| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الجمعة 1/8/ 2008



إحياء المناسبات بالبدع والتهريج الإعلامي الطائفي

مصطفى محمد غريب

منذ سنين وأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أجاهد أن لا اكتب في هذا الموضوع الحساس لاعتبارات كثيرة في مقدمتها احترام مشاعر المواطنين وعدم الدخول في حساسيات قد تخلق تصورات عديدة في مقدمتها بأننا ضد المناسبات الدينية والزيارات لمراقد الأئمة أو إحياء المناسبات لكن بعد تكرار عمليات القتل المعمد بالضغينة والدم والتفرقة واستغلال المناسبات بالبدع والخطاب والتهريج الطائفي وجدنا من الواجب أن ندافع عن حياة المواطنين العراقيين الأبرياء الذين يقادون إلى فخ القتل من اجل أغراض وأهداف سياسية وطائفية ليس لها علاقة بالمناسبات كما وجدنا أن الأبرياء من أبناء وطننا هم محط رهان لإظهار التنافس والقوة ويراهن البعض على دمائهم والضحايا التي تسقط بدون إي اكتراث إلا إصدار البيانات والتصريحات والادانات في الإعلام أما التفعيل الفعلي بالتوجه إلى تنظيم ذلك وبشكل عقلاني وبدون عنجهية وتهريج إعلامي يشم من خلاله الخطاب الطائفي البغيض فهو تقريباً مفقود وليس هناك الالتزام بالحيطة والحذر والتخفيف من مظاهر المسيرات الطويلة والتجمعات غير الضرورية التي تستغل أيضاً من بعض القوى المعادية لجميع الأطراف لكي تنجح في جر البلاد إلى اقتتال واسع وهذه الجهات تعمل في كل الاتجاهات وفي كل المواقع واكبر دليل ما قامت وتقوم به حول التصويت السري على مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات وبيان الرئاسة الضعيف ببعض محتوياته وبخاصة حول ذكر الصور والمناسبات وكذلك قضية تقسيم كركوك.

ثلاث انفجارات من ثلاثة انتحاريات حسب الجهات التي أعلنت عنها في ثلاثة مواقع مختلفة في بغداد خلفت 28 قتيل و 92 إصابة إضافة إلى انفجار كركوك وضحاياه من المواطنين الأبرياء حوالي 27 قتيل و 170 إصابة، الانفجارات الثلاث حدثت بذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم وقد أرجعتنا الذاكرة إلى عام 2005 وما وقع أثناء الزيارة على جسر الأئمة في بغداد، الضحايا من النسوة والشيوخ والأطفال وغيرهم التي زادت على 1000 ضحية كما أرجعتنا الذاكرة إلى العديد من الأعمال الإجرامية التي رافقت المناسبات الدينية وزيارة المراقد التي أصبحت لا تحصى وتكاد أن تكون على امتداد أيام السنة حيث تستغلها الأحزاب السياسية الدينية وبخاصة الشيعية لصالحها وهي على ما يظهر لا تفكر بان هذا الاندفاع وتشجيعه سوف يلحق أضراراً كثيرة بالمواطنين العزل وبخاصة أن الوضع الأمني على الرغم من تحسنه لكنه ما زال هشاً لكن هذه الأحداث المفجعة وبدلاً من الاستفادة من تجاربها وتجنب وقوعها تبدو كأنها لا تثير المسؤولين لا في الحكومة ولا في الأحزاب السياسية الدينية وهي غير مبالية بما يصيب المواطنين جراء المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة وإطلاق الرصاص على المواطنين إضافة إلى أنها لا تهتم بالوقت فطوال السنة تجري مسيرات وتجمعات يتعطل المواطنين عن أعمالهم حيث تضاف إلى ذلك العطل أو منع التجول بيوم المناسبة أو بأيام قبلها وبعدها مما يعطل عمل الدوائر والمؤسسات التي هي لخدمة المواطنين ولا نعرف إلى متى ستبقى هذه المناسبات تدار بهذا الشكل وعلى امتداد السنة فبالإضافة إلى الخسائر بالأرواح خسائر للاقتصاد الوطني وتحشيد آلاف الجنود ورجال الشرطة وباقي المؤسسات الأمنية وبدلاً من إحيائها بهذه الطريقة واستعمال الزناجيل واللطم والزحف على الركاب أن تُحيا المناسبات مثلما كنا في السابق وقبل انقلاب 17 تموز البعثي بشكل عقلاني ومعقول بعيداً عن الهرج والمرج والفوضى والسير على الأقدام مئات الكيلومترات المدعومة بشكل ملفت للنظر من قبل بعض الفضائيات ذو التوجه الطائفي التحريضي، وعلى ما نتذكر فقد كان إحياء المناسبات ليس له ارتباط بالبدع الجديدة المستوردة من الخارج ولا نعرف متى يتعظ المسؤولين وقيادات الأحزاب السياسية الدينية والمواطنين أن هذه الاحتفالات والزيارات محاطة بمخاطر الإرهابيين والمتصيدين من المليشيات التابعة لدول أخرى وهي تهدف بالأساس إلى قتل اكبر عدداً بدون أي رادع ضمير إلا اللهم حبهم للقتل والتدمير والتخريب واستمرار الاضطراب الأمني وخلق حالة من الخوف والرعب بين المواطنين.

منذ سقوط النظام بدأت هذه التوجهات الغريبة عن تقاليدنا وعاداتنا تزداد يوماً بعد آخر وفي البداية كنا نجدها شبه طبيعية بسبب منع النظام السابق مثل هذه المظاهر منعاً باتاً وأنها موجة من التحدي والانطلاق من قمقم المنع الذي كان يحرم على المواطنين إحيائها حتى بطريقة عقلانية لكن بعد مرور السنين نجد أن استغلال هذه المناسبات استغلالاً سياسياً ليس حباً بالمناسبة بقدر تخدير المواطنين ودفعهم بالضد من مصالحهم واستغلال المناسبات بدون التفكير بهم والحفاظ على حياتهم كما نلاحظ أن هناك قوى خارجية وبمساعدة قوى داخلية تشجع هذه المظاهر وتصرف أموالاً طائلة من اجل تضخيمها لاستنساخ عادات وتقاليد بعيدة عن تقاليدنا وعادتنا على الرغم من عشرات التوصيات من المراجع الدينية العراقية التي تؤكد عدم استخدام الممارسات المذكورة آنفاً باعتبارها مخالفة للدين الإسلامي وهي شعائر ليس لها أية صلة بالتعاليم الإسلامية فضلاً عن إنها وفي الظروف الراهنة تشكل خطراً حقيقياً على حياة المواطنين الذين يُدفعون من بعض القوى الطائفية باتجاه إبراز العضلات واعتماد مظاهر الكثرة التي يحاول البعض تجيرها لصالحه وأهدافه السياسية ومما يؤسف له أن إبراز العضلات على حساب حياة المواطنين عبارة عن استغلال مرفوض وهو بالضد من التوجهات الساعية لإنهاء الصراع غير المبدئي والاستمرار على نهج المحاصصة والإخلال بالتوازن السياسي المطلوب في هذه المرحلة فضلاً عن السعي من اجل خروج الجيوش الأجنبية من البلاد، وتبقى المطالبة بضرورة السعي لرفع وعي المواطنين بنوعية إحياء المناسبات والابتعاد عن الفوضى والتهريج والاستغلال الإعلامي من قبل بعض القوى المشاركة في العملية السياسية وهي مهمات تقع على عاتق الأحزاب والتجمعات السياسية الدينية إذا كان هدفها خير العراق وكذلك الأحزاب الوطنية الديمقراطية الساعية إلى دولة ديمقراطية مستقلة.



 

free web counter