| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأثنين 18/1/ 2010



حسن الجوار وصداقة بدلاً من عداء دائم بفرض الأمر الواقع

مصطفى محمد غريب

إيران جارة للعراق ولا يمكن التخلص من هذا الواقع الجغرافي أو تبديله أو تغيره ويدرك كل ذو بصيرة أن من الأفضل لإيران قبل العراق تحسين صورتها بإتباع سلوك حسن الجوار والتعاون على أساس المصالح المشتركة ونقول قبل العراق لان الأخير هو ضحية لفترات مظلمة من قبل حكام ظالمين وعلى رأسهم البعثصدامي وعندما تخلص من ذلك التسلط والحكم الدكتاتوري ابتلى بالاحتلال وبالإرهاب والمليشيات المسلحة الخاصة وتدخل البعض من دول الجوار وفي مقدمتها إيران في شؤونه الداخلية التي سمحت لنفسها باحتلالها أراضي عراقية والسيطرة على بئر الفكة النفطي العراقي ولن ندخل بالتفاصيل المملة المعروفة لهذا الحدث بسب انسحاب الجنود الإيرانيين النسبي وهذا ليس إنكار معاناة الشعب الإيراني الصديق من مآسي الحرب التي شنها النظام السابق في 22/ أيلول/1980 بدون أية قناعة من الشعب العراقي بل العكس فقد وقف ضد الحرب وهو غير مسؤول لا عنها ولاعن تبعاتها وقد خسر العراق وشعبه مثلما خسر الشعب الإيراني ومن جملة ما خسر قبل الحرب إبرام اتفاقية الجزائر التي بموجبها منح صدام حسين أراضي عراقية بالاتفاق مع الشاه المقبور لكي يقوم بمحاصرة الكرد العراقيين وإفشال حركتهم المسلحة الهادفة إلى الحكم الذاتي الحقيقي وليس المزيف الذي خطط له النظام الصدامي تلك الحقبة من التاريخ وما بعدها بقت اتفاقية الجزائر على حالها ولم يبادر أي من الطرفين إلى التفاهم حولها وبخاصة بعد سقوط النظام وقد استغلت إيران هذه الاتفاقية بالتجاوز على الحدود العراقية وكأنها تريد أن يسلم العراق بالواقع والراهن على الرغم من الغبن الذي لحق به واستمراره، والجميع يعرف بما فيهم حكاك إيران الحاليين إن إبرام اتفاقية الجزائر هو بالضد من مصلحة العراق على الرغم من أن صدام حسين ألغى الاتفاقية بعدما بدأت الحرب العراقية ــ الإيرانية وفي الجانب الثاني لم تكن الحكومات العراقية المتعاقبة في موقف قوي كي تبادر وترفض هذا الواقع المنسوخ وتطالب بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات وتعديل الاتفاقية لضمان وعودة الحق العراقي بما فيها قضية الحقول النفطية العراقية وشط العرب وبعدما أصبحت التدخلات الإيرانية مفضوحة وعلى جميع الصعد بما فيها احتلال الأراضي وحقول نفطية وتجاوزات مائية بدأ التحرك العراقي ولكن بشكل ضيق ومحدود بسبب التحالفات والتعاون بين البعض من أحزابها يمتد إلى زمن تواجدها السابق في إيران ودعمها مادياً وإعلامياً من قبلها لكن احتلال البئر النفطي (فكه) المتكرر والدعوى الإيرانية بان لها الحق في استغلال الحقول النفطية حتى داخل العراق وضع المتحالفين معها في موقف حرج أمام الشعب العراقي الذي عبر عن احتجاجاته وتظاهراته وتجلت مذكرتي احتاج من وزارة الخارجية العراقية إلى الحكومة الإيرانية عن الموقف الرافض للاحتلال مهما كانت دعواته لأنه  :
أولاً: تجاوز على الحدود الدولية واحتلال أراضي الغير بالقوة
ثانياً: بالضد من المواثيق والقوانين الدولية والإقليمية

وعلى الرغم من إنكار الجانب الإيراني بعدم استلامه أي مذكرة احتجاج فقد أعلن وكيل وزير الخارجية محمد الحاج حمود انه سلمها بنفسه إلى السفير الإيراني أما المذكرة الأخرى فقد سلمها وكيل وزير الخارجية الثاني لبيد عباوي ولا يمكن دحض ذلك، لقد أدت الاحتجاجات والمواقف الرافضة إلى قدوم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي ولقائه بوزير الخارجية هوشيار زيباري حيث صرح " اتفقنا على تطبيع الأوضاع الحدودية وعودة الأمور على ما كانت عليه سابقا" وهو أمر حَسِن و جيد وبخاصة إخماد فتيل الصراع الذي قد يؤدي إلى صدامات عسكرية ويستغل من قبل البعض لتعميق الأزمة الحدودية وهنا نذكر على الرغم من الضعف العراق في المجال العسكري لكن عندما يجر المس بالسيادة الوطنية فان الأكثرية من الشعب العراقي ستقف صفاً واحداً للدفاع عن الوطن وهو ما حدث لإيران نفسها في الحرب مع العراق القوي عسكرياً أكثر منها بعدما انهار الجيش الإيراني بعد الثورة ، لكن في الوقت نفسه نؤكد إن نزع الفتيل وتطبيع الأوضاع الحدودية يجب أن يصاحبه التمسك القوي بحقوق العراق وعدم فسح المجال لأي مساومات لتحقيق هذا المبدأ الوطني ولكي تكون الحلول عادلة كي يتم إزالة التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين وتفعيل التعاون الاقتصادي بما يخدم المصالح المشتركة وهي كثيرة وعلى الرغم من عودة الأوضاع بشكل طبيعي بعد عدة لقاءات فالضرورة تستدعي الإسراع في تشكيل اللجان الفنية لترسيم الحدود البرية والمائية وإنهاء كل ما يشكل خطراً على عودة التلكؤ ودخول الجيش الإيراني للأراضي العراقية وبهذا تبدأ حقبة جديدة مبنية على الثقة وحسن الجوار من اجل صداقة وتفهم ودي طويل الأمد بين البلدين والشعبين الجارين بدلاً عن عداء دائم بفرض الأمر الواقع من قبل إيران لأن العراق ليس بالأمارات العربية وستكون هذه القضية بؤرة دائمة لتفجيرات قادمة لا تخدم الطرفين ولا المنطقة .




 

 

free web counter