موقع الناس     http://al-nnas.com/

وبعد.. الى اي مصيبة اكثر من هذه المصيبة

 

مصطفى محمد غريب

السبت 1/4/ 2006

يتذكر الذين لهم ذاكرة لا تحيد عن الموضوعية كيف كان التسابق على المائدة الامريكية قبل الحرب والسقوط والاحتلال حتى كان اللهاث خلف الوعود وتوقيع العهود وصل الى 90 مليون دولار كي تتم المشاركة الفعالة وبمختلف الاساليب والطرق حتى ان البيعة كانت تساوى بين الوطنية واللاوطنية وصولاً الى مؤتمر لندن ومن حضره وكيف كان السفير الامريكي زلماي خليلزاد قائداً وراعياً وموكلاً من قبل الادارة الامريكية لذلك التجمع الذي حضره الى جانب قوى عديدة المجلس الاعلى وحزب الدعوة ورفضته بعض الاحزاب مخافة من التلطيخ كما يتذكر الذين لهم ذاكرة تتطابق مع الضمير والموضعية ان نتائج ذلك المؤتمر تحققت بواسطة العامل الخارجي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وشريكتها بريطانيا.. كل ذلك كان جميلاً حيث تحققت طموحات البعض واحلامهم في اعلى المناصب الحكومية ولهذا كانت الطلبات تتوالى على بقاء لا بل عدم مناقشة خروج القوات الاجنبية من العراق حتى ولو بتحديد سقف زمني لقيام الدولة ومؤسساتها لتكون طريقاً لتحرير العراق كاملاً الا ان العجيب في الامر وكما قلنا ان البعض وفي مقدمتهم البعثصدامي والسلفين واعوانهم من الاصولين الشيعة كانوا ضد الخروج لكي يبقى العراق بلداً مضطرباً تسوده قوانين الغاب وبحجة الاحتلال ووجود القوات الاجنبية عاقبوا الشعب دون غيره انتقاماً منه.. وفي الفترة الاخيرة ساهمت فرق الموت المدعومة من قبل وزارة الداخلية والمنسوبة لبعض الاحزاب وفي مقدمتها منظمة بدر وحزب الدعوة بشقيه الجعفري والعنزي وجيش المهدي في توسيع دائرة الاضطراب الامني والفتك بالمواطنين على الهوية كما كان الحال بالنسبة للطريق الثاني ونعني بهي الارهاب بمجاميعه وتشكيلاته، ولم تكن ايران بعيدة عن ذلك الاتجاه المعاكس للبناء والخلاص من الارث القديم ومن الارث الاحتلالي الجديد لكي تتنامى قضية الحرب الطائفية ويتحقق حلم الطائفيين والتقسيمين واعداء العراق .. ومع كل الجهود التأمرية والكيل بمكيالين لم تتحق النبؤة لحد هذه اللحظة لكن الخطر باقى جاثماً يريد الانطلاق حالما يجد الفرصة وهي قريبة جداً مادام الامر بيد بعض القوى التي لا يهمها الا مصالحها الذاتية وطموحاتها الطائفية فتعيق قضية تشكيل الحكومة لكي تلتفت الى الجروح العميقة التي خلفوها خلال توليهم السلطة وبخاصة السنة الاخيرة ومن باب التندر وبعد ان وجدوا انهم لا يستطيعون الهيمنة المطلقة بدأوا في حملتهم ضد السفير الامريكي زلماي حليفهم السابق وكأنه هو الذي وضع ويضع سياسة الولايات المتحدة الامريكية ويتناسون انهم السبب الحقيقي في كل ما يحدث لأن لوثة الكراسي والسلطة تهيمن على العقول..
ايها المطالبون باخراج السفير الامريكي الحليف القديم طلبكم مرفوض وسوف تجدون انفسكم اذا لم تبادروا الى فهم مصاعب المرحلة في احضان زلماي آخر ربما اضرب من القديم فالمشكلة ليس في زلماي الذي غثكم بطلبه عدم تسليم وزارتي الداخلية والدفاع للطائفين انما فيكم انتم بالذات ونقول لكم بصراحة اذا خرج هذا السفير او لم يخرج سيان لا يؤخر ولا يقدم مادمتم تتقاتلون على الكراسي والمناصب وتتبعون الطرق القديمة ، طرق الازاحات المبنية على " الغاية تبرر الوسيلة " بحجج مختلفة وفي مقدمتها صراخكم بالمظلومية وهذا الصراخ كما هو المثل " حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له " لأن المصيبة الاكبر في التدهور الذي حصل من خلالكم وبايديكم وانتم تحاولون وضع المسؤولية على الآخرين غير مبالين بما اصاب الشعب من المآسي. وبعد ايها السادة الى اي مصيبة أكثر من هذه المصيبة.