| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الأثنين 1 /1/ 2007

 

 

العام الجديد والجديد في حياة العراقيين

 

مصطفى محمد غريب

عام جديد آخر يمر على العراقيين الذين مازالوا موزعين بين الشتات وبين الهم الداخلي والمأزق الذي أُدخلوا فيه بطريقة لم تكن على البال كطريقة المجزرة المتواصلة والقتل السادي وإقحام الدين أولاً والطائفية ثانية ومحاربة الاحتلال باسم القومية والوطنية ثالثاً في تبرير هذه السادية والقتل وهو الجديد المتنوع الذي كان العراقيون يتوجسون منه ولعل التوجس منه يعيد ذاكرتهم إلى الماضي حيث كانت هذه المجزرة تدار وفق التهديد المبطن والعلني لشل الوعي وتطويع الإرادة وجعلها مطيعة منكسرة منزوية ترتعب من الظل " انتبه للحائط آذان " الذي زرع الرعب والقلق والخوف من المصير المنتظر الذي يقبع في الزنانين والمعتقلات وأقبية الأمن والمخابرات والفرق الحزبية والجيش الشعبي وفدائي صدام وفرق الإعدام والاتهام بالخيانة كمدخل لتصفية فورية فردية وجماعية .. الذاكرة تعيد ذلك المسلسل الدموي وفق قوانينه وتشريعاته البعثصدامية في رؤيا أخرى تتمثل في " انتبه سيارة مفخخة ، عبوة متفجرات، حزام ناسف، أو قنبرة هاون أو اغتيال وخطف والتحضير للفدية " تحت أغطية المنظمات الإرهابية السلفية والمليشيات المسلحة الأصولية وتحتوي الفلول الباقية من البعثصدامي والمافيا الجديدة التي تكونت وتقسمت ودعمت من الداخل ومن الخارج وما دام الغرض يحقق الهدف المرسوم الذي كرس الرعب والخوف والقلق سابقاً ولاحقاً بطريقة جديدة ووفق الجديد المبتكر الذي يحقق تثبيت الاتجاه في العنف الذي يوجه للفرد والمجموع على السواء وهو يخدم سياسة دفع الناس إلى الانكفاء والإحباط واليأس وبالتالي جعلهم سلبيين غير منتجين وهو هدف شرير يريد أن يجعل من البلاد صحراء قفر لا نبت ولا زرع فيها أو خرائب لمدينة أصابها الجذام والطاعون وعند ذلك يتحقق هدفهم الذي يعتقدون بأنهم سيعيدهم للسلطة في ثوب جديد لحرث بشري جديد وقتل جديد ولتتكرر المأساة لمزيد من الشواء البشري، مزيداً من الأيتام والأرامل والمعوقين، مزيداً من الجوع والأمراض وانتشار الآفات الاجتماعية مزيداً من النهب والسرقة .. مزيداًً.....
عام جديد والعراق مازال تحت نير القوات الأجنبية يدفع فدية الدم والنهب والضياع بحدوده المخترقة التي يتسلل من خلالها المجرمين شذاذ الآفاق وجيرانه الذين يخافونه ويمنون النفس أن يبقى على حاله ونزيفه والفوضى التي ألمت به حتى لا تنتقل إليهم العدوى وألسنة حال البعض منهم تتوجه بالدعاء للنجاة وإبعاد المكروه والداء الذي ابتلى به.. وبينما العراق يستقبل أعياداً تحمل روح التسامح والحب وترفض البغضاء والكراهية والحقد والاستعلاء ، عيد الأضحى المبارك ، أعياد الميلاد المجيدة وعيد رأس السنة الجديدة وبدلاً من كل هذا المخزون الإنساني الفريد في تكويناته استقبلته السيارات المفخخة والتهجير المتبادل على أساس طائفي وتوسيع رقعة التفجيرات ضد المواطنين المسالمين واستمرار المجازر والجثث المحترقة لتزيد الأحزان حزناً جديداً . ولتفاقم الألم بآلام جديدة ، ولتضاف إلى المقابر الجماعية آلاف الجثث غير المعروفة.
عام جديد وتساؤلات مريرة ملحة تطرح على كل أصحاب الضمائر الوطنية المخلصة من العراقيين أولاً وآخراً
ــ هل سيستمر نزيف الدم إلى ما لا نهاية ؟ وتبقى البلاد في حالتها المأساوية ؟ من هو المستفيد والرابح ؟ الم يحن الأوان للعمل الجماعي لإنقاذ ما تبقى لكي تنتصر إرادة الخير على الباطل ؟ ويكون العراق العظيم عراق الإخاء والتآخي القومي والديني لكل العراقيين الخيرين وينأى شبح الحرب الأهلية الطائفية عنه وتحل المليشيات المسلحة غير القانونية ويحاسب الذين تلطخت أيدهم بدماء الأبرياء وتتحقق مصلحة العراق بالمصالحة الوطنية الحقيقية ويتحرر من آخر جندي أجنبي وان يكون القانون والعدل أساس الحكم والحرية والديمقراطية معياراً للتعامل والتنافس الأخلاقي الملتزم بالروح الوطنية والمسؤولية الخيرة.
كلنا أمل في العراقيين النجباء ومساعيهم ووحدتهم أمام التحديات العديدة الهادفة إلى تمزيقهم وتمزيق وطنهم ونحن على ثقة تامة أن إرادتهم الوطنية الخيرة ستنتصر في النهاية وستهزم كل فلول الظلام والحقد الطائفي والأشرار الحاقدين والمتربصين في الخفاء.
عام جديد وعسى أن يكون الطريق إلى أعوام قادمة يعم السلام والأمان والوئام والبناء والاستقلال الكامل غير المنقوص فيها..