| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأثنين 25/9/ 2006

 

 

متى ستتوقف التجاوزات التركية وتدخلاتها في الشأن العراقي؟

 

مصطفى محمد غريب

لم تكن تركيا بعد سقوط الإمبراطورية التركية جاراً يعتمد عليه في نشوء علاقات صداقة وجوار حتى بعدما قام النظام الشمولي بمد الانبوب النفطي الذي يدر عليها وعلى اقتصادها التعبان فوائد لا تحصى وما تحمله بوابة العراق في إقليم كردستان إبراهيم الخليل من صادرات تركية متنوعة حيث يدعم الاقتصاد التركي ويستفيد بمئات الملايين من الدولارات فتراها في كل مرة وعند أية أزمة مفتعلة تجدد مطالبتها بولاية الموصل وكركوك وتعتبرهما من ممتلكاتها القومية وحسب ادعاءات تركيا بان الاستفتاء في محافظة الموصل بخصوص بالبقاء معها أو مع العراق كان تحت هيمنة وتوجيهات الإدارة البريطانية الاستعمارية حينذاك وهو لا يمثل رأي سكانها وتدعي تركيا أن محافظة الموصل هي أصلاً أراضي تركية والذين يعرفون الواقع السكاني والحقب التاريخية القديمة لمحافظة الموصل سوف يسخفون هذا الرأي لأنهم سيعرفون بالسليقة أن أكثرية السكان هم من العرب والموصل بمكوناتها تعتبر جزء من بلاد الشام أما محافظة كركوك فالادعاء بها يعتمد على وجود القومية الثالثة في العراق من التركمان العراقيين وهي حجة باطلة لأن الأخوة التركمان هم عراقيون وليسوا مواطنين تركيا حالهم كحال باقي القوميات المتواجدة.

إن تركيا كما هو معروف ولزمن طويل كانت وما زالت بلداً ضد الحريات وحقوق الإنسان بالرغم من ادعاءاتها بالديمقراطية على الشكل الغربي وهي من البلدان التي لا تعترف بوجود قوميات أخرى في تركيا وهي تسعى دائماً للتتريك تلك القوميات بواسطة مشاريعها الثقافية والتعليمية والسياسية المتنوعة إضافة إلى آلتها العسكرية وأجهزتها الأمنية ولهذا هي عانت ومازالت تعاني من رفض أكثرية الدول الأوربية لمسألة انضمامها للسوق الأوربية وبالأخص المطالبة بتطبيق الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحقوق القوميات الأخرى، وقد يتوصل المرء إلى هذه القضية بمجرد إطلاعه على سير السياسة التركية الداخلية حيث لا توجد أي حقوق للكرد وهم يشكلون نسبة تقدر حسب الاحصائات بـ 15 مليون، والعرب وهم يشكلون نسبة غير قليلة أيضاً وهؤلاء يعيش أكثريتهم لواء الاسكندرونة التي تعتبر من الأراضي السورية تم الاستيلاء عليها وضمها إلى تركيا.

بالحقيقة لسنا بصدد محاكمة تركيا على تاريخها فقد قال التاريخ كلمته في الحكم العثماني المطلق أو في الإمبراطورية المريضة التي تفككت بشكل طبيعي لأنها ضد القوانين الوضوعية والعلمية ومجريات التطور التي عمت العالم.. لكن لماذا تستمر تركيا الحالية في عدائها المبطن للشعب العراقي ؟ هل بسبب ذلك الاستفتاء الذي صوت عليه سكان محافظة الموصل ؟ أم بسبب موقف أكثرية الشعوب العربية والثورة العربية من حكم الإمبراطورية العثمانية المتخلفة؟ والا لماذا هذا التآمر وتحريك البعض لخلق البلبلة والاضطراب والتطاحن بين القوميات وبخاصة الكرد والتركمان والتدخل في شؤونهم الداخلية، ثم ماذا يعني استمرار خرق الطائرات الحربية التركية الأجواء العراقية في إقليم كردستان، وهذا القصف المدفعي المتواصل للقرى الحدودية وهجرة المئات من الكرد منها خوفاً من تساقط القنابل ونيران المدفعية على رؤوسهم ، وفي كل مرة تسيق الحجة القديمة المكررة لحد أللعنة " ضرب قواعد حزب العمال الكردستاني"

إن الكيل بمكيالين الذي تستخدمه تركيا في سياساتها لا يخدم العلاقات الطبيعية بينها وبين العراق وسياسة النصف نصف قد تكون وبالاً على هذه العلاقات فليس بالمحمود الوقوف بشكل سلبي من قضايا الشعب العراقي الحقوقية ومنها الفيدرالية لكردستان واعتبار كركوك جزء من كردستان العراق والذي يقرر مصيره في هذه القضية الكرد والتركمان باعتبارهم عراقيين ويستطيعون حل مشاكلهم بينهم ووفق المنظور الحضاري واحترام الرأي والرأي الآخر وعلى أسس قانونية وتاريخية..

وأخيراً لماذا لا تستطيع تركيا أن تكون بالجار الصديق ولا تتدخل في شؤون العراقيين حتى تستقر العلاقات بشكل جيد؟..

الجواب عند الساسة الأتراك وعليهم أن يعيدوا التفكير في نبذ السياسة القديمة التي سادتها العنصرية ومحاولات ضم أراضي الغير بالقوة وتكميم أفواه شعبها وتعديل المواقف بشكل إيجابي لكي تقوم علاقات ودية صادقة وحسن جوار مع جارها العراق وبما يخدم مصالح الشعوب التركية وتطلعاتها نحن الديمقراطية الحقيقية وحق تقرير المصير ووفق إرادة ومطالب تلك الشعوب والقوميات غير التركية التي تعاني من الحرمان والاضطهاد القومي والحقوقي المدني وعند ذاك فقط ستكون تركيا صديقاً حقيقياً للشعب العراقي بجميع قومياته وللشعوب العربية وعضواً مقبولاً في السوق الأوربية المشتركة والعالم المتحضر.