موقع الناس     http://al-nnas.com/

لا للطائفية لا للحرب الاهلية نعم للوحدة والتلاحم الوطني

 

مصطفى محمد غريب

الأربعاء 1/3/ 2006

أشارت الكثير من الاستنتاجات والتوقعات مدى اتساع ضريبة الازاحة قبل احتلال العراق بالحرب وسقوط النظام البعثصدامي، هذه الضريبة التي قيل عنها: أنها ستكون طويلة وباهظة تُسْتقطع بطرق عديدة قد لا تكون على البال ولا على الخاطر الا اذا تخلصت بعض الاطراف السياسية والدينية السياسية من هاجسها بالانفراد والتسلط والهيمنة على السلطة بطريقة غير ديمقراطية، والضريبة بمعناها ليس الدفع والتعويض الفوري فحسب بل هناك فوائد تتراكم في كل لحظة وثانية، ولطالما قيل ايضاً ان الحرب القادمة لها ضريبة نسيجية محكمة متعددة الالوان والاشكال. صحيح انها ازاحت اعتى دكتاتورية في المنطقة لكنها تبقى كحرب للاحتلال لها اهداف قريبة وبعيدة كما هي الحروب في التاريخ.. وقلنا عندما اعلنا بشكل صريح: لا للحرب وفي الوقت نفسه أكدنا لا للدكتاتورية وطالبنا ان تتحمل قوى المعارضة العراقية بشقيها الديني السياسي والعلماني مسؤولية رص الوحدة الوطنية وان تخرج من ثوب الاملاءات القطرية والدولية. ان تترك بعض القوى عث الماضي وحقد البعض على الديمقراطيين والشيوعيين لأن هذا الحقد هو عثٌ قديم اصيب به من لا يريد ان يكون الوطن حراً والشعب سعيداً ويخاف من الديمقراطية والرأي الآخر خوف الحية من البطنج ويريد ان يكون هو الحر والسعيد بواسطة السيطرة والهيمنة والتسلط والتفرد والخداع وخداع وعي الجماهير الشعبية الكادحة بالشعارات الديماغوغية التي توعد بجنات عدن على الارض لكن في التطبيق هي الخواء والهراء نفسه.
اليوم تظهرالاهمية الكبيرة لتلك الاستنتاجات والتوقعات التي نادت بضرورة وحدة قوى المعارضة الوطنية العراقية على اسس صحيحة قبل السقوط واهميتها في التأثير على الحرب ونتائجها واحتلال العراق ومآسيه وكذلك الموقف من الدكتاتورية والعمل على اخذ المبادرة من يد القوى الخارجية في انقاذ الشعب وبالتالي انقاذ استقلال البلاد.
وعندما نتابع الاحداث والمواقف والتصريحات والاعمال وتطورات بقاء الجيوش الاجنبية بدون تحديد لوقت للخروج لا بل حتى عدم مناقشة هذه الموضوعة المرفوضة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، وتصاعد الاعمال الارهابية ومحاولات خلق الفتنة الطائفية والحرب الاهلية الهادفة الى تقسيم البلاد وبخاصة من تابع بشكل دقيق التصريحات في المؤتمر الصحفي الاخير لسفير الولايات المتحدة الامريكية في العراق زلماي خليل زادة ولا سيما تأكيده بما معناه على انهم لن يمسحوا ايديهم بالجدران بعد هذه الخسائر بالارواح والمعدات وصرف الاموال الهائلة فلهم شروطهم ولهم رؤيتهم ومصالحهم ولن يتنازلوا عنها وبخاصة انهم هم الذين اسقطوا النظام السابق وليست المعارضة العراقية، وحسب رؤيتهم انهم انقذوا الشعب العراقي وسهلوا دخول البعض من تلك القوى التي اصبحت تقود السلطة السياسية، ولهذا لن تشكل بعض التصريحات الخجولة التي ادلى بها البعض معترضين على ما صرح به اي تاثير لتغيير نوايا ومطامح ورؤية الولايات المتحدة للحاضر ومستقبل العراق وفي الوقت نفسه ما جاء من توضيحاتً للسياسة الامريكية واستراتيجيتها بعيدة المدى الذي اكده عدداً من المسؤولين الامريكيين الكبار ان هناك " تراجعاً في التفكيرحول ما اذا كان الظرف الحالي يسمح بمزيد من خفض القوات الامريكية " وان اعترض ايضاً السيد الجعفري قائلاً " ان تشكيل الحكومة شأن عراقي " فهو يعرف جيداً ان هذا الشأن له اسسه وخطوطه وحدوده الحمراء وهي ضريبة يجب ان تُدفع مع فوائدها، فليس من الممكن اتخاذ موقف وطني مستقل وواضح 100% بدون وحدة وطنية صلدة تقف اكثرية جماهير الشعب معها لتدعهما في وقت الحاجة لها، وبدون اتفاق مسبق على برنامج واضح وصريح، ونُذكر بهاذ الصدد ما حدث قبل الاحتلال من مواقف متناقضة من المشروع الوطني حيث همشت القوى المعارضة الاصيلة الا الذين جاءوا الى مؤتمر لندن، وهؤلاء سوف يهمشون حتماً في الوقت المناسب وحسب المصالح الخارجية وسيكون المشروع الوطني المستقل مدعاة للسخرية والتندر اذا بقت بعض الاطراف على تناقضاتها وعلى مواقفها السابقة التي تتصف باللاعقلانية والنفس الطائفي والحزبية الضيقة وتأثيرات بعض دول الجوار عليها.
ان الذي تابع المؤتمر الصحفي وتابع التناقضات في التصريحات بعد ذلك التي اشيرت ما بين بقاء القوات الاجنبية بدون حدود زمنية وطلب اقامة حكومة الوحدة الوطنية وبالضد من الطائفية يتسآل:هل من المعقول ان زلماي خليل زادة الامريكي والادارة الامريكية والحكومة البريطانية اكثر حرصاً وفهماً من بعض القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية لتطالب بضرورة " توحيد الاحزاب السياسية والطوائف الدينية وان العراق يحتاج في الوقت الراهن الى حكومة وحدة وطنية تضم وزراء يتمتعون بالتأييد والثقة" لكي تحقق الاستقرار الذي سيسمح بسحب القوات الاجنبية من البلاد؟.. وهل من المعقول ان لا تدرك بعض القوى مدى خطورة سياستها الطائفية ومحاولات تفردها بالقيادة السياسية بان المليشيات المسلحة الخاصة بها عرقلت وتعرقل العملية السياسية وساعدت وتساعد القوى الارهابية على توسيع نشاطها وايغالها في جريمة معاقبة الجماهير الشعبية العراقية بدون تمييز او تفريق مثلما حدث ويحدث اما مسمع ومرآى الجميع؟.
ان الذين يسعون من اجل ان يتعافى العراق من امراضه والخروج من الازمة المتفاقمة عليه ان يُخلص له دون غيره ويتصف بالحكمة والتعقل دون التخبط في المواقف. ان يرى في نفسه والآخرين الوطن بجميع اطيافه، وان يرى في اي بلد مهما كان قريباً او صديقاً انه بلداً آخرليس بلده وعليه احترام الاستقلالية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بل التعاون والتفاهم والمساعدة على اساس الاخوة والصداقة والمنافع المتبادلة لكلا البلدين والشعبين، ان يدرك بشعور عالي من المسؤولية ان البناء يحتاج الى جميع المخلصين الشرفاء بدون استثناءات طائفية او دينية او قومية او عرقية او حزبية الا اللهم من تلطخت ايديهم بدماء الشعب، عليه ان يفهم مدى قوة وامكانية الوحدة الوطنية في بناء الدولة مؤسساتها المختلفة لاعادة الاستقرار والآمان واتخاذ المواقف المبدئية الصارمة ومن بينها مفاتحة قوات الاحتلال على وضع جدول زمني لانسحابها وعند ذلك سيجد ان قوته مستمدة من التأييد الجماهيري الواسع له.
لقد كانت تجربة الايام السابقة وبخاصة بعد تفجير المرقدين والاعتداء على اماكن العبادة والتفجيرات العشوائية وتصاعد الجرائم المختلفة دليل لا يقبل الدحض على مدى خطورة الاوضاع ومدى استخفاف القوى الظلامية بالعملية السياسية ومحاولاتها للابقاء على القوات الاجنبية للاستمرار في حججها لشعل فتيل الفتنة الطائفية، فعلى الذين لم يسمعوا النصائح سابقاً ان يفتحوا عقولهم قبل آذانهم ويفكروا بموضوعية. ان مصلحة الشعب فوق اية اعتبارات ضيقة، وان لا ترمى الاخطاء وضعف اداء الحكومات على عاتق الآخرين، وتفلسف المواقف بعيدياً عن عما يخطط على ارض الواقع.. ولا يصدقوا، كما كتبنا وقلنا عشرات المرات: ان الامور على مايرام وانهم اجتازوا المخاطر وجاء دور المغانم لأنهم على القائمة نفسها اذا تسنى وفشلت العملية السياسية وتطورت الازمة الى ما لا حدود.. فالحذار.. الحذار من الطائفية والحرب الاهلية، فلا وألف لا للطائفية والحرب الاهلية وكل المساندة والتأييد للوحدة الوطنية التي بواسطتها سوف يجتاز العراق محنته الراهنة. نكرر كما اكدنا.. هل من ينتصح من القوى السياسية الدينية.. فانما الدين النصيحة.