| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأثنين 21/12/ 2009



جريمة تفجير الكنائس واغتيال المواطنين المسيحيين

مصطفى محمد غريب

تفجير دور العبادة والاغتيالات المبرمجة للأقليات العرقية والدينية دليل على مدى استهتار القتلة وضحالة أخلاقهم فضلاً عن الطابع الإجرامي السادي الذي يرى في اختلاف الرأي جريمة لا يمكن إيجاد الحل إلا بإعدام وإزالة الآخر بأي طريقة كانت، وتفجير دور العبادة والأماكن المقدسة لم يختصر على فئة أو دين دون الآخر في العراق فالجميع تحت مجهر الجريمة والتفجير ويقوم بها جماعات وأفراد موغلين بالكراهية تحت طائلة العقاب الشرعي أو الديني الذي يفصلونه على مقاييسهم وطالت هذه التفجيرات الجوامع والمساجد والحسينيات والأماكن المقدسة للمسلمين وفي خضم الصراع السياسي الجاري في العراق فقد نالت الأقليات الدينية قسطاً غير قليل من التصفيات والاعتداءات والتفجيرات وفي مقدمتها المسيحيين العراقيين حيث استمر مسلسل الجريمة ضدهم، مسلسل القتل وتفجير الكنائس مما أدى بالكثيرين إلى الهجرة خوفا على مصيرهم وحياتهم وحياة عائلاتهم ، ومنذ البداية ارتفعت الأصوات الخيرة من جميع المكونات العراقية مطالبة بحمايتهم وحماية كنائسهم وتتبُع المجرمين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا العقاب القانوني وليكونوا عبرة تنذر كل من يحاول أن يسيء لهم في المستقبل ومع شديد الأسف بقيت الأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ وظلت الوعود والتصريحات تراوح في مكانها وبقى المجرمين طلقاء يختفون فترة ليعودوا إلى جريمة أخرى يرتكبوها إما اغتيال أو تفجير وهذا ما حصل مؤخراً في الموصل وعلى ما يبدو ومنذ تولي اثيل النجيفي وقائمته قيادة المحافظة ازدادت الأعمال الإرهابية بنسبة كبيرة حسب إحصائيات مستقلة وتكررت الهجمات على المواطنين المسيحيين وقد تنوعت الهجمات بطرق مختلفة بما فيها تفجير الكنائس واغتيالهم وهذا ما حصل في تفجير كنيستين استشهد من ورائه أربعة مواطنين أبرياء وإصابة حوالي (40) آخرين بدون ذنب جنوه إلا اللهم كونهم مسيحيين وذلك بهدف تأزيم الوضع وخلق حالة من الاستنفار والبلبلة خاصة وأنها تزامنت مع تفجيرات سابقة شهدتها العاصمة بغداد وراح ضحيتها العشرات من العراقيين وثبت بما لا يقبل الشك إن الإرهاب المتمثل بالجماعات الإسلامية والبعثية تسعى إلى إفشال العملية السياسية باستهداف الدولة العراقية والأبرياء من المواطنين وبهذا تعرت حججهم وتبجحاتهم السابقة المدعية بالعداء للاحتلال الأمريكي حيث لم يشهد خلال الشهور الأخيرة أية هجمات ضدهم وبالعكس فكل الأعمال الإرهابية أصبحت شاغلها المؤسسات والدوائر والوزارات الحكومية والمواطنين والتركيز على الأقليات الدينية بهدف تهجيرهم من مناطقهم لكن الملفت للنظر أن المواطنين المسيحيين ويعد تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة أمام كنيسة الطاهر و(6) عبوات ناسفة أمام كنيسة ودير للراهبات وقتل العديد من المسيحيين وبعد التفجيرات الأخيرة في الموصل أكدوا أنهم لن يتخلوا عن مناطقهم وانتمائهم الوطني ورفضوا إلى اللحظة الراهنة الهجرة من مدينتهم لكن ذلك لم يمنع سابقاً من هجرة الآلاف من العوائل المسيحية وتركهم دورهم وأعمالهم ومصالحهم وارتباطاتهم وقسماً منهم فضلوا الخروج مضطرين من البلاد واللجوء إلى سوريا والأردن وغيرها من البلدان طلباً للامان وأمام هذه الأوضاع المأساوية والتخطيط المبرمج المعادي لهم ، على الحكومة والمؤسسات الأمنية واجب وطني لحمايتهم وحماية أماكن عبادتهم وتقديم كل ما يمكن من تعويضات للذين تضرروا جراء الانفجارات وعمليات الاغتيال التي استهدفتهم والحماية المطلوبة ليس فقط بالحراسة أو تواجد قوات أمنية بل الحماية تعني أولاً ملاحقة المجرمين الجدية والقبض عليهم وعلى الذين يمولونهم فنحن لحد هذه اللحظة لم نشاهد أو نسمع بإلقاء القبض على الفاعلين الحقيقيين إلا القليل منهم بالرغم من المطالبات الكثيرة بالكشف عن ملابسات التفجيرات الكبيرة وما هي نتائج التحقيقات في ما يخص اغتيال الشخصيات الوطنية والثقافية ورجال العلم والتمادي في الجريمة دون خوف ولا وجل مما شجع ويشجع المجرمين على المضي في خططهم الإجرامية التي هي ذو طابع سياسي وليس ديني وتكتيك جديد يهدف إلى خلق ضجة إعلامية لزعزعة الثقة بين المكونات واستهداف وحدة العراقيين بالدرجة الأولى ونشر ثقافة عدائية وكراهية وعدم التسامح وإلغاء الآخر وقد يكون ذلك أيضاً متزامناً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية بهدف تعطيلها أو عدم المشاركة فيها، وكلمة أخيرة نقولها إن استهداف الأقليات العرقية والدينية من المندائيين والشبك والازيديين والمسيحيين من قبل القوى الإرهابية المتحالفة بهذا الشكل أو ذاك مع فلول البعث الصدامي يهدف إلى تدمير اللحمة الوطنية المتكونة تاريخياً وبالتالي خلق فتنة طائفية واقتتالاً داخلياً لن يخدم إلا أعداء الشعب والعراق بالذات.








 

 

free web counter