| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأربعاء 23/12/ 2009



هل الحل في حرب جديدة مع إيران وفق "وامعتصماه "؟

مصطفى محمد غريب

- عمار الحكيم " أعتقد أن التهويل حول التدخل الإيراني لا أساس له من الصحة ..!! "
- قيس العامري (من الائتلاف) حول احتلال البئر 4 " انه أمر طبيعي..!!"

الدعوة للحرب والثأر أكثر من مضحكة لأن العراقيين خبروها ودفعوا ثمنها غالياً لا نقول ولا نتوسع أكثر فقط نُذَكر أن أجيالاً من العراقيين سحقتهم الحروب ما بين قتيل ومفقود وأسير ومعوق وهم ثروة العراق الحقيقية واثمن من أية ثروة أخرى والسيادة العراقية منذ حرب الخليج الثانية مخترقة واكتملت المسبحة في 9 نيسان 2003 وان ادعى البعض أنها حررت العراق وشعبه من الدكتاتورية والحكم البغيض المعروف بعدائه ومشروطياته التي تقسم العراقيين على أساس الوطنية واللاوطنية ، الوطنية في الولاء للقائد الفذ والحزب وفكرهما الشوفيني والمخالف حتى في الرأي لهما يوضع في خانة اللاوطنية والخيانة وتسري عليه عقوبة الإعدام ولهذا نستغرب عند الحديث عن السيادة الوطنية بهذا الشكل الرومانسي المخالف للواقع والحقيقة وبما أننا نتحدث عن موضوع آخر فسوف لن نخوض في هذا المضمار وإنما في مضمار التدخل الإيراني بمشروطيات جديدة وأساليب عديدة في شؤون العراق الداخلية بما فيها السعي لخرق الحدود والاستحواذ على أراضي جديدة باستغلال الوضع العراقي غير الثابت والمخترق من قبل قوى الإرهاب والمليشيات المسلحة التابعة خارجياً وإن احتلال البئر رقم (4) في حقل الفكة النفطي في محافظة العمارة اكبر مثال على هذه التدخلات وكأن إيران تريد أن تلعب دور الشرطي السابق في زمن الشاه المقبور بدون مراعاة وتدقيق للمكان والزمان وما جرى من تغيرات منظورة في المنطقة والعالم وبهذا تدل السياسة الإيرانية عن قصر النظر وعدم الشعور بالمخاطر التي تحيط بها وبالشعب الإيراني لا نقول ولا نبالغ مثل الآخرين ونشحذ السيوف وندعوا للحرب والقتال لتخليص شرف العراقيين من الذل والعار والإهانة!! بل نضع أصابعنا على خلل مارسه البعض فدفعوا الثمن غالياً مثلما هو دكتاتور العراق صدام حسين في حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية والثالثة التي أدت إلى الاحتلال، فالتجاوز من قبل إيران المدعية بصداقتها وحرصها على العراق إنما هو خرق لما تدعيه وهو استهتار بكل الأعراف والقوانين الدولية التي تنص على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والالتزام بسياسة حسن الجوار، والتجاوز بهذا الشكل الفظيع والعدواني يضيف مصاعب أخرى لعدم الاستقرار وخلق مصاعب جديدة أمام الشعب العراقي المبتلى بالمحاصصة الطائفية والإرهاب بشقيه السلفي والبعثي والأصولي وهو ما لا يقبله جميع الخيرين الوطنيين العراقيين والإيرانيين على حدٍ سواء الذين يرون في هذا التجاوز اعتداء خارجي يضيف اختراقاً جديداً للسيادة الوطنية وغير مقبول من دولة إسلامية تدعي الصداقة والأخوة الإسلامية وغيرها من الشعارات التي أفرغت من محتواها بسبب قضايا عديدة مارستها بشتى الأساليب، كقضايا قصف القرى غير الطبيعي في كردستان العراق وتهجير مئات الفلاحين الكرد من قراهم ومزارعهم وقضية المياه وشط العرب وهور العمية... الخ

وفي نظرنا أن الحل الأسلم ليس الدعوة للحرب والتهريج بالشعارات الغوغائية المتطرفة التي عانا منها العراق وإيران بالذات الكثير من المآسي والويلات بسبب التطرف وروح العداء والكراهية بل الجلوس على طاولة المفاوضات وحل الكثير من الإشكاليات والقضايا العالقة بما فيها ترسيم الحدود وفق رؤيا شفافة وصادقة لترتيب العلاقات وإيصالها إلى علاقات صداقة واحترام متبادل للروابط التاريخية بين الشعبين والبلدين الجارين وإعادة الثقة بدلاً من زرع الشقاق والعداء الضار للجميع وبهذا ننهي إشكالا وقع وأية إشكاليات تقع في المستقبل بعيداً عن الزعيق والصراخ بالدعوة للحرب على طريقة وامعتصماه !! ووضع العصا في عجلة الحلول الدبلوماسية السلمية، فالذين يدعون للحرب والجهاد والتحريضات الشعبية وشحذ الأسلحة والتعبئة العسكرية يهدفون إلى تمييع قضية هذه التجاوزات والخروقات ولدعوتهم هدف يسعى لعرقلة الجهود نحو الحل السلمي الشامل والدائم المشروط للجانبين وفي احترام إيران للسيادة الوطنية والكف عن خرقها لحدوده الدولية، والدعوة للحرب لها مرامي غير وطنية ولا شريفة أو لا تدل عن العقلانية ورؤية الواقع وبالذات أوضاع العراق الداخلية والخارجية والتوازن العسكري بين الطرفين ثم ما تتركه من نتائج وخيمة قد يتضرر العراق والشعب العراقي أكثر بكثير عما يتصوره البعض وقد يفرح ذلك أعداء العراق والذين يخططون إلى تأزيم وضعه أكثر لإفشال العملية السياسية وإعادته إلى المربع الأول بما فيه التخطيط لعودة الحكم المركزي الفردي وإلغاء التوجه للبناء الديمقراطي والمجتمع المدني وعدم خروجه من البند السابع على أساس انه ما زال يشكل خطراً على العالم، وكعادتنا في النظرة الايجابية نجد أن الخطوات التي قامت بها الحكومة العراقية هي خطوات صحيحة تخدم مصالح البلاد والتحركات الدبلوماسية والمطالبة بسحب القوات الإيرانية من الأراضي التي احتلتها على الرغم من إيجابيتها فإن على الحكومة العراقية التخلص من صمتها المزمن تجاه إيران والتحكم بالعقل الوطني وليس اعتبار العراق تابعاً لها ومطالبتها بالكف عن الاعتداءات والتدخلات واحترام السيادة العراقية وقدسيتها لدى الشعب وإفهام حكامها بأن الحدود التي تقارب أكثر من ألف كيلومتر لا يعني التفريط بها وحجة أن صدام حسين وما قدمه للسعودية والأردن عبارة عن تسخيف الاحتلال وتسهيل مهمة احتلال البئر رقم (4) في حقل الفكة النفطي وربما النية المبيتة باحتلال آبار نفطية ضمن الحقل المذكور وغير ذلك من الأراضي العراقية وهو أمر غير طبيعي بالضد مما ادعاه نائب الائتلاف العراقي الموحد (قيس العامري) بالقول " انه أمر طبيعي" وما صرح به للشرق الأوسط (عمار الحكيم) "أعتقد أن التهويل حول التدخل الإيراني لا أساس له من الصحة " ولا نعرف كيف يستطيع عمار الحكيم فبركة التدخل والاحتلال وإقناع الملاين من العراقيين وبخاصة أتباعه والذين يصوتون لقائمته وهم يرون بأم أعينهم احتلال البئر النفطي والتصريح الإيراني الذي اعترف به واعتباره " سوء فهم " والقضايا الأخرى المعروفة لكل ذو بصيرة، كما على الحكومة العراقية أيضاً توضيح مدى الأضرار التي ستلحق بالمصالح الإيرانية إذا استمرت التدخلات تحت طائلة أية حجة وخلق توتر دائم قد يخلق انفجاراً ليس من مصلحة إيران والشعب الإيراني الصديق لأن الشعب العراقي يرفض أي خرق من جانبها ويأمل في حوار سليم ومثمر لترسيم الحدود ولترسيخ علاقات متكافئة يسودها حسن الجوار والصداقة بما يخدم المصالح المشتركة وهي كثيرة ، إن أية خطوة تراجعية وأي موقف ضعيف مثلما كان خلال السنين المنصرمة والتساهل في قضية الاحتلال والتدخل سيضع الحكومة وجميع الأحزاب الإسلامية الشيعية في موقف ليس حرج فحسب بل وكأنهم غير حريصين ولا وطنيين وموالين وراضين عما يحصل من حكام إيران وهو امتحان عن مصداقية المواطنة والوطنية والانتماء للعراق دون غيره والحرص عليه وعلى مصالح الشعب





 

 

free web counter