| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأربعاء 19/8/ 2009



رد على مقال سيء مرتبط بتاريخ أسوأ

مصطفى محمد غريب

من الصعب بمكان أن يفهم البعض ممن يخلطون الأوراق ويحملون الحقد والكراهية إنهم يبلطون البحر عندما يحاولون تشويه المواقف والتلفيق ضد القوى الوطنية الشريفة وفي مقدمتها الشيوعيون العراقيون هؤلاء ما زالوا يعيشون في مستنقع العداء للشيوعية وهم يبررون مواقفهم بالوطنية والحرص على الوطن وينطلقون من التحريض المباشر ودفع السلطات الحاكمة في القيام بمحاربة الشيوعيين بطرق وأساليب كثيرة وهذه الجهات وبخاصة في بعض وسائل الإعلام وأشخاص يحلمون بمجازر ارتكبت بحجة الدفاع عن الوطن منذ إعدام كوكبة الشهداء الشيوعيين في العهد الملكي يوسف سلمان يوسف " فهد " وزكي بسيم وحسين محمد الشبيبي وهم يمنون النفس بعودة حمامات الدم التي قامت في 8 شباط 1963 الدموي وانقلاب 17 تموز 1968 وحمامات دم أقيمت أثناء الحروب لتنتشر مرة أخرى المقابر الجماعية هؤلاء الذين يمنون النفس بالضلالة لا يمكن أن يدركوا مفاهيم قوانين التطور وهم يتصورون إن إزالة من يختلف معهم في الرأي بطريقة السحق والقتل سوف تجعلهم ينجحون في مساعيهم لعودة التاريخ إلى الوراء ولكن هيهات فهم متخلفون لا يفقهون قوانين التاريخ وإلا لماذا ينتهجون في كل وقت وعصر نفس الأساليب ؟ هذا التخلف وهذا الجهل بالقوانين جعلهم لا يدركون أن المجتمعات الإنسانية بما فيها المجتمع العراقي لا تخلوا من الأحزاب والأيديولوجيات التي تمثل الطبقات والشرائح الاجتماعية وتدافع عن مصالح هذه الطبقات وهذه الشرائح الاجتماعية وهذا التخلف يجعلهم يروجون لمحو هذه الأحزاب بالقوة وبالتحريض مثلما يريد مثلاً كاتب المقال حميد الشاكر " هل سينتهي مصير الشيوعيين في العراق كمنافقي خلق الإيرانية " فعلى الرغم من حديثه المعلن بالدفاع عن الدولة العراقية والدستور لكنه يصب حقده الأعمى ضد الشيوعيين ويطالب بنفيهم من العراق ولعله نسى أن الشيوعيين العراقيين ليسوا أفراداً وأرقاماً يستطيع هو وبجرة قلم أن يدفعهم لمصير ما يدعي به " منظمة خلق الإيرانية " وعلى ما يبدو إن حسه الطائفي لا يجعله يدرك أن الانتفاضة في إيران قبل أيام ما هي إلا عبارة عن رد موضوعي لأفكاره وأفكار من يريد أن يلغي الآخر بحجة الحرص على الوطن التي تطالب أن يكون مصير الشيوعيين العراقيين الذين يزداد بهم شرفاً كل وطني غيور على بلاده وشعبه بما قدموه من تضحيات جسام ونضال أكثر من( 75 ) عاماً لنصرة ليس شعبنا فحسب بل لجميع شعوب العالم وفي مقدمتهم الشعوب العربية، أم انه ينسى وهو النعامة شهداءهم ومواقفهم البطولية، وإذا كان الشيوعيون العراقيون مثلما يحاول التلفيق والإساءة لهم لا يؤمنون بالشعب وقواه الوطنية الحية فلماذا قدموا كل ما باستطاعتهم لتعديل العملية السياسية والخروج من المحاصصة الطائفية إلى الوطنية الرحبة وتقديم كل ما يمكن في سبيل القضاء على الإرهاب بشقيه السلفي والأصولي والتوجه الجاد لبناء الدولة المدنية الدستورية الاتحادية على أسس ديمقراطية صحيحة والالتزام بلوائح حقوق الإنسان وإنهاء التواجد الأجنبي من على ارض العراق وخروجه من الفصل السابع وهم يصرون على تداول السلطة بالطرق السلمية ووفق معايير انتخابية ديمقراطية، لكن حميد الشاكر بموضوعه المنشور في الموقع الالكتروني "صوت العراق" بتاريخ 17/8/2009 يتناسى أن الشيوعيين العراقيون مازالوا يقدمون الشهداء ويقفون بكل ايجابية وشجاعة مع كل من يريد بناء العراق غير التبعي واللاطائفي، عراق الديمقراطية والاستقلال، فهل يريد أن نذكر له الأعداد والأسماء؟ أم انه يعرف ويضع رأسه في الرمل؟. ولا نعرف وبسبب حقده وتخبطه هل اطلع على المشروع الوطني الديمقراطي للحزب الشيوعي الذي نشرته كل وسائل الإعلام وترجم إلى العديد من اللغات؟ وهو يغالط في اتهاماته أم انه لم يطلع وهي مصيبة أعظم من إطلاعه؟ فإذا يدعي الوطنية حقاً ويريد للعراق الجديد الخير والعافية والتخلص من الإرث القديم والجديد عليه أن يقرأ المشروع بتأني وضمير نقي وحيادي ويقارنه بالمشاريع الأخرى؟ اللاموضوعية التي كتب فيها المقال السيئ عبارة عن مغالطات وحشر الكلمات والخلط في التسميات فنحن لا نعرف من يعني بهم اليسار الشيوعي عندما يكتب " هل يعتقد " مثلاً " اليسار الشيوعي العراقي عندما ينجح بمخططاته الإعلامية تدمير العراقي القائم اليوم سيكون التالي المهيأ لقيادة العراق الجديد؟" من هم اليسار الشيوعي ليحدد بالتسميات وليس بالعموميات حتى إذا ما جوبه بالرد ينتقل من مكان لآخر مؤكداً انه لا يعني هذا الحزب بل ذلك التجمع وعلى ما يظهر أن هذه التسمية تعشش في ذهن الكاتب " اليسار واليمين " مثلما كتب عنها سابقاً البعض من ذوات العاهات الفكرية لأن الشيوعية وحسب منظريها وفي مقدمتهم كارل ماركس أشاروا أنها أيديولوجية الطبقة العاملة بشقيها اليدوي والفكري ومن يخرج عن هذا الإطار وان ادعى التمثيل فهو يخرج إلى مواقع وأيديولوجيات أخرى ففي البداية يتحدث عن الشيوعيين العراقيين وبالتأكيد هو يعني أيضاً الحزب الشيوعي العراقي ثم يضلل القراء عندما انتقل إلى اليسار الشيوعي وهذا الانتقال يراد منه تعتيم المواقف وجعل المتلقي يتخبط بين ما قاله الكاتب في البداية وما ذكره بعد ذلك، واخذ يقدم لهم النصائح الأبوية وهي قمة الازدواجية في شخصيته الثقافية والسياسية وخلطاً ساذجا وغير محبوك في عملية إعلانه " أنه دفع ضريبة الدم لبناء العراق الجديد" وكأن الشعب والقوى الوطنية والديمقراطية بما فيهم الشيوعيين العراقيين سلبيين في تضحياتهم، لأن العراق الجديد الذي يعمل كل الوطنيين والديمقراطيين من اجله ليس كما يريد حميد الشاكر بل عراق الوحدة الوطنية الذي يؤمن للمواطنين حريتهم وكرامتهم ولهذا يقفون مع كل من يهدف إلى تحقيق هذا الهدف الجليل وأقلامهم كانت ومازالت نظيفة وواضحة كل الوضوح فيما يخص البناء والتقدم وليس كما يدعي أنهم يريدون إسقاط هيبة الدولة أو يحاولون مثلما يذكر عقله المريض لبسط هيمنتهم على الدولة فهم ليسوا باطنيين في أهدافهم ومواقفهم وليسوا ممن يطعنون ظهور حلفائهم وأصدقائهم ولو نظرنا إلى مقاله الوطني جداً!! لما وجدنا كلمة واحد تدين احتلال العراق وتطالب بالعمل الجاد من اجل خروج القوات الأجنبية فهو يتحدث عن سقوط النظام البعثصدامي وكأنه هو وجماعته قد أسقطوه وحرروا شعبنا منه، أما الريالات السعودية والدولارات الأمريكية التي أشار لها فهي تعرف طريقها وهي بالتأكيد ليست لجيوب الشيوعيين بل جيوب أولئك الذين يتسابقون في العداء لهم ويكتبون أوسخ واعفن المقالات لتشويه نضالهم وتاريخهم وكل الذين أعلنوا عداءهم للشيوعيين عبر التاريخ كانت جيوبهم مملوءة ليس بالريالات أو الدولارات فحسب بل بالجنيهات الإسترلينية وقد يكون جيب الكاتب اقرب من أي مواطن وطني شريف يحب وطنه ويتمنى له الخير ويعرف منهم المخلصين له، وتدلل هذه النوايا الحاقدة والجاهلة حتى بأبسط مفاصل التاريخ والعملية السياسية والتوجهات الوطنية على مدى الضحالة أو التستر على ما يدور في العراق والقضايا المطروحة التي يجب أن تعالج وفق منظور تقدمي وديمقراطي بدلاً من خلق الأعذار والتخبط والركض خلف شعارات لن يحصل منها المواطن إلا على الخيبة والتراجع والنكوص مثلما حدث وبشكل ملموس في انتخابات مجالس المحافظات الذي لم يصوت حوالي 49% من الذين يحق لهم التصويت بسبب هذا الغموض وعرقلة تقدم العملية السياسية والشعارات الفضفاضة التي كشف عنها النقاب باعتبارها شعارات لم يتحقق منه إلا النزر القليل، فهل يسأل نفسه المشبعة بالوطنية للكشر!! لماذا انكفأ هذا الكم الهائل من الجماهير بالمقارنة مع الانتخابات التشريعية وعملية التصويت على الدستور؟ أم يريد من الشيوعيين أن يغمضوا أعينهم؟ عن هذا الانهيار الأمني والاضطراب الأمني المنفلت والمستمر واكبر برهان هذه التفجيرات التي حدثت يوم الأربعاء 19/8/2009 التي راح ضحيتها أكثر من (600) مواطن بين قتيل وجريح، أو الفساد المالي والإداري وحرامية وزارة التجارة وحرامية النفط وغيرهم كي يمتدحهم ويمتدح إعلامهم الذي حسب اتهامه المريض "لترويج إرهاب فكري وعملي ولدق إسفين " فمتى كان الشيوعيون يدقون إسفيناً بين أبناء الشعب ويروجون للإرهاب وهم ضحاياه منذ تأسيس الدولة العراقية وطوال الحكم البعثصدامي؟ إن المنافقين هم هؤلاء الذين يحاولون خداع شعبنا والضحك عليه بالشعارات، وهؤلاء سوف يرفضهم الواقع والتاريخ وسيكون مصيرهم ليس أفضل من مصير العهود السابقة التي رفعت شعاراتها الوطنية جداً!! تزامناً مع العداء للشيوعية والديمقراطية والشيوعيين والديمقراطيين وها هي الحياة خير معلم وخير حكم ولهذا ستكون جميع الأقلام التي تريد بث الشقاق والنفاق وخلط الأوراق وتشويه الواقع والتاريخ في مزبلة نتنة لأنه المصير الحتمي لها وسوف يبصق الشعب عليها وسيكون عاراً يلحق بكاتبيها أينما كانوا حتى في قبورهم التي سينبت عليها الشوك والعاقول بدلاً من الورد والأزهار، فموتوا بغيضكم لابد أن يبنى العراق على أساس المواطنة ولن يكون حكراً لفئة تتسلط على فئة أخرى ولن يكون إلا بلداً ديمقراطياً لكي يستمر فيه التقدم والبناء والازدهار. أما التهديد الذي أطلقه الكاتب الموما إليه بالقول " أن لصبر العراق حدود" فهي موجه له ووجهت لغيره في الماضي وفعلاً أن الشعب العراقي ما عاد يخدع وليس له ثقة بكم لأنه يدرك لعبكم واستهتاركم بمصالحه ومصالح الوطن والحديث عن وطنيتكم عبارة عن زيف تريدون به مآرب أخرى غير نزيهة ولدق إسفين بين القوى الوطنية والديمقراطية وبين مكونات الشعب العراقي .
 
 


 

free web counter