نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

 

 

 

 

الأربعاء 22/2/ 2006

 

 

 

من هم وراء اغتيال وترهيب العلماء العراقيين

 

مصطفى محمد غريب

في مقابلة تلفزيونية قبل فترة مع قناة الفيحاء الفضائية تحدثت مطولاً حول استقطاب الكفاءات العلمية العراقية واهم المعوقات التي تقف امام الاستقطاب وضرورة وضع خطة شاملة تساعد على استقطاب الكفاءات العلمية العراقية في الخارج وعودتهم للمشاركة في البناء والتقدم وذكرت في حينها ان اكثر من " 7350 " عالم عراقي تحول من العراق الى دول اوربية والى امريكا وكندا وغيرهما. كما قدمت مداخلة عن التقصيرات الحكومية في وضع خطة عمل شاملة لانجاح الاستقطاب وقدمت العديد من الملاحظات والمقتراحات حول هذه الموضوعة المهمة.
ان هذه الثروة العلمية " اصحاب الكفاءات العلمية " الهائلة لم يجر استقطابها ولا بذلت محاولات للاستقطاب وكما يبدو ان الحكومات العراقية والمسؤولين فيها لا يشعرون بالحرص على هذه الطاقات العلمية وهي مختلفة الاختصاصات والانواع والدرجات الاكاديمية العالية من، الطب والفيزياء والفيزياء النووية والكيمياء والهندسة والعلوم السياسية والاسلامية والاقتصاد والقانون والميكانيك واللغات والزراعة والجيولوج والنفط وغير ذلك لا بل ان الكثير من هؤلاء وبعد الهجرة والتهجير والهرب من براثن النظام الشمولي السابق بدأوا يتسابقون للهروب من البلاد بعد السقوط والاحتلال الذي دمرت في ايامه الاولى حوالي " 84% " من مؤسسات التعليم العالي وهذه اما نهبت او حرقت او دمرت امام عيون جنود الاحتلال، اما اليوم فيتوسع الكم العلمي السابق الى حدود اكبر واشمل وبهذا نجد ان هذه الخسارة تعادل خسارات العراق والشعب العراقي في المرافق الاقتصادية الحيوية الاخرى وهذا الخروج الجديد تأكدت عوامله بالدرجة الاولى بسبب التردي للاوضاع الامنية والتهديدات الحقيقية لحياتهم ولا نبالغ في القول حيث نذكر ان اكثر من " 250 " حالة اغتيال وقتل جرت في وضح النهار كما اختفى في ظروف غامضة المئات منهم وهروب الالاف الى دول اخرى..
من هو المستفيد من اغتيال واختطاف واختفاء وهروب الكفاءات العلمية العراقية؟ لماذا يراد تفريغ العراق من الكوادر والعقول العلمية؟ ماهي الاهداف التي خطط لها للوصال للغاية المرجوة؟ الا تكفي التفجيرات والمفخخات والقتل العشوائي لمعاقبة الجماهير الشعبية؟ اسئلة وغيرها قد تكون طارئة للبعض وبخاصة اولئك الذين لا يشعرون بما نفقده رويداً رويداً من الثوابت والاسس والاعمدة العلمية للبناء والتخلص من التخلف والاحتلال ومن اجل ان يزدهر ويتقدم عراقنا.
ان الاكثرية وبخاصة الحرصين على العراق قلقين من هذه الحالة ولا سيما ان اتهام احادي الجانب اصبح مقرفاً للغاية وضحكاً على الذقون ويظهر من سير الاحداث ان هذه العمليات لا تخص طائفة او انتماء حزبي او قومي او عرقي انما مسلسل يبدو ان منفذيه مبرمجين حسب خطط معدة لتنفيذ هذا المشروع الجهنمي وفي الجانب الثاني نجد ان قوى الامن والمؤسسات الامنيةالحكومية لا تحرك ساكناً امام استمرار وتصاعد هذه الحالة وهذا ما يساعد الجانب الفاعل الموغل بالجريمة على التحرك والتنفيذ ولا بد ان نذكر ان الكثيرين ممن تم اغتيالهم لهم مواقف واضحة من القضايا الاساسية ولهم تطلعات وطنية ديمقراطية مخلصة واكثرهم يتفقون بهذا الشكل او ذاك مع رأي فصل الدين عن الدولة أواحترام المؤسسات والجامعات والمعاهد العلمية وعدم التدخل شؤونها الداخلية او الهيمنة عليها من قبل الاحزاب السياسية الدينية ومنظماتهم ومليشياتهم المسلحة التي هي بالضد من القانون لا بل خارجة عليه وتطبق قوانيها الخاصة المستمدة من التوجيهات الحزبية مثلما يحدث في محافظة البصرة والعديد من المناطق الاخرى وهذا يدل ان الجهة التي تقف خلف هذه الاغتيالات والتهديدات والضغوطات مدعومة ايضاً من جهات خارجية وليست داخلية فقط وتدفع لها الاموال وتزود بالسلاح وبالخبرات المخابراتية وحتى لو اقتضى الحال بافراد مدربين لهذه الاغراض وقد كشف عنها في بعض الحالات وحاول من يقف ورائها طمسها وطمس الحقائق ومن ثم تزيفها وتوجيه الدعايات الى مواقع اخرى مثلما شاهدنا حول الضجة المفتعلة حول الهلال الشيعي، وهنا لا نريد ان نستبق الزمن ونسميها بالاسم ولا بد ان تنكشف هذه القضية عاجلاً ام آجلاً مثلما كشف امر اغتيال العديد من الطيران العراقيين السابقين والجهات التي كانت خلف اغتيالهم، فكما يقال في المثل " لا يصح في النهاية الا الصحيح ".
ان الدولة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية يجب عليها ان تقف بحزم وبشدة لايقاف نزيف الدم ضد االكفاءات العلمية العراقية داخل الوطن والعمل الدؤوب من اجل تأمين الاستقرار والامان لاستقطاب الكفاءات المتواجدة خارج الوطن من اجل عودتها ومشاركتها في اعادة بناء البلاد والا سنكون كالصحراء الجافة التي تفتقد الى الماء والزرع وهؤلاء العلماء هم كالماء والزرع وبدونهما فقل على على العراق الف سلام... هل من ينتصح في الحكومة الجديدة اذا تشكلت والعلم لله!؟ لأن حكومة السيد الجعفري المنتهية كانت طرشاء عمياء لا تتكلم الا بما لها فيه من مصلحة البقاء على الكراسي!...