| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأربعاء 20 /12/ 2006

 

 

الأستاذ سفيان الخزرجي والنقد الموضوعي

 

مصطفى محمد غريب

النقد الموضوعي البناء لا لبس فيه وليس هو بالجريمة والذنب الذي يحاسب عليه المرء، وهو يتحمل فهم واستيعاب الرأي الآخر بما فيه من ايجابيات وسلبيات ويركن هذا النقد إلى أساس واضح لتبيان السلبيات ونقدها ومنح البديل الايجابي مساحة واسعة من اجل عدم الركود والمراوحة لكي يتطور في مسيرة متعرجة وصعبة وتتلاءم نسبياً مع الصعوبات والتعقيدات التي تحملها الحياة ، وهكذا علمتنا الحياة من تجارب البشرية ومن تجربتنا الخاصة فهم النقد الموضوعي الهادف الذي يتحمل مسؤولية أخلاقية قبل ان تكون سياسية أو اقتصادية أو فلسفية أو اجتماعية أو ثقافية... الخ ، بالمعنى الواضح ان معيار الأخلاق النقدي هو الصدق لتعميق المعرفة وعدم التحريف والدوران والخداع والتشويه " ككلمة حق يراد بها باطل " بهدف تعتيم وخداع الوعي عند المتلقين من البشر وبخاصة مثلما يقول الأستاذ الخزرجي والكل يعرف وهو يعرف أنه ليس منهم ( الغلابة ) وهم على ما اعتقد ويعتقد الأستاذ الأكثرية في مجتمعنا وآي مجتمع آخر واقصد ( الغلابة ) ليس تحديداً الابتلاء بالفقر والإملاق المادي فحسب وإنما من ضعف الوعي بسبب خداع القوى بمختلف مراتبها ومثقفيها وفلاسفتها وبخاصة العليا لهذه الأكثرية وهذا ما نراه ونلمسه على حالة العراق سابقاً وخلال ( 35 ) عاماً ولاحقاً بعد السقوط والاحتلال حيث نرى ونشاهد ونسمع ضعف الوعي عند مجاميع واسعة وذلك بالتأييد لجهة لا تخدم مصالحها وواقعها ولا تطلعاتها المستقبلية كفئة تتشكل منها الأكثرية.
أنا لا أريد الرد بشكل مفصل على المقال الذي عنوانه " هل سيتهم الحزب الشيوعي العراقي بالخيانة العظمى واستنتاجاته الثلاثة " ولا مقالته اللاحقة " نضال شيوعي بأسلوب رأسمالي " ولا مقالاته السابقة التي هي تقريباً لها الأهداف نفسها بالضد من الحزب الشيوعي والشيوعيين العراقيين بكلمة حق يراد بها باطل ، لكنني أحب فقط أن أشير وليس كما يدعي الأستاذ الخزرجي مع الأسف بأن المقالة المذكورة أو غيرها " أثارت بلبلة بين أنصار وأعضاء الحزب الشيوعي " وكأن القيامة قامت!! لان هؤلاء هم الذين رسموا ويرسمون سياسة الحزب في اجتماعاتهم وموسعاتهم ومؤتمراتهم، وهم الذين يهتمون بتطويرها بحرية وديمقراطية ، وهم الذين وليس قيادتهم فحسب يتحملون مسؤوليتها الحالية وفي المستقبل، وكونفرانساتهم ومؤتمراتهم هي الفاصل الذي تحكم على التطبيق والتنظير بالإيجاب أو السلب، وقد علمتهم وما زالت تعلمهم الحياة بان الطريق المملوء بالأشواك لا بد من وجود الزهور بكل ما فيها من جمال وعبق وعنفوان التحدي التي تستطيع أن تذليل المصاعب وكل ما يعيق للوصول إلى الهدف المنشود وهو العدالة الاجتماعية غير المتوفرة في الوقت الراهن.. أما محاولة التضخيم والتجسيم الذي حاول فيها الأستاذ تصويره وكأن الأصدقاء والأعضاء الذين يعدون بعشرات الآلاف أصابتهم البلبلة من مقالته المذكورة " فانبرى للرد عليها مجموعة من الأخوان " وهما فقط اخوين لا أكثر ولا اقل نشرا في موقع " الناس الالكتروني" ولا يوجد غيرهما فهي غير صحيحة ومرتبكة . ونحن نعتقد مثلما له الحق وحرية الرأي في ما كتبه في مقالاته من إساءات واضحة مباشرة ومبطنة ان يرد عليه الأخوين وقد لا اتفق مع البعض مما ذكراه وهي حالة طبيعية ومنها ما أشار إليه الأستاذ داود أمين " فوجئت قبل أيام " لأنني لم أتفاجأ والحق يقال مما كتبه في السابق ولا في المقالة المذكورة،، أم انه يرى ان له وحده الحق أن يكتب ويُنَظر ويستنتج ولا يحق للآخرين في الرد أو التوضيح وخلافهم معه بالرأي.. وهنا صدقاً لا اعرف ما هو الهدف ولماذا حشر " تغيب عن بال الكثيرين بأن الحوار المتمدن والصديق رزكار ورفاقه... الخ ؟" في موضوعة لم ولن تغيب ولا للحظة " مثلما أشار" على جميع الكتاب والمثقفين الذين يكتبون أو يتابعون ( بان الحوار المتمدن الموقع الالكتروني، مستقل ويساري وعلماني ومنبر لنشر الآراء والحوار حول المواضيع المهمة المتعلقة باليسار ) بمختلف أطيافه ولم يعلق أو ينتقد أي من الأخوين اللذان ذكرهما الموقع ولا هيئة تحريره فيما يخص ما كتبه الأستاذ الخزرجي. أهي محاولة للتصيد وحشد الآخرين ضدهما وهي طريقة عقيمة؟؟؟
أقول وبعد اعتراف الأستاذ الخزرجي بعظمة قلمه في مقالته الثانية " وأنا المسكين الذي لم يتابع مسيرة الحزب الشيوعي الا عبر حفلاته الساهرة " ألا كان به ومن باب أخلاق النقد الموضوعي التي تحدثنا عنها أن يفسر معنى " حفلاته الساهرة " وهي حفلات بذكرى تأسيس الحزب أو ذكرى الشهداء والمناسبات الوطنية والقومية فهل هو بالمسكين حتى لا يرى أنها محاولة بائسة للإساءة بما معناه أنها " حفلات حمراء للشيوعيين وهو يعرف وغيره معناها " مثلما فعلت وتفعل التحقيقات الجنائية في العهد الملكي ودوائر الأمن والمخابرات في العهود اللاحقة وأجهزة النظام الشمولي وقوى الظلام السلفية والأصولية ومنظمات الإرهاب والمليشيات المسلحة وكل الذين لديهم مصلحة في تدمير وإضعاف الفكر اليساري التقدمي والحزب الشيوعي والشيوعيين؟.. وهل يعتبرنا الأستاذ المحترم مساكين حتى لا نشتم من خلال قطعه الجملة بما يريد تسليط الضوء على شيء مبهم يرغب من خلفه أن يرسخ للملتقين ما هي الحفلات الساهرة.
أن مسيرة الحزب الشيوعي والشيوعيين العراقيين ذات العطاء والتضحيات معروفة ولن يزاود عليها أحد حتى من ألد أعدائه ولن ادخل في تفاصيلها وما قيل عنها وما كتب بخصوصها وهي كثيرة ومتنوعة وأدعو بقلب صادق ونية حسنة الأستاذ الخزرجي ما دام قد اعترف بأنه " المسكين الذي لم يتابع مسيرته إلا عبر حفلاته الساهرة!!" أن يعود ليتابع ويقرأ ما يخص مؤتمرات الحزب وتاريخه ومسيرته وما كتب عنه من نقد موضوعي حيادي سليم وغير منحرف وان تتكون له معرفة حقيقية وليست طارئة مبنية على القيل والقال لكي يساهم بوجدان شريف في تطوير عمل هذه الكتلة السياسية التقدمية الواسعة التي يعترف أنها ضمن الفكر اليساري ويعتبر نفسه يساري مثلما كتب سابقاً " ارحمونا يا سادتي فنحن اليساريين... الخ " ويكتب بشكل أكثر موضوعية وبمسؤولية الأخلاق النقدية وعسى ان لا يفهم الأستاذ الخزرجي إنني اتهمهه لا سامح الله بالإساءة لشخصه ، وما اعنيه مسؤولية النقد الأخلاقي الموضوعي وليس غيره ولا تمس الأخلاق الشخصية والعائلية المتعارف عليها.
أعود وأقول أن حرية الرأي والاعتراف بالآخر دلالة حضارية، وحرية النقد البناء الذي يتركز على الموضوعية ومن اجل أهداف سامية وهي إصلاح الخطأ ومحاولة لتقديم الأفضل لتشخيص الداء وللبناء هي بمثابة العلاج الحقيقي المبني على روح المسؤولية الوطنية الخيرة أما ما عداها فهي محاولات لن تجد لها مكاناً في مساحة الحياة والمعرفة التي زكت الصحيح منها دائما، أما الباطل فهو يضمحل وينتهي بمرور الزمن وأكبر مثال ما آل إليه النظام القمعي السابق وهو مثل واحد من مئات الأمثال، وهذه المعادلة تطابق مسيرة الحزب الشيوعي العراقي بعد نضال مرير وطويل خلال أكثر من سبعين عاماً وعلى الشيوعيين وقوى اليسار الوطني الديمقراطي في العراق. مع جل احترمي للأستاذ الخزرجي.