| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

                                                                                  الأحد 20/11/ 2011

 

تأزم في العلاقات وتعميق الخلافات مع الكويت

مصطفى محمد غريب

إن عناصر الخلافات الأساسية معروفة على امتداد السنوات في تاريخ العلاقات العراقية الكويتية ، وقبل الاعتراف بدولة الكويت من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وبما أن هذه الخلافات والمشاكل قد ذكرها أكثر من مصدر وباتت معلومة للجميع وفي مقدمتها اعتبار الكويت جزء من العراق واقتطع منه فان الخوض فيها يبعدنا عما نريد تناوله وبخاصة بعد احتلال العراق انطلاقاً من الأراضي الكويتية وإسقاط النظام البعثفاشي في 9 نيسان 2003، فبعد التغيير السياسي الذي حدث بفعل العامل الخارجي ظهرت على السطح العديد من المشاكل الجديدة على قاعدة عدم الثقة بين الطرفين الكويتي والعراقي، ويبدو أن دولة الكويت مازالت هي الأكثر حساسية بخصوص إعادة الثقة وإعادة تقييم الأوضاع وتحسين العلاقات وتطويرها لتكون قاعدة للانطلاق نحو المستقبل وبخاصة أن البعض من كلا الطرفين ما زال يتصيد في المياه العكرة لتأزم العلاقات وتوسيع شقة الخلافات وإعاقة أي توجه لحل المشاكل المتعلقة عن طريق الحوار والتفاهم، فترى في الجانب الكويتي من يحاول أن يحبط الهمم والعزائم باتهام العراق والشعب العراقي بشتى التهم ومن بينها العداء للكويت " متأصل في العراقيين " وإنهم ولمجرد عودتهم إلى الأوضاع الطبيعية فهم لن يتركوا المطالبة بالكويت ويضربون مثلاً عن التصريحات والتهديدات البهلوانية المدفوعة من قبل إيران والمظاهرات التي جرت في البعض من محافظات الجنوب ولا سيما البصرة والتهديد المسلح من قبل جماعات مسلحة وإطلاق الصواريخ وغيرها من الاتهامات، وفي الجانب العراقي هناك حملات جرت حول البند السابع واتهام حكومة الكويت بأنها لا تريد خروج العراق من هذا البند ليبقى ضعيفاً ممكن التلاعب بمصائر شعبه وغيرها من الاتهامات ثم ظهرت قضية ميناء مبارك وتأثيره على الملاحة والذي أثيرت حول وضعه وموقعه ضجة كبيرة اشترك فيها العديد من ممثلي الأحزاب والكتل المشاركة في الحكم وكل واحد فيهم أدلى بدلوه فضاع الخيط والعصفور فلا الحكومة قالت لنا ماذا يجرى ولا هؤلاء أعطونا دليلاً مادياً على أن هذا الميناء سوف يقطع الطريق البحري عن العراق وكلما فهمناه من أجوبة عبارة عن توقعات واستنتاجات حتى ما يسمى باللجنة الفنية التي شكلت لم تحسم الأمر ولا أجوبة وزير الخارجية ووزارته كانت عبارة عن تطمينات بل في الحقيقة كلا الجانبين زادا الموضوع ضبابية وتعقيداً مما أدى إلى الشعور العام بأن دولة الكويت مازالت تسعى لخلق المشاكل ولخنق العراق اقتصادياً عن طريق البحر فضلاً عما تسرب قبل شهور عن سعيها إلى التعاون مع الحكومة السورية لإقامة مشروع كبير لسحب المياه من دجلة التي هي من حصة العراق، ولم تقتصر الاتهامات من الجانب العراقي على هذه القضايا فقد أدعى بأن بعضها سياسي والبعض الآخر اقتصادي وجغرافي... الخ.

واليوم يظهر ادعاء آخر جاء على لسان عزة الشابندر عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون ونُشر في (البينة الجديدة) الذي اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنها صاحبة مخطط لدمج محافظة البصرة مع الكويت وقد أبدى هذا النائب أراء مخالفة لقضايا الأقاليم ناسياً نفسه بأنه احد نواب البرلمان وعليه أن يفهم الدستور ومواده وبدلاً من هذا الهرج غير المفهوم كان عليه أن يشرح مخاطر الدعوات إلى إقامة الأقاليم على أساس طائفي أو بسبب البعض من المشاكل التي لا يمكن إن يكون حلها بواسطة الأقاليم الموما إليها بل حلها يكمن في تقديم الدعم لمجالس المحافظات والمشاركة الفعلية في تحسين الخدمات وتقليص البطالة وغيرها، لكن ذلك يظهر لنا كيف يمكن خلق خلافات جديدة وعرقلة حل الخلافات القديمة عندما تقول النائب عالية نصيف من الكتلة العراقية البيضاء " أن ألازمة مع الكويت تتركز حول قيام الكويت بسرقة اكبر مساحة من الأراضي العراقية " وتتهم الحكومات العراقية المتعاقبة بعدم جديتها للتصدي لهذه التجاوزات وهي تدعو " مخاطبة الجانب الكويتي باللهجة التي يفهمونها للكف عن هذه التجاوزات " لا نعرف هل تقصد السيدة المحترمة عالية نصيف أن تواجههم باللهجة الصدامية التي جعلت العراق بهذه الحالة المزرية؟ أم تعتقد إن حل المشكلة أو المشاكل ليس عن طريق الحوار بل عن طريق السلاح ( يا حسرة وين السلاح ) لكنها في الوقت نفسه تشير بان القوات الأمريكية تمركزت على الحدود العراقية وهذا دليل للتوسع الكويتي القادم، أما لجنة العلاقات الخارجية النيابية أدعت بان دولة الكويت قد استغلت رحيل القوات الأمريكية لصالحها ، وكأنها تتناسى أن القوات الأمريكية جاءت من الكويت قبل أن تدخل العراق وخرجت وفق معاهدة متفق عليها بين الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية والانسحاب قرار أمريكي وليس عراقي واستقرت هناك كي لا يتصور البعض من السياسيين السذج الذين يتصورون أنهم حاذقون بان الأمريكان داسوا على مصالحهم المعروفة وسوف ينسحبون إلى الأبد، لكن التحليل يذهب أيضاً بان هذه القوات " ساندت بأي حال موقف الكويت تجاه ملفاته العالقة مع العراق " ولا نريد الدخول في تداعيات موضوعة الانسحاب وعنتريات البعض ممن يدعون أنهم اسقطوا النظام البعثفاشي وقد أجبروا القوات الأمريكية على الانسحاب ولعلهم يتناسون أيضاً أن العلاقات الأمريكية والعراقية في الوقت الحاضر والمستقبل ستبقى لمصالح أمريكا وهذا معروف لكل من يفهم ويدرك مصالح أمريكا الثابتة وسياستها التي تخدم هذه المصالح لا غير.

إن استمرار تصعيد الخلافات وإيجاد مبررات لعدم إتباع طريق المفاوضات والحوار هو طريق غير سليم العواقب ولهذا بدلاً من هذا التصعيد ضرورة المباشرة في إجراء مفاوضات جدية حول جميع القضايا المعلقة وحول حقيقة وأهداف ميناء مبارك ومعرفة الحقيقية من خلال لجنة فنية متخصصة يعتمد عليها بدلاً من توجيه الاتهامات وجعل هذه ألازمة وكأنها الوحيدة وتفسير كل خلاف بالعودة إلى الماضي واجتراره ثم بناء موقف حول أية مشكلة جديدة تحدث وقد يكون من حق العراق بعد دراسة سريعة بدلاً من الانتظار مثلما حدث أن يحاور الجانب الكويتي بجدية ويضع النقاط على الحروف انطلاقاً من مصلحة الطرفين الجارين جغرافياً وبالعكس فان الخطابات الإعلامية والسجالات الفارغة بين البعض من الجانبين الذين لا تروق لهم عودة العلاقات الطبيعية واحترام حقوق الآخرين سوف تؤدي إلى عواقب ومخاطر تضر الطرفين وفي هذا المجال يجب على دولة الكويت أن تفكر بان العراق لن يعود كما كان في عهد الدكتاتورية فلا الشعب يسمح ولا الوضع القطري والدولي يقبل وبدلاً من نبش الماضي عليها أن تفكر بعلاقات وطيدة تخدم مصالح البلدين والشعبين، وعوضاً عن التوجس والاعتقاد واعتبار العراق ضعيفاً ومقسماً ولا يستطيع الدفاع عن نفسه تقديم الدعم والعون للوقوف على أقدامه وتوطيد العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، ونقول ونحن واثقون أن العراق والشعب العراقي بجميع مكوناته لهم المستقبل ولهذا ندعو إلى فهم هذه الموضوعة وعدم تغيبها لان ذلك لن يكون في صالح من يفكر بشكل خاطئ.








 

free web counter