| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 22/6/ 2008



الهدف من اللعبة الدموية

مصطفى محمد غريب

ينفضح هدف اللعبة الدموية يوماً بعد آخر ما بين صلة التفجيرات والعبوات الناسفة وبقية الجرائم الموجهة للمواطنين دون استثناءات دينية وعرقية وقومية وطائفية وهي ذات هدف محدد يريد دفع البلاد إلى الحرب الأهلية الطائفية ويبدو أن الجهات التي مارست وتمارس هذه اللعبة الدموية بحجة الاحتلال والحكومة الصنيعة متفقة تماماً مع المخطط الآنف الذكر على الرغم من الخلافات الظاهرية التي يتمشدق كل فريق بها وعلى الرغم من الكشف المستمر عن خلفيتها السياسية ولم يكن التفجير الأخير في مدينة الحرية وأسبابه السياسية بمعزل عن تفجيرات قامت في مدن ومحافظات ومناطق أخرى مختلفة الانتماءات والتكوينات فكل ما في الأمر أن الأيدي التي تلعب على الزناد وفنون الإرهاب المتنوع الوجوه والأشكال تريد أن تغرق البلاد بالدماء والقتل والاضطراب وبهدف تحويلها إلى ساحة لتصفية الحسابات وهي تعرف جيداً أن تصفية الحسابات هذه لن يطول الزمان عليها حتى تنتقل إلى البلدان المجاورة وبخاصة المشجعة للإرهاب والفتنة وهذه البلدان أو بعضها لا يعي هذه القضية الخطرة عليه وعلى كيانه، الانفجار الأخير كما أسلفنا هو سلسلة من سلاسل تفجيرات ازدادت في الأسبوعيين الأخيرين في بغداد وهذا يدل على أن القوى التي وجهت لها ضربات عسكرية وبخاصة الإرهاب التكفيري حل بدلاً عنها أو بالتعاون معها المجاميع المسلحة التي كانت تأخذ من اسم المهدي ستاراً لأعمالها الإجرامية وتقوم بالدورين الطائفيين بعدما فشلت المساعي الأولى لتأجيج الطائفية وبخاصة قصف مناطق تقطنها أكثرية شيعية وبعدها مناطق تقطنها أكثرية سنية من قبل جهة واحدة قد تكون تكفيرية ساعية لتأجيج العداء الطائفي أو من المجاميع المسلحة والمليشيات التي تسعى للغرض نفسه، لقد برهن الشعب العراقي على تمسكه الواعي بالمواطنة العراقية فرفض الطائفية بكل أشكالها وحول هذا المفهوم إلى نوع من الالتحام والدفاع عن قدسية الوطن ولم يسمح للقوى الإرهابية والمليشيات من استغلال الثغرات والنواقص من قبل بعض القوى الدينية السياسية على الرغم من أن هذه القوى ومنذ البداية كرست المفهوم الطائفي عند أعضائها ومؤيديها وحاولت استغلال الدعاية الأمريكية وأهدافها بخلق توازن طائفي من اجل استمرار هيمنتها ونفوذها فراحت تثقف بالمشروع الطائفي المعروف باسم الفيدرالية الطائفية التي نادى بها القسم منهم وَجَعل الجنوب وبعض المناطق في الوسط تابعة لها ولسياستها الطائفية وبعد أن حوصر هذا المشروع الطائفي وظهرت علائم رفض المعاهدة الأمريكية المذلة تحركت تلك الفلول بعدما انكشفت مخططاتها للعودة إلى التفجيرات في المناطق المختلفة كي يتسنى لها التحرك بواسطة هذه التفجيرات وتنويع مواقعها ولهذا يعتبر الانفجار الذي وقع في مدينة الحرية الذي استهدف الناس الأبرياء حوالي ( 63 ) قتيل وعشرات الجرحى والمصابين هو من الأعمال الإجرامية القذرة التي تريد النيل من الوحدة الوطنية وأضعاف التضامن الرادع والرافض للطائفية هذه الوحدة التي تجلت في عشرات اللقاءات مع أهل الضحايا ومواطنين يقطنون الحرية الذين تمسكوا جميعهم بروح المواطنة العراقية والرفض الكلي للطائفية وبالضد من القوى الإرهابية والمجاميع المسلحة التي كانت وراء هذا التفجير حسبما نقلته البعض من المصادر وأكدوا أن هذا التفجير وغيره من التفجيرات التي تقع في مناطق معينة تهدف بالأساس لإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وصولاً إلى حرب أهلية طائفية مما يعني بقاء الجيوش الأجنبية أطول فترة ممكنة بحجة عدم الاستقرار الأمني وهو ما هدفت إليه أكثرية التفجيرات التي وقعت في المناطق الشعبية من أسواق ومحلات ومواقع عمل أو سكنية وأوقعت مئات الضحايا والمصابين ودمرت الكثير من البنى التحتية.

لقد فوت الشعب العراقي الكثير من الفرص المتربصة بالوحدة الوطنية والتي حاولت القوى الإرهابية والمليشيات المسلحة من خلالها إلى توسيع الانشقاقات وتعميق الخلافات لكي يتسنى لها تحقيق هدفها بإشاعة الفوضى وتقسيم البلاد إلى مناطق وأماكن طائفية خاصة بكل طائفة وملّة من الملل مما يسهل عملها اللاحق نحو إقامة سلطة تسلطية ذات نهج ديكتاتوري ولكن على أساس ديني واستغلال مشاعر المؤمنين في تحريف الوقائع وتشويه ما يمكن من تشويهه للتأثير عليهم وعلى وعيهم، ولكن سيبقى الشعب العراقي بجميع مكوناته يقضاً لهذه المخططات وسوف يقف حتماً بالضد منها لصيانة الوحدة الوطنية العراقية على أساس الوطن فوق الجميع  .



 


 

free web counter