| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الثلاثاء 20/1/ 2009



من خلف الزجاج الواقي دعوة لانتخاب الأقرب من المرجعية الدينية

مصطفى محمد غريب

عادت نبرة الاختفاء خلف الرموز الدينية والمرجعيات واستغلال دور العبادة للدعاية الانتخابية وبينما التزم البعض من الأحزاب الدينية السياسية بقرارات المفوضية المستقلة نجد البعض منهم يخرقونها بطرق عديدة حتى وصل الأمر إلى أن المفوضية قالت متراجعة عن موقفها الأول وأعلنت من الممكن استخدام دور العبادة للترويج للانتخابات وهي تعرف جيداً أن دور العبادة مقدسة لدى المؤمنين وهي مكان لعبادة الله وليس عبادة لأشخاص يريدون اعتلاء المناصب والمسؤوليات مستغلين أسم الله والأئمة وأسماء المرجعيات للوصول إلى أهدافهم لكن بعد أن يضع الواحد منهم قدمه في الركاب ويعتلي صهوة الحصان يتناسى لا بل يضحك من سذاجة الناخبين ولا يراعي مصالحهم بل يعتبر مصلحته الشخصية فوق مصالح الناخبين ودور العبادة والرموز والمرجعيات وهذا المسألة جربت بشكل عملي خلال الخمس سنوات السابقة وعلى ما يبدو أن تحركات عمار الحكيم خلال الدعاية الانتخابية تصب في هذا الاتجاه وبخاصة بعد ظهور خلافات بين حزبه وحزب رئيس الوزراء على خلفية تقوية الحكومة المركزية وكذلك الشعائر الحسينية المقلدة من إيران فعمار عاد إلى ذلك النهج الأول بقوله وهو يتحدث من خلف زجاج واقي من الرصاص ( الحمد لله أصبح عمار الحكيم مثل بابا الفاتيكان مع احترامنا له وللعلم حتى دكتاتور العراق لم يستخدم هذا الزجاج الواقي " ويدعو قائلا " المشاركة في الانتخابات بشكل واسع، لاختيار الأنزه والأكفأ والأقرب إلى المرجعية الدينية " ثم أشار في معرض حديثه " أن هؤلاء هم الأقدر على اعمار المحافظات العراقية كما عمروا محافظة النجف " أي أن الأكفأ والأنزه والأفضل والأحسن والمتعلم والمخلص لوطنه وعمله إذا لم يكن الأقرب للمرجعية التي يشير لها عمار الحكيم فعليكم عدم انتخابه بل يبدو عدم اعتباره مواطناً صالحاً وهذه الدعوة تتنافى ما أعلنته المرجعية التي قالت " أنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين " وشددت المرجعية على ضرورة انتخاب المؤهل الذي يلتزم بثوابت الشعب العراقي ويسعى من اجل مصلحته " ويتصف بالكفاءة والنزاهة والإخلاص " ولم تقل المرجعية " الأقرب منها مثلما أشار عمار الحكيم " أن الذي يعنيهم عمار واتهامهم ببعدهم عن المرجعية عراقيون مخلصون لشعبهم ووطنهم وأكفاء ومخلصين وهم يتكلمون بشكل مباشر مع الجماهير وليس من خلف الزجاج الواقي للرصاص ثم نسأل نحن عمار الحكيم هل بنوا حسب ادعائه محافظة النجف بشكل تام وانتهت من جميع مخلفات الماضي؟ ولماذا هذه المزايدات حول البناء فجميع المحافظات في الهوى سوى، وفي هذا المضمار تبرز أيضاً بعض الأسئلة التي أود توجيهها إلى عمار الحكيم وكافة الأحزاب الدينية السياسية التي تسعى لاستغلال الدين والمرجعيات والطائفية

ـــ لماذا استغلال اسم الدين والمرجعيات الدينية ورموزها للكسب في الانتخابات؟ ـــ أليس لديكم قدرة على استمالة المصوتين لكم من خلال برامج تخدم المواطنين والبلاد؟ أم أن الدعوة للطائفية هي التي بتصوركم سوف تجعلكم تفوزون بالأكثرية؟

ـــ أليس استغلال الدين والطائفية والشعارات الدينية ودور العبادة دليل على أنكم تهيئون وضعكم لعدم تنفيذ ما وعدتم به ناخبيكم على عاتق الدين والطائفية والمرجعيات والرموز الدينية؟ لان ذلك يسير جداً عند عدم التنفيذ تضعوه على عاتق الدين والطائفية وحتى استغلال اسم الله ، لقد كانت الانتخابات السابقة معروفة حتى المرجعية نفسها أكدت على " عدم الرضا على التجارب السابقة " أي بالمعنى الصريح أنها كانت تقريباً غير نزيهة والعديد من الذين حصلوا على مواقع في مجالس المحافظات غير كفوئين وغير نزيهين وفيها استغلت المرجعيات والتحريض الطائفي واتهام الآخرين بالإلحاد والتزوير والتسويف والتهديد والوعيد وشراء الذمم وكانت نتائجها تلكأ عمليات البناء وزيادة التخلف واستمراره وتعقيد قضايا المواطنين في دوائر ومؤسسات الدولة والفساد المالي والإداري الملموس الذي أشير إليه من قبل كبار المسؤولين بما فيهم رئيس الوزراء ووزراء ونواب وغيرهم وهو ملموس أيضاً من قبل جميع المواطنين بما فيها الطرق والأحابيل للاستيلاء على أموال وممتلكات الدولة ولهذا كفر بهم أكثرية المواطنين حتى أولئك الذين انتخبوهم ، فهل تعاد الكرة مرة أخرى لتجربة ثانية ستكون أكثر مرارة من الأولى ؟ أم يصحا الناخبون على أنفسهم ويصوتوا لصالح القوائم الوطنية والديمقراطية التي تمثلهم بشكل حقيقي؟ سنرى نهاية كانون الثاني 2009 ماذا سيحدث ولعلها تجربة جديدة تخوضها جماهير شعبنا وقواه المخلصة الوطنية والديمقراطية من اجل عراق تعددي ديمقراطي مستقل

 


 

free web counter