نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

 

 

 

 

السبت 25/3/ 2006

 

 

 

بلا هوادة ...اثنان وسبعون عاماً من النضال الوطني الطبقي

 

مصطفى محمد غريب

لا يختلف اثنان " الا الذي في قلوبهم مرض عضال معاداة الديمقراطية والشيوعية " بان الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين العراقيين كانوا دائماً ومازالوا في مقدمة المناضلين الوطنيين والديمقراطيين وظلوا سباقين في تضحياتهم مفضلين مصلحة الشعب والجماهير الكادحة على المصالح الذاتية وقدموا في هذا المضمار تضحيات جسام يشهد لها الاعداء قبل الاصدقاء ولم يستطع احداً ان يغطي مآثرهم البطولية وان فعل البعض فقد لاذ بالخسران والفشل الذريع وهاهو التاريخ الحكم الفاصل في ذلك، لقد سبقنا الكثيرون من الشرفاء عراقيين او غير عراقيين محايدين وغير محايدين في الكتابة عن ذلك التاريخ المشرق والفواصل والتعرجات التي مر بها الحزب الشيوعي واصبحت تلك الكتابات جزء من التاريخ النضالي الوطني والطبقي للشعب بما معناه ان المهمات التي تكفل بها هذا الحزب هي المهمات التي تحملت الجماهير تنفيذها وقدمت لها الكثير، هذه المهمات المشتركة التي بدون اي انقطاعات او اختلافات كانت وما زالت ظاهرة في شرف الالتزام للدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية الغفيرة من عمال وفلاحين ومثقفين ثوريين وكسبة وموظفين وغيرهم..
ولقد تجسدت دائما الطروحات المعادية للافكار العلمية والحزب الشيوعي العراقي في التركيز على الخلافات الشخصية او الاشخاص للنيل من الشيوعيين العراقيين ولم تكن يوماً ما اكثرية تلك الطروحات التي اثيرت قد تناولت الخلافات الفكرية او البرامج التي اقرت في مؤتمراته او كونفرنساته او التقييمات التي قام بها لمجمل عمله السياسي والفكري ونتائج تلك التقييمات ويدل ذلك على النفس الفئوي الضيق وعلى انه في الموقع نفسه المعادي مع تغيير الحجج والاتهامات والزمان والمكان. وبدلاً من ان تحمل تلك الطروحات الروح الايجابية البنائة في معالجة الاخطاء والنواقص وهي لا بد ان تظهر وبخاصة في مجري العمل والطريق النضالي المحفوف بالمخاطر فقد استبدلت بالتشهير اللااخلاقي لبعض الاسماء وظلت هذه الطريقة الممجة تلعب دوراً رئيسياً وكأن الاشخاص خالدين الى الابد، الا ان العجيب في الامر ان البعض داوم بالتفتيش عن الاسماء لاستبدالها بالقديمة ليشن هجومه متهماً الحزب والشيوعيين جميعهم امعات لهؤلاء الاشخاص او اتهامات مختلفة وهي كثيرة امتدت على طول تاريخ الحزب زهاء 72 عاما ولم يسلم من هذه الاتهامات والتشهيرات حتى الرفيق فهد ومع هذا فقد زكت الحياة دائماً منهاجية الحزب الشيوعي وجعلته يقف في وجه اعتى الدكتاتوريات ويصارع صراعاً مريراً من اجل مصلحة الشعب والوطن .
واليوم تتكرر هذه الطروحات على قاعدة الوطنية بشكل مزيف قبل الحرب وسقوط النظام واحتلال العراق، محاولة لتشويه مواقفه الوطنية والطبقية من منطلق معاداة البعض من القيادات تحت مظلة بالية بان الحزب اصبح تابعاً للولايات المتحدة الامريكية وان هؤلاء عملاء لها وبهذه الضمائر الخربة يجري تشويه تاريخ الحزب والشيوعيين العراقيين على الرغم من المواقف الواضحة والمعلنة للناس جميعهم فمثلاً يقول احد المدعين " ان الحزب الشيوعي العراقي وقف ضد رفع الحصار الاقتصادي كما كان مؤيداً للحرب ولكن بطريقة تمويهية لأنه كان قد رفع شعاره المعروف لا للحرب لا للدكتاتورية "
كما يدعي البعض " ان قيادة الحزب كانت قد نسقت مع واشنطن قبل الحرب من خلال لقاءات السكرتير او غيره" والجميع يعرف ان الحزب لم يحضر الاجتماعات التي كانت تعقد بشكل علني مع بعض الاطراف وحتى انه لم يحضر اجتماع لندن الاخير رافضاً الوصاية الامريكية لذلك الاجتماع او ما يلحقه من قرارات، ويبدو ان البعض يعرف انه كذاب فلا يستحي ويستمر في كذبه بان " الحزب الشيوعي وقادته قدموا مع القوات الامريكية" والعالم يعرف ان مقرات الحزب الشيوعي العراقي كانت في كردستان العراق حتى اثناء الحكم الشمولي مع فصائل انصاره المسلحين ولحين استخدام الاسلحة الكيمياوية من قبل النظام ضد فرق الانصار اواخر الثمانينات وقد اصيب العشرات منهم اثناء القصف الكيمياوي ومن ثم بعد تحرير كردستان العراق من حكم الطاغية وحتى سقوطه واحتلال العراق. اما عمله في داخل الوطن وعلى الرغم من الضربات القاسية والملاحقات المخابراتية والاعتقالات والاعدامات والاسقاط فقد بقيّ حسب الامكانيات المتوفرة يصارع الدكتاتورية واجهزتها الامنية المختلفة وشهدت مؤتمرات الحزب الخامس والسادس والسابع على وجود اولئك الرفاق الابطال من داخل الوطن في تلك المؤتمرات والذين كانوا يساهمون في عمليات النضال واستمروا صامدين الى آخر لحظات سقوط الدكتاتورية.
ان الادعاء بالوطنية المزيفة التي كانت تقوم على اساس تاسيس حزب شيوعي عراقي بدعم من النظام الشمولي او ما يسمى بجمعيات المغتربين التي كانت تدار من قبل المخابرات العراقية ثم اتهام الحزب الشيوعي العراقي او البعض من قيادييه وكوادره بالعمالة للولايات المتحدة الامريكية عبارة عن تمويه وذر الرماد في عيون الحقيقة ومحاولة بائسة مثل غيرها ستبوء بالخيبة والفشل الذريع ، وكان الاجدر بهؤلاء الطبالين ان يعودوا لبرامج الحزب وقراراته ومؤتمراته وسوف يجدون من هو الوطني الحقيقي والمدافع الامين عن الوطن والساعي ابداً من اجل رفاهية وسعادة الشعب العراقي الا ان الحقد الشخصي والذاتي المنفعي والعداء المستعر والمدفوع الثمن تغلب على الطبع والطبائع فحولها الى غرائز ذئبية لا يهمها سوى التدمير بحجة المبادئ والنظرية بينما هم في مستنقع الانتهازية اليمينية واليسارية المتطرفة.
ان الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين العراقيين سيبقون الاكثر وفاء لقضية الديمقراطية والاشتراكية وبناء الوطن المستقل الخالي من الجيوش الاجنبية وستبقى راية الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين الثوريين والجماهير الكادحة مرفوعة عالية بواسطته على الرغم من الطبول والمزامير والاحقاد والعمى النظري المعادي.
فتحية اكبار واجلال لذكرى التأسيس ولاولئك المجهولين الذي يحملون الراية وهم يخوضون الصراع لانتصار قضية الانسان وتطبيق العدالة الاجتماعية ومن اجل استقلال العراق التام والكامل.