً من فصائل " المقاومة" وبالتحديد ما يسمى ( المجلس السياسي للمقاومة العراقية ) والتوقيع على اتفاق لدخولهم العملية السياسية بما فيها خوض الانتخابات النيابية في كانون الثاني المقبل، من الذين انكروا معرفتهم السيد طارق الهاشمي ونفيه انه كان وسيطاً لأجراء ذلك اللقاء مع العلم أن الجميع يعرف رحلاته المكوكية إلى تركيا قبل ذلك، كما أشارت الأخبار عن وجود قيادات وشخصيات سياسية مسؤولة " هم عرّابو" لهذه اللقاءات التي حدثت وبعلمهم لا بل بمباركتهم، الحكومة العراقية وبشكل سريع أظهرت استغرابها لوجود اتفاقيات ومفاوضات بين الأمريكان وما يسمى بالمجلس السياسي للمقاومة العراقية وطالبت مستفسرة من السفارة الأمريكية والسفارة التركية عن الموضوع واعتبرته تدخلاً في الشأن العراقي وقيل أن المالكي " ارتاح" لتأكيدات الرئيس الأمريكي " بعدم التساهل مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين"

إن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع وفي مقدمتهم الحكومة العراقية ليس هناك شيء سري لا تعرفه الحكومة العراقية وتريد الآن التحقيق في هذه القضية وقد طالب البعض منهم تفسيراً لهذه اللقاءات ووصل الأمر الحديث عن سيادة العراق وكأن الجيش الأمريكي قد خرج من العراق ثم ماذا تقول الحكومة العراقية في كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية " جي كراولي" حينما أكد أن الاجتماعات المذكورة التي أكدها أيضاً ممثل عن مجلس ما يسمى المقاومة بأنها " تمت بعلم مسؤولين في الحكومة العراقية " يبدو أن المشكلة ليس إنكار أو اعتراف بل المشكلة في رؤيا الحكومة العراقية في المصالحة الوطنية ودور أحزاب الإسلام السياسي التي تقود السلطة وباعتقادنا أن الصدمة التي تلقتها الحكومة العراقية التي تحدث عنها وزير الخارجية زيباري لم تكن صدمة بالقدر الذي كان المراد منها إطلاع الحكومة وإشراكها في عملية الاتصالات والكل يعرف وهو ليس بالجديد أن مئات العسكريين السابقين والبعثيين أعيدوا إلى القوات المسلحة وتبؤوا مراكز قيادية وحساسة وليس من الغريب أن العديد من المسؤولين في دوائر الدولة مؤسساتها وحتى البرلمان كانوا بعثيين وان " لم ينتموا " على حد قول صدام حسين ثم ليس بالجديد ولا الغريب أن ما يسمى بالمجلس السياسي للمقاومة العراقية يمثل حزب البعث وبقايا النظام من فدائي صدام والمخابرات وتنظيمات إرهابية تقوم بعمليات إرهابية وأيديهم ملطخة بدماء المواطنين العراقيين قبل الأمريكان.

الإدارة الأمريكية وعند زيارة المالكي واعتراضه على تهميش دور الحكومة ذكرت أنها لن تكرر الاتصال أو عقد لقاءات مع الذين يريدون تغيير النظام الحالي بواسطة السلاح ولهذا أعرب المالكي في المؤتمر الصحفي " عن ارتياحي الشديد لما سمعته حول هذا الموضوع " وعلى الرغم من وعد الإدارة الأمريكية نقول للمالكي لا تصدقهم لان مصالحهم أهم من مصالح بلادك ومصالح شعبك، لا تصدقهم فهم يهدفون إلى ما هو ابعد من تفكيرك وتفكير حسنوا النية وبالذات ما يخدم بقائهم وسعيهم في الهيمنة وإبقاء دورهم الرقيب على المنطقة، وسوف يتصلون ويعقدون اللقاءات وان دعت الحاجة الاستعانة بدول أو شخصيات غير أمريكية وعند ذلك سوف يمررون الماء من تحت قدميك وقدمي الحكومة العراقية بحجة السعي لتحقيق المصالحة الوطنية التي تكلمنا عنها عشرات المرات، وما اقترحناه عليك في العديد من المرات وعلى الحكومة والقوى الدينية السياسية التي تقود السلطة اخذ زمام المبادرة والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية بشروط ورؤيا عراقية ووفق توجهات وطنية تخدم مصلحة البلاد من اجل قيام دولة القانون والمؤسسات المدنية، من اجل قيام الأمن الحقيقي وحل مشاكل البلاد المتراكمة وعدم تعقيدها أكثر مما هو عليه فليس اعتباطا على الرغم من تأكيدات الإدارة الأمريكية ما جاء على لسان وزيرة خارجيتها كلينتون " ننوي التأكيد من أن الحكومة العراقية على إطلاع وافي بهذه الأنشطة " وحسب توضيحها " نريد علاقة عمل وثيقة جداً وخط اتصال واضح جداً، وهذا ما سنفعله في المستقبل " ويعني من هذا الكلام والتصريح " الواضح جداً " أن القضية لم تنته وهناك توجه حقيقي وبأشكال وأساليب مختلفة لإنجاز هذا الملف وبقيادة أمريكية مما يدل على أن السعي مازال مستمراَ لإعادة قتلة الشعب العراقي إلى الحياة السياسية على الرغم من الكم الهائل من الجرائم التي اقترفت بحق المواطنين العراقيين الأبرياء ولهذا نسأل المالكي والحكومة وكل من يقود السلطة ـــ لماذا لا تسعون لتحقيق المصالحة الوطنية والتوجه لتحقيق روح الوطنية بدلاً عن التوجهات الطائفية لكي توقفوا المساعي الأمريكية في التدخل في شؤونكم حسبما تدعون؟ ألا يؤدي ذلك إلى عزل المجرمين القتلة من بقايا النظام السابق والمنظمات الإرهابية والمليشيات المسلحة الخاصة وتعريتهم أمام الشعب إذا تحقق بشكل صحيح ؟ أسئلة تدور في أذهان الكثيرين وأجوبتها ليست بالعصية ولا العويصة كما يصورها البعض وتبقى الكرة في ساحة الحكومة العراقية وأحزابها وإلا لن ينتهي بحث الولايات المتحدة الأمريكية عن من يسهل لها البقاء أطول فترة ممكنة أو من يخدم مصالحها أكثر إذا بواسطة العلميات الإرهابية أو المليشيات المسلحة أو الاتفاق بحل وقتي للمصالحة الوطنية ولكن بنفس أمريكي وليس عراقي وعند ذلك لن يفيد وعد الإدارة الأمريكية للمالكي أو غيره لأنها ستغلب مصالحها على مصالح الآخرين والأيام بيننا كما يقال.
 


 

free web counter