| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

السبت 24/4/ 2010



إلى أين يا حكام إيران ؟

مصطفى محمد غريب

يقال أن التاريخ يكرر نفسه ولكن بشكل آخر والتكرار المعني ليس منسوخ بل اختلاف الشكل والتشابه في الجوهر والذي يحير العقل البعض لا يستفيد من عبرة النتائج ويتصور انه سينجو من المصير كما هو حال كل الدكتاتوريين والرجعيين والمتخلفين عن الركب وهذا بالضبط ينطبق على حكام إيران الحاليين مع العلم أن تجربتهم مع حكم الشاه ومصيره غير بعيدة وتجربتهم مع النظام البعثصدامي وما آل إليه من مصير مخزي ليست بعيدة أيضاً وتكاد أن تكون ملازمة لتجربة أي دكتاتور أو حكم دكتاتوري سياسي أو ديني سياسي اسقط غير مأسوف عليه، إذن لماذا يستمر هؤلاء على نهج مرفوض من قبل الناس؟ ولماذا يتصورون أنهم خالدون وعلى صواب والبقية على خطأ فيحسمون الخلاف مع القوى المعارضة السلمية بالرصاص والسجون والمعتقلات والإعدامات والاغتيالات السياسية؟ لعل القول الحكيم في عقدة الحكام الذين ينتهجون نهج السلف غير الصالح أنهم أغبياء لحد اللعنة وعندما يستفيقون من الصدمة سيجدون أن الماء مرَّ من تحت أعجازهم " وهم لا يفقهون " فلماذا يصر حكام إيران على سياسة التدخل في شؤون الدول في المنطقة؟ ولماذا هذا التجاهل تجاه مطالب المعارضة الإيرانية الداخلية وإتباع سياسة العصا والرصاص ضد معارضيهم؟ ولماذا هذا التوجه نحو امتلاك السلاح النووي بينما مرشدهم خامنئي يدعي انه بالضد من معتقداتهم ؟ ولماذا هذا العناد باستمرارهم في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث وهم يعلمون علم اليقين أنها أراضي عربية إماراتية احتلها نظام الشاه المسنود سابقاً من الشيطان الاستكبار الأمريكي ؟ وهم يدعون اليوم أن هذا الشيطان عدوهم باعتباره الاستكبار العالمي، قد نستمر في طرح الأسئلة إلى ما لا نهاية بدون أجوبة منطقية إلا اللهم التبريرات التي يطلقها حكام إيران ومن يصطف معهم طائفياً أو مستفيداً من دعم الدولارات والأسلحة المهربة بطرق وأحابيل كثيرة ومع وجود مؤشرات عديدة لسلوك الحكام الإيرانيين نحو توسيع نفوذ نظامهم وخلق بؤر للصراع في بلدان الجوار معتمدين على ترويج القضية الفلسطينية ومستغلين ما تقوم به إسرائيل وماكنتها العسكرية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بعد 1967 والإعلان عن رفضهم للاحتلال لكنهم يمارسون السياسة نفسها تجاه عرب الاحواز والكرد والبلوشستيين ولا يعتبروا احتلال الجزر الإماراتية احتلالاً ويعلنوا بين فترة وأخرى إنها أراضي إيرانية ومما له دلالته إجابة الشيخ عبد الله رداً على الجانب الإيراني " احتلال أي ارض عربية هو احتلال وليس سوء فهم ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة ولا توجد ارض عربية أغلى من أرض أخرى" وفي معرض حديثه انتقد الموقف الإيراني المتعنت والرافض لكل المبادرات الإماراتية لحل القضية عن " طريق الحوار والتفاوض أو التحكيم الدولي" وكما هو معروف أن نظام الشاه المقبور احتل الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في 30/تشرين الثاني/ 1971 قد تكون شكوكنا في محلها بسبب تصرفات ونهج أكثرية الحكام الإيرانيين " السادة " في الوقت الراهن وبخاصة من يدعي انه سيد ومن نسل الإمام الحسين أليس تصرفاتهم بعيدة عما يدعون به كونهم عرب إذا ما اعتمدنا إن كل سيد يجب أن يكون عربياً بالانتماء القومي والبيولوجي لا شك أن هذا التعنت وركب موجة التحديات الفارغة سيجلب الكوارث على الشعب الإيراني والمنطقة برمتها وفي كل مرة يستعرض حكام إيران عضلاتهم بمناورات عسكرية أو إطلاق صواريخ متطورة يزداد قلق المجتمع الدولي من احتمال إشعال حرب خليجية جديدة تجلب الويلات والمآسي لبلدان وشعوب المنطقة وعلى الرغم من الادعاء بان المناورات والتجارب الصاروخية والبرنامج النووي لا تشكل تهديداً لدول المنطقة لكنها في الوقت نفسه تزيد من حدة التوتر وأجواء الحرب والتهديد المباشر وغير المباشر وهذا يعني بحد ذاته دفع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لإيجاد مبررات للعقوبات الاقتصادية الأممية أو شن حرب سريعة قد تكون غير تقليدية بعدما هدد حكام إيران " استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة وإسرائيل وإغلاق مضيق هرمز " وكذلك مبررات أخرى من بينها حماية دول المنطقة وكبح العدوانية الإيرانية اتجاهها بعدما أعلن حكام إيران رفضهم وقف الأنشطة النووية التي يطالب بها مجلس الأمن، لطالما نصح الكثير من المخلصين للشعب الإيراني حكام إيران بعدم التعنت والإيغال في خلق التوتر والتهديد والوعيد والبرنامج النووي والالتفات نحو مصالح الشعب الإيراني الذي يعاني من الاضطهاد وحجب الحريات والبطالة والفقر والفساد المستشري في العديد من مرافق الدولة وهو ما أدى إلى الاحتقان الجماهيري المتراكم لحين ظهوره بعد الانتخابات الأخيرة في الاحتجاجات والمظاهرات السلمية التي جوبهت بالرصاص والقتل والسجون وتناسى الحكام الإيرانيين ما قام به الشاه وبالطريقة نفسها ضد المظاهرات في 1963 وقبل انتصار الثورة وكيف زهقت أرواح المواطنين الإيرانيين بسبب رفضهم لسياسة القمع السلطوي وعدم فسح المجال أمام الرأي الآخر ومجابهته بالحديد والرصاص والنار، فضلاً عن تدخلهم في شؤون الدول المجاورة ومنها العراق حيث قاموا بإنشاء العديد من المليشيات الخاصة المسلحة ومنها حزب الله العراقي الممولين مالياً إضافة إلى تدريبهم وتسليحهم الذي خلق مزيداً من الاستياء والسخط تجاه حكام إيران وتدخلاتهم بحجة الحفاظ على أمن المنطقة ، وعلى يبدو أنهم يتصورون أن بالمناورات العسكرية في الخليج العربي التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني وإظهار تقدم القدرة العسكرية سوف يردع المعارضين لهم ويمنع المجتمع الدولي من إظهار تأييده ومساندته لحق المعارضين بالديمقراطية والحريات المسلوبة كما يوقف التوجه لشن الحرب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، ومهما يكن نحن على ثقة إذا ما تعرضت إيران لهجوم عسكري مباغت ولجوئها إلى الحرب حتى لو دفاعية فإنها ستكون حرباً غير متكافئة بالمرة وغير عادية مادام الأمر يتعلق بالصواريخ البعيدة والتسلح النووي وتهديد منابع البترول الذي يمر من مضيق هرمز حوالي 40% من النفط العالمي، ونقول ناصحين لتجربتنا مع النظام البعثصدامي الذي جلب الويلات والكوارث والاحتلال للعراق ضرورة الخلاص من الوضع المتوتر الحالي وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعية، عندما نتساءل إلى أين يا حكام إيران فذلك قلق مشروع على الشعب الإيراني وعلى شعوب المنطقة التي فيها من المصائب والقلاقل والاحتقان والبؤر الخطرة ما يكفي وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية وتعنت حكامها وعدم رضوخهم لتحقيق السلام العادل بقيام الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة بعد 1967 ولهذا على الحكام الإيرانيين أن يراعوا مصالح شعبهم وشعوب المنطقة بعدم التدخل في شؤون الآخرين والكف عن تقديم المال والسلاح لخلق القلاقل والتناحر والتفرقة والتوترات الطائفية وبدلاً من اللهاث خلف التسلح الذي ينهك اقتصاد البلاد ويزيد من معاناة الشعب الإيراني التوجه الجاد لخدمتهم وتحقيق مطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتفاهم مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة فيما يخص البرنامج والأنشطة النووية لخدمة أمن وسلم المنطقة والعالم.










 

free web counter