| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

السبت 24/11/ 2007



مصير كركوك التدويل وكأنها خارج الجغرافيا والتاريخ

مصطفى محمد غريب

نشرت إيلاف الالكترونية بتاريخ ( 18 تشرين الثاني 2007 الأحد و 21 حول الموضوع نفسه ) تصريحات للسيد عاصف سرت تركمان القيادي في الجبهة التركمانية تحت عنوان " التركمان يطالبون بقوات دولية إلى كركوك وإبقائها مدينة مستقلة " طالب فيها حسب سياسة جبهته التركمانية وليس جميع الأحزاب التركمانية الأخرى باستقلال كركوك عن أية إقليم ورسم حدودها الجغرافية ومطالبة الأمم المتحدة إرسال قوات دولية للسيطرة على المدينة وتقاسم السيطرة على سلطة المدينة 32% بين التركمان والكرد والعرب و4% للآشوريين هكذا وبجرة قلم يراد من كركوك أن تكون غير عراقية وان ترسم لها حدود خاصة ولا ترتبط بالحكومة المركزية التي يجب أن تكون حكومة اتحادية كما وحسب تصريحات السيد عاصف تركمان " تبقى المدينة بخصوصية تركمانية " لماذا يريدها بهذه الخصوصية وليس خصوصية عراقية ويعلن في الوقت نفسه " أن قضية كركوك أصبحت دولية " ولهذا يجب أن تدول كما هي البوسنة والهرسك وكوسوفو وبعد مجيء القوات الدولية بدلاً عن القوات العراقية وليس بالبعيد طلب تقسم المدينة على أساس الحكم الذاتي وحسب القوميات وتضع له حدود جغرافية وإدارات ودوائر صافية سياسياً وقومياً ونظيفة عرقياً ودساتير وأعلام خاصة بكل حكم ذاتي!! وبحجة ما تدعيه الجبهة والسيد عاصف تركمان بسيطرة الكرد عليها وهو الادعاء نفسه الذي تدعي به تركيا وما تهديداتها الأخيرة ومحاولات تدخلها المسلح بحجة
PKK ورفضها الحوار مع حكومة الإقليم إلا توافق عجيب ما بين السياستين الجبهة التركمانية وتركيا والعجيب في تصريحاته أن الجبهة التركمانية اقترحت بشكل رسمي وموثق على الحكومة العراقية ذلك ثم يشير عاصف تركمان " سوف لن نتنازل عن مطالبنا بأن تبقى كركوك مدينة عراقية بخصوصية تركمانية! ) يعيش فيها جميع مكونات الشعب العراقي ونرفض بشدة استئصالها من جسد العراق" أي تناقض في الأقوال والأفعال كيف يمكن فهم سيطرة القوات الدولية إداريا وسياسياً وثقافياً وعسكرياً وأمنياً وبميزانية مستقلة وان تكون المدينة عراقية لا تستأصل من جسد العراق أليس هذا المنظور منظوري تسلطي وتقسيمي لباقي المحافظات في الإقليم ؟ وكأنه يقول أن محافظة دهوك واربيل والسليمانية واقضيتهم ونواحيهم وقراهم وقسماً من محافظة الموصل الشمالية قد استأصلت من عراقيتها فأي منطق حكيم يصدق هذا الادعاء ولماذا الاتهامات جاهزة على لسان عاصف تركمان وغيره بان الإقليم منفصل وقد استأصل من جسد العراق، وليس تأييداً أو دفاعاً ونحن نسمع أن أكثرية قادة الإقليم بما فيهم رئيس الإقليم أو رئيس الجمهورية يصرخون ليل نهار بأنهم عراقيون وإنهم لا يريدون الانفصال و يردون تقوية الوحدة واللحمة العراقية ، ويشير عاصف تركمان بخصوص تطبيق المادة ( 140 ) من الدستور العراقي الدائم بضرورة تعديلها وفق رؤيتهم بدون مراعاة لملايين المصوتين عليها ولا نعرف لماذا يريد تعديلها هكذا وحسب طلبهم ولا يريد مناقشتها والاتفاق عليها بعد حوار موضوعي مقنع ثم أليس تناقضاً بين طلبه وزيارة وفد الجبهة التركمانية مع التجمع الجمهوري العربي ( الاسم جديد لم يكن في زمن النظام السابق) بغداد بهدف لقاء رئيس الوزراء وحثه على إلغاء الفقرة ( 140 ) " إيلاف 21/11 الأربعاء")) وكأن المالكي أو غيره يستطيع مثلما كان يفعل صدام حسين أن يلغي مادة قانونية ضمن الدستور الدائم صوت عليها الشعب ووافق عليها البرلمان والسلطة القضائية ، وهو يشكك بدون أي سند مادي على أن هناك تغيرات ديموغرافية جرت بعد الاحتلال قامت بها الأحزاب الكردية ويطالب " إخراج الأكراد الذين استقدموا من دول الجوار إيران ، تركيا وسوريا ومن المحافظات الشمالية " حديث مكرر من قبل أعداء الفيدرالية بدون أية مستندات مادية وبدون أي توثيق إعلامي خاص أو رسمي وكأن محافظة كركوك تقع في المريخ وليس بالامكان تأكيد هذه الادعاءات بقضايا إعلامية موثقة فالذي يُقدم بـ ( 600 ) ألف كردي من مناطق أخرى حسب اتهامات سابقة عليه إسكانهم ومدهم بكل مستلزمات العيش بما فيها إيجاد فرص للعمل ومقاعد دراسية لأولادهم وإقامة مجمعات سكنية وصحية أو أماكن معينة لتجمعاتهم لا يمكن أن تخفيه أية قوة في العالم فعندما قام النظام الصدامي بمحولاته تغيير ديموغرافية وجغرافية كركوك وجلب عائلات عربية من المحافظات الأخرى وهجر عشرات الآلاف من العائلات الكردية والتركمانية وغيرهم ومنحهم أراضي سكنية بالمجان ومنح مادية للبناء ظهرت تجماعاتهم واضحة كالشمس وأكدتها وسائل الأعلام المختلفة العراقية والعربية والعالمية وهي مازالت موجودة ومعروفة في مدينة كركوك ، وكما هو معروف نحن نعيش في عهد الفضائيات والانترنيت وبالامكان كشف الممحي من الأسرار والقضايا السرية، فلماذا لا تقوم الجبهة التركمانية والسيد عاصف تركمان بإجراء مسح إعلامي من جانبهم أو من جانب جهات عربية وعالمية محايدة وان يكن سرياً لتصور وتوثيق الـ ( 600 ) ألف النازح الجديد إلى كركوك وأماكن تواجدهم لكي نصدقهم ونتعامل مع هذه القضية بشكل منطقي ووفق القانون أم أنهم يعتبرون الذين هجرهم النظام السابق من الكرد وعادوا بعد الاحتلال والسقوط غرباء عن الوطن وغير مواطنين لا يحق لهم العودة إلى ديارهم وأملاكهم ويجب بقائهم في محافظات الجنوب وغرب البلاد وغيرهما عقاباً لكرديتهم وتطبيقاً لتوجهات النظام الصدامي وتأييدا لما قام به من حملات الأنفال الدموية وليطبقوا بحقهم ما قاله المقبور برزان التكريتي بحق شهداء مدينة الدجيل " إلى الجحيم وبأس المصير " أو يعتبر التغيرات الجغرافية وقطع أقضية ونواحي وقرى وضمها إلى تكريت قضية طبيعية يجب عدم إثارتها وإعادة المناطق التي استأصلت من كركوك!

بكل صراحة نستغرب لهذه التصريحات وحسب قناعة أكثرية العراقيين أن كركوك مدينة تقع في شمال العراق وحدودها ضمن الإقليم ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغيير موقعها الجغرافي الذي أكده التاريخ القديم والحديث أو أن تُدول بل يجب حلها وفق منظور عراقي وبقدرات عراقية بدون تدخل احد لا الأمم المتحدة ولا أية دولة من دول الجوار أو خارجها ولكن ممكن الاستفادة من التجارب الأخرى والمادة ( 140 ) صوت عليها من قبل أكثرية الشعب العراقي وإذا وجد أحدا من الأطراف أنها تضر مصالح الشعب ولا تخدم أهدافه في الاستقرار والأمن فعليه أن يقدم الأدلة ويركن للغة الحوار والنقاش الموضوعي فاللجنة المكلفة بقضية كركوك يقع على عاتقها تقديم رؤيا واضحة وحلول ايجابية وعلى أسس وطنية تخدم التوجه الديمقراطي ووحدة البلاد ومراعاة مصالح كل طرف من الأطراف ومن هنا علينا التوجه لها ومساعدتها لكي تقوم بواجبها وليس اتهامها بالتبعية واتهام أي صوت يطالب بتطبيق ما جاء في الدستور ونشر تصريحات طوباوية وعنجهية وكأن كركوك خارج الجغرافية والتاريخ العراقي.
 


 

Counters