| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

السبت 22/5/ 2010



جريمة إعدام المعتقلين السياسيين في إيران

مصطفى محمد غريب

تتوالى الأنباء عن ارتكاب النظام الإيراني المجزرة تلو المجزرة والإعدامات تلو الإعدامات ضد المواطنين والمعرضين لسياستهم القمعية، فليس هناك حل وسط أمام هؤلاء الحكام في مواقفهم ضد المعارضة حتى لو كانت سلمية فهم لا يتورعون قيد أنملة في تعريض حياة آلاف المواطنين الإيرانيين إلى خطر الموت بإطلاق النار عليهم أثناء المظاهرات السلمية المعارضة أو الإعدام شنقاً بحجة الخيانة الوطنية أو التعذيب الجسدي والنفسي في أقبية السجون والمعتقلات من أجل الحفاظ على مراكزهم وكراسيهم وتفردهم بالسلطة، ولم يسلم أي معارض للنظام حتى ولو كانت معارضته فكرية من الاعتقال والسجن والتعذيب بدون أي أسس قانونية وقضائية، ولم تكن سياسة القمع المستمرة إلا نهجاً أخذه حكام إيران على عاتقهم بالرغم من اتساع المعارضة الإيرانية وخروجها إلى الشارع في مظاهرات واحتجاجات سلمية مما أدى إلى استشهاد العديد منهم وتقديم الآخرين إلى المحاكمات القرقوشية وإصدار أحكام الإعدام والسجن ضدهم ولم تتوقف إلى حد هذه اللحظة حملات المطاردات والملاحقات والاعتقالات بالرغم من إدانة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان واعتبار النظام الإيراني من الأنظمة القمعية، لقد كانت عملية إعدام الكرد الخمسة وبينهم امرأة كردية عبارة عن همجية منافية لكل الأعراف والشرائع السماوية ولقد تعرض هؤلاء قبل إعدامهم إلى اشد أنواع التعذيب وابشعها وأشارت الناشطة الحقوقية الكردية المعدومة شيرين المحولي في رسالتها حول كيفية ممارسة التعذيب ضدها خلال ثلاثة سنوات وضد عائلتها وضد الذين اعدموا وحينما جلبوها إلى المحكمة لم يسمحوا لها بالدفاع عن نفسها لتفنيد التهم الباطلة ضدها فحكم عليها بالإعدام وأعدمت كما اعدم الباقين بسبب بسيط وهو عدم إنكارهم لقوميتهم ورفضهم التعاون مع النظام الإيراني وهذا ما يجري على الكثير من المعتقلين المعارضين والسياسيين الذين يختلفون بالرأي مع حكام إيران .

ولو راجعنا الادانات الواسعة النطاق من قبل المنظمات الحقوقية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الإيرانية والدولية لوجدنا أن إيران في مقدمة الدول التي لا تراعي أبسط حقوق الإنسان أي اعتبار، فسجلاتها المملوءة بالاعتقالات والتعذيب والإعدامات تكاد تطغى على أي دولة أخرى، كما أن سجلاتها المعادية للحريات الشخصية والعامة تجاه المعارضة الإيرانية من منظمات وأحزاب تكاد أن تكون زاخرة بالعنف والإرهاب والبطش والملاحقة والتي لم تسلم منها المعارضة الاحوازية التي لاحقتها الإعدامات المتواصلة وأحكام بالسجن طويلة الأمد والتي راح ضحيتها العشرات من خيرة أبناء الاحواز المناضلين الذين يطالبون بالحرية والديمقراطية واحترام حق الشعب العربي الاحوازي في تقرير مصيره.

إن الحملات الشرسة المتواصلة والبطش البوليسي ضد القوميات المتعددة ما عدا الفارسية يذكرنا بسافاك الشاه محمد بهلوي ويَذكر معتقلون إيرانيون معارضون " تكاد تنعدم القياسات ما بين ذاك وما يجري على أيدي المخابرات الإيرانية والأمن الإيراني الحالي فقد فاقت طرق وأساليب التعذيب عهد محمد بهلوي" أما الجلد ودفن النساء إلى الحزام ورميهن بالحجارة فلا يوجد منها حتى في احظ الأنظمة الظلامية في العصر الراهن، وعندما يتحدث هؤلاء عما لاقوه في المعتقلات والسجون يجعل المرء يتصور أن عالم من الظلام والقسوة والبطش يفصل ما بين الحرية والحقوق الديمقراطية ويقينا أن النهج المعادي لأبسط حقوق الإنسان والمعادي للتطور والتقدم هو السائد على الرغم من الادعاءات الكاذبة التي يدعيها حكام إيران حول حقوق المواطنة في إيران وعدالة اسلاميتهم البعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي، ولا يتوانى النظام الإيراني من اعتقال الصحفيين ومراسلين الصحف الأجنبية بتهمة التجسس وهذا ما حدث للعديد منهم وقسم منهم مات تحت التعذيب وتجاوز أمد الاعتقال الشهور وفي مقدمتهم الجامعية الفرنسية كلوتيد ريس التي أطلق سراحها بعد عشرة اشهر من الاعتقال غير العادل وقد أشارت بعد إطلاق سراحها وبوساطات دولية وعربية أن البعض ممن اعتقل معها اعدموا وقدمت تحية خاصة إلى " شخصين كانا إلى جانبي في المحكمة التي شاهدتموها على التلفزيون وتم اعدامهما "أما ما يخص التدخل الإيراني في الشأن العراقي فهو معروف على الرغم من الصمت الحكومي وعن المجموعات الخاصة المرتبطة بها والممولة لتنفيذ هجمات على المدنيين والقوات الأمنية وهو ما كشف عنها أكثر من مرة، وقد القي القبض البعض منها كما أشارت الفرقة الثامنة في الجيش العراقي وأعلنت عن إلقاء القبض على " ثلاثة مسلحين وهم من عناصر المجموعات الخاصة المرتبطة بإيران" في منطقة الطليعة/ 70 كم جنوب الحلة، فضلاً عن عثور العديد من مخابئ السلاح والاعتدة الإيرانية وما أعلنه رئيس اللجنة الأمنية العليا بمحافظة العمارة محمد شياع السوداني مثال صارخ على الكميات الهائلة من صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون مختلفة الأحجام وصمامات لتفجير الصواريخ وقال الفريق الركن محمد جواد هويدي قائد قوات غرفة العمليات العسكرية " إن الأسلحة حديثة الصنع وقد وجدت عند الحدود الإيرانية العراقية " أما العصابات المسلحة التي القي القبض عليها فحدث فلا حرج أكثريتها مرتبطة بإيران حسب مصادر أمنية عراقية موثقة وهي تقوم بالاغتيالات المنظمة وبكواتم الصوت وقد القي القبض مؤخراً في محافظة ديالى على خلية مخصصة بذلك وقال مسؤول امني في المحافظة " أن المعتقلين يمثلون خلية مسلحة منشقة عن الجماعات الخاصة المرتبطة بإيران ولديها مخطط لزعزعة الأمن والاستقرار في مركز قضاء الخالص وعبر شن هجمات مسلحة تستهدف السنة والشيعة على حد سواء" وبهدف معروف لخلق حالة من الاحتقان الطائفي بين المواطنين، عندما نذكر هذا النزر القليل نهدف إلى تعريف المواطنين العراقيين بنوعية النهج الداخلي والخارجي المبني على خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وبخاصة دول الجوار والتدخل في الشؤون الداخلية وخلق طوق حديدي ضد المعارضة والشعوب الإيرانية التي يتصاعد نضالهما يوماً بعد آخر من اجل الحرية والانعتاق والديمقراطية، وعلى ما يظهر ونقولها للمرة الألف أن حكام إيران لم يستفيدوا من تجارب التاريخ وكيف سقطت ولفظت أنفاسها اعتى الدكتاتوريات السياسية والدينية في المنطقة والعالم  .




 





 

free web counter