| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الجمعة 18/4/ 2008



نشأت الدولة ووظائفها ليس بالخدعة
من خلال اصطدام سيارتين

مصطفى محمد غريب

تقرأ بين فترة وأخرى حرف الدال أمام أسماء البعض من الكتاب أو المثقفين متزامناً مع عنوان المقال المثير الذي يُغريك بالقراءة فوراً فتحزم أمرك لمعرفة قيمته الثقافية وبعده الفكري إلا أن هذا الإغراء ينتهي تدريجياً عندما تواصل القراءة فتجد الفراغ المعرفي بالتاريخ والوقائع وتشويش في الفكرة وضعف في التحليل، اسطر لا تشبه اسطر تليها إلا بالحروف والكلمات ، العنوان الذي كنت تظن انه يعني أو يبحث في ما يعنيه أو يكون رمزاً له ليس له أي صلة بالنص المكتوب لا بل يجعلك تؤمن أن النص لا يشبه نفسه بل هو عبارة عن نصوص متناقضة ليس لها أية صلة ببعضها مما يخلق وعياً متناقضاً عند المتلقين الذين لا يتمتعون بحصانة فكرية ولا مستوى ثقافي يؤهلهم لوقايتهم من التشويه الفكري ويضبب وعيهم مما يطرح من أفكار لا تتشابه وليس لها أي موضوعية من هذا المنطلق أجد من الضروري أن ينتبه الذين يكتبون بطريقة الإشارات إلى جعل إشاراتهم نصف واضحة على الأقل، لن أسجل هنا الأسماء التي تكتب بلغة مسمارية على أساس أنها فلسفية أو تحليلية شقندحية لكن أقول ناصحاً كلما كان الكاتب عميقاً وموضوعياً فانه حتما سيخدم الوعي الاجتماعي لدى المتلقين وأنا من ضمنهم وكلما حاول أن يتعالى وكأنه يعيش في برج من زجاج فانه يرتكب حماقة كبيرة لاستمرار انعزاله عن قضايا الناس، الذين يكتبون للناس يعيشون في قلوبهم ويأرخهم التاريخ وينصفهم اهل المعرفة ويبقون في ذاكرة الاجيال
.................................
.................................
لم اصدق نفسي وأنا أقرأ مقال حول التطابق بين الشعب العراقي والنظام الملكي في العراق وعدم وجود تناقضات وكل شيء كان على ما يرام هي خدعة يراد منها تشويه التاريخ أقول فقط في زمن الملكية نشأت اكبر مدينتين من الصفيح والحصير وهما مدينة ( الشاكرية ) في الكرخ ومدينة ( الميزرة خلف السدة ) في الرصافة حيث ضمت عشرات الآلاف من العوائل الفلاحية والفقيرة والفئات الكادحة هاربة من ظلم الإقطاع في الجنوب والوسط المدينتين أو الحيين لا كهرباء ولا ماء لا طرق معبدة ولا مدارس ولا مستوصفات أو مستشفيات تشقها جداول من المياه الآسنة التي تتجمع بفعل مياه الأمطار في الشتاء و بالماء الثقيل الذي يرمى فيها وتلال الزبالة التي تملأ الطرق الضيقة ولعل من يتذكر جيداً كم كنت العدالة سائدة ما بين حي المنصور وكرادة مريم وغيرهما من أحياء الأغنياء ويقرأ حول العدالة والمساواة والعصر الذهبي يقول صارخاً أي تطابق هذا وأية عدالة تلك، كما صعقت وأنا أقرأ مقالين عن أسباب قيام الدولة وما هي وظيفتها في البداية كنت تواقاً للمعرفة لكي اغني ما حصلت عليه من قراءات ودراسات عن كيفية نشوء الدولة وما هي وظائفها الأساسية إلا أنني بدأت أقرأ هذرا ليس له ارتباطاً بالعنوان ولا اعرف كيف يمكن أن يُنشر موضوعا مهما وخطرا في صحيفة الكترونية معروفة أو في صحيفة عادية بدون التمحيص والتدقيق لكن على ما يبدو أن الزمن ما زال زمن الأسماء المعروفة!! بقيت أتابع القراءة فوجدت أن الكاتب يكتب حكاية في القمر ليس لها ارتباط بالواقع فهو يتحدث منذ المقال الأول عن مبرر وجود الدولة فيقول " لفهم هذا السر المغيب " أي عاقل يفهم في التاريخ باعتباره من صنع البشر يعرف مبرر وجود الدولة والا ما هو ارتباط وجود الدولة بموت ملوك فارس في العصور القديمة ، الدولة كانت قائمة أساساً وسلسل الكاتب أمثالا وقصصاً تاريخية لصراعات على كرسي الحكم ويتدرج حول قضية تسميم عمر بن عبد العزيز في العهد الأموي ثم قتل المأمون اخية الأمين في العهد العباسي وقتل العثمانيين جميع أخوتهم فتوى من شيخ الإسلام وجميعها قضايا ثانوية مرتبطة بنزعة الحكم والكرسي لدى الأمويين والعباسين والعثمانيين، وعن ايفان الرهيب الروسي وعن حوادث أخرى واغرب تفسير صادفني حول مصدر قيام الحروب بين الناس إلى حد قول الكاتب " الحروب ظاهرة مترافقة في الصراع بين الدول أو أثناء تحلل الدول" . الم تكن الحروب ومنذ نشوء الطبقات اقتصادية تحت تسميات يراد منها حجة للحرب، اقرب الحروب الحرب العالمية الأولى أليست من اجل إعادة توزيع الأسواق وحتى الحرب الثانية مثلا في بدايتها الم تستهدف الاحتلال العسكري لنهب الموارد الطبيعية لدى البلدان الأخرى وهنا لا نريد التفصيل في أسباب الحروب التي قامت في التاريخ ؟ .

أما اكتشافاته حول إثبات أسباب نشوء الدولة بالتعريج على حوادث ومنها حديثه عن " اصطدام سيارتين وبحضور الشرطة تثبت الدولة نفسها " أو تفسيره الفظيع غير المتوازن حول مصدر الحروب وقيامها " الحرب ظاهرة مترافقة في الصراع بين الدول أو أثناء تحلل الدول" وكأن الحروب نزعات عاطفية وذاتية بين الناس لا تحكمها قوانين اقتصادية ، أو صراع من اجل المصالح الاقتصادية.\عندما فسر ويفسر علماء الاجتماع والفلاسفة نشوء الدولة ووظائفها يؤكدون على أنها " أداة التسلط السياسي في المجتمع الطبقي " وليس أداة لعداءات شخصية ونتوصل فوراً إلى الاستنتاج التالي مادامت مرتبطة بالمجتمع الطبقي ونشأت بوجود الطبقات وليس غير ذلك فيعني أن وجودها طبقياً والإثبات هو التدقيق في من يقود الدولة ووجودها ووظائفها معروفة أكثر ليس عن طريق اصطدام سيارتين ومجيء الشرطة بل من خلال الطبقة السائدة في المجتمع وعلى الرغم من دور الأفراد فان ذلك لا يشكل إلا جزء صغيراً من العملية برمتها وكونها نشأت وكأنها جهازاً خاصاً يحمي " النظام العام " لكن جوهر وجود هذا الجهاز هو خدمة أهداف الطبقة السائدة بواسطة الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية والمؤسسات التابعة وهو مظهر خارجي إما الجوهر الحقيقي في المجتمع الطبقي الاستغلالي فهي تؤدي دورها التاريخي طبقياً وفي الوقت نفسه شكلياً ومن اجل خدمة الهدف الأول تحاول الموازنة في القضايا الثانوية وكأنها تحمي " النظام العام " ومن خلال التاريخ فقد اطلعنا على نشوء العديد من الدول والإمبراطوريات وكل دولة انحصرت بعهد الطبقة السائدة فكانت الدولة العبودية في عهد التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية للعبودية والدولة الأخرى في العهد الإقطاعي ثم العهد الرأسمالي وتنوعت الدول ما بين الملكية المطلقة والدستورية وما بين الجمهورية البرجوازية وتطورت الدولة في العهد الرأسمالي وعلى الرغم من العديد من النجاحات في الحقوق المدنية والسياسية وبسبب نضال الطبقات والفئات الاجتماعية الكادحة فان الدولة ما زالت تمثل مصالح الطبقة الرأسمالية السائدة ونلمس من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية كجمهورية وبريطانيا كملكية وغيرها من الدول الرأسمالية الصناعية المتطورة والأقل تطوراً.

هكذا ولدت الدولة وها هي وظائفها فلا داعي لتشويه وعي الناس باحاجيج طلسمية وطلاؤها بالمقولات الدينية مثلما فعل الكاتب في مقالته .





 


 

Counters