| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الجمعة 23/10/ 2009



رُحِّل قانون الانتخابات إلى المجلس السياسي بحجة "واكركوكاه"

مصطفى محمد غريب

عجبي ..نكتة ولكنها ثقيلة وسمجة، رُحِّل قانون العلم ورُحِّل قانون الأحزاب إلى الدورة التشريعية القادمة تحت طائلة الوقت لا يتسع وعلى النواب والكتل التوافق ، ورُحِّل قانون الانتخابات ولكن إلى المجلس السياسي للأمن الوطني ويقال انه أعلى سلطة في البلاد وله الأمر الأخير في الحل والله أعلم لأن النواب والكتل السياسية والدينية لا تستطيع حسم الموضوع أو إنهاء المشاكل المتعلقة من زمن "عاد!!" ، جميع القضايا الثلاث رحِّلت بسبب عدم وجود اتفاق ولكن الأخير خص محافظة كركوك بالذات لأنها محافظة لصقت بالعراق بعد جلبها من موقعها الأصلي في كوكب الزهرة والمضحك حتى البكاء أن البعض ما زال يرفع صوته باكياً أنها عراقية وسوف يسرقها الكرد العراقيون والإقليم العراقي "وا كركوكاه " والحجة وكأنها بدعة أنها متكونة من الكرد والعرب والتركمان والكلدو آشوريين وغيرهم ولها خصوصية فكيف يمكن أن تكون دائرة واحدة وتضيع الحقوق! ولهذا تمسك النواب العرب والتركمان ومن خلفهم أشباح مقنعين بالموقف الوطني الخاص بكركوك وأكدوا إذا جرت الانتخابات فسيكون ثمنها ضياع كركوك إلى الأبد ولهذا فان إجراء الانتخابات إذا لم تكن حسب طريقتهم فتلك هي الكارثة، وكأن نينوى وصلاح الدين وديالى محافظات صافية وكأن باقي المحافظات في العراق خالية من الفسيفساء الدينية والقومية والعرقية وليس فيها كالذي موجود في كركوك، قضية كركوك قضية العصر في العراق!! هكذا أعلن عنها ولا توجد قضية تجابه العراق والعراقيين إلا قضية كركوك مثلما هو حال فلسطين للعرب فإذا ضاعت كركوك واستولي عليها الكرد وضمت إلى الإقليم يجب تجيش الجيوش العربية لتحريرها وتخليصها من الكرد العراقيين أما القضايا الأخرى فجميعها ثانوية، الصراع غير المبدئي على الكراسي واستمرار النفس الطائفي والنية على استمرار المحاصصة تحت طائلة الوطنية، وتزوير الانتخابات والتجاوز على المال العام وعلى القوانين والشهادات المزورة والإرهاب والمليشيات والاغتيالات والقتل على الهوية والخطف والمافيا المتنوعة ذات الأساليب الحديثة والفاسدون والمفسدون والتدخلات في شؤون البلاد من الخارج والجيوش الأجنبية وديون البعثصدامي التي أصبحت سلاسل في عنق الشعب العراقي واقتصاد البلاد والتخلف والدمار والتصحر وتجفيف انهار العراق والأمراض وتلوث البيئة والبطالة والفقر وارتفاع الأسعار و( 5 ) ملاين بطاقة تموينية مزورة والهجرة والتهجير و و و و و و و و و وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو و و و و

كل هذا الكم من القضايا الشائكة ثانوي ولا يستحق الاهتمام به أو التخلص منه ولكن القضية المركزية كركوك لا بد أن تقسم إلى أربع دوائر انتخابية حتى لا تضيع وتبقى عراقية "واكركوكاه " لكن لا أواه يا شط العرب ولا ما ضاع من أراضي عراقية، لا أواه يا وطني وشعبي المعذب، الجماعة في رئاسة البرلمان تشاوروا فوجدوا أن الأمر معقد جداً وأصبح أضخم من البرلمان نفسه ولا مجال للتفاوض، لعل النكتة التي تبكي الشارع العراقي هي في الاستهتار بمصالح البلاد ومصالح الشعب لان التسابق في تحقيق المصالح الفئوية والحزبية والطائفية يدلل على أنها فوق كل اعتبار وكل ما يهم الوضع يخضع لهذه المصالح وكركوك ما هي إلا شعارات للمزايدة وإذا حاججتهم بان يجعلوا من المحافظات التي اشرنا لها وضعاً خاصاً مثلما هي كركوك فإنهم يصابون بالهستريا وإذا قيل لهم لماذا لم يقروا ويدينوا سابقاً ولا لاحقاً النظام البعثصدامي الذي حاول خلال ( 35) عام تغيير الطابع السكاني بتهجير آلاف العوائل الكردية ونقلهم إلى جنوب وغرب البلاد وتوطين بدلاً عنهم آلاف العوائل العربية ومنحهم قطع من الأراضي ومبلغ (17) ألف دينار " حلال بلال بدون مقابل " لتوطينهم في ارض غير أرضهم وهم موجودون إلى حد هذه اللحظة يضعون رؤوسهم في الرمال، وإذا قيل لهم لماذا كانت كركوك محرمة على الكرد والتركمان والكلدو آشوريين الأصليين يصرخون " وا كركوكاه " سوف تضيع كركوك إلى الأبد، أما إذا قلت أليس من حق الكرد وعوائلهم الذين هجروا وانتزعوا من بيوتهم وأراضيهم ومصالحهم بالقوة العودة إلى بيوتهم وأراضيهم؟ فهم يطبلون أن(600) ألف كردي من سوريا وتركيا ومن ( كازاخستان وتركمستان وهندستان وأفغانستان وبلوشستان ) جلبوا لتغيير الطابع السكاني في كركوك، الضجة التي افتعلت وما زالت مستمرة لها أهداف أبعد مما قلناه وابعد من تدقيق سجل الناخبين وتأجيل الانتخابات وأبعد من كيفية احتساب أصوات المهجرين داخلياً والمهجرين والمهاجرين في الخارج وأبعد بكثير حتى تصل إلى سيلان اللعاب البترولي الذي يضمن للجيوب المليارات لتحقيق ما يمكن وصفه بإعادة العراق إلى مربع المركزية والحكم الفردي وتخلصاً من وجع الفيدرالية والديمقراطية والتعددية أما ضياع كركوك فهي كذبة لن تنطلي على احد لأنهم يهدفون إلى إضاعة كل العراق بحجة حمايته من التقسيم وهم ماضون في تقسيمة طائفياً وعرقياً وقومياً ودينياً وإلا ليس من المعقول خلال شهر واحد تُرحّل ثلاث قوانين مهمة لبناء البلاد وتخليصهاً من التبعثر والضياع.
 

 

free web counter