| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

                                                                                  الأحد 17/7/ 2011

 

يونس دخيل الرحلة في بطن الحوت

مصطفى محمد غريب


في يوم النشر بلا خدعة في البوقْ
نادى البواق المتخفي
هل تنشر أسماء القتلى والجرحى،
والمفقودين المنسيين،
وبقايا الأحياء الموهومين،
أو أسماء المدن المطحونة بالطاعون؟
ردت أصداء الصوت على الجدران
تبقى بغداد بلا أبواب
لكنْ.. مختومة باللون الأسود
كي تبقى في الأكتاف علامةْ
يبقى الشط الموروث من الجنة.. لا ماء .. لا أسماك
لا يسقي شجراً أو زرعاً أو أجناس
وعلى خطوات منا ثمة بحر يصرخ
كثغاء الخرفان..
انتهكوا عرضي الغرباء.
يا متبضع في الثلث المنسي من صحراءٍ مثقلةٍ بالإثم
حيث تباع نساء الشدّة
ويباع الأطفال على المدّة
وشيوخ القوم يساقون لحربٍ جنسية
في الأرض المثكولة
اسمع مني قول الحكمةْ
فحضارات تبني نخاسة
وعلى شكل " الرابوتات " المخصية
يتذبذب جسمٌ منقوش في عظم الحوت
يونس قد جاء الاسم على جدران الثيران القدسية
رسمٌ يتغير في الطقس إلى خلفاءٍ وملوكٍ، أمراءٍ كالصبيةْ ، رؤساءٍ بالجملة
وإلى سفنٍ وقوارب من زيتٍ
وإلى أحصنةٍ وجمالٍ وحميرٍ تعرج
واسودٍ ونمورٍ وفهودٍ وضباعٍ وذئابٍ بشرية
الرسم المرسوم على القفص الصدري
من زيتٍ وعظامٍ بشريةْ


قال الحوت المتحين في لحظة نشوى
في بحر الظلمات
يونس في بطني ما ماتْ.. ولهُ أحفاد الأحفاد
عاش الألف وعاش الآخر ، والألف المليون،
كان ينادمهمْ في سر المدن البحرية،
يسأل عن فقدان الآثار
يسأل عن منْ يبدأ في اللحظة
عن منْ يَقْرضُ مَنْ!
عن منْ يجلس منتظراً نجمة
هبط الشاطئ محروساً بالجنيات المصنوعات من طينٍ أسود
يحمل حرْبات مصقولة بالفضة
تَخْفِت تحت الشمس ولا تبرق
ودروع قبائل من آثار ثريد القحط
بركتْ مثل بعيرٍ يبرك في الرمل
وأقام صلاة الإفلات
يونس قام بحُلم البحر ،
وغياب الأيام
وأحس على دقات الساعة
وبسبابته خلط البحر فقامت زوبعة الأصداف
إعصار هاج وماج
هبت ريحٌ.. بسموم الثالوث على بغداد
والمدن الغزوة
فأقام حِداداً للدفن على دفعات
ولرفع السبابات خضوعاً


قال الحوت المتربص بالبحر
يونس في بطني ما عاش وما مات
وله أحفاد الأحفاد
بل قام وغنى
رتّل اسم الرب على دفعات
أحيا، قالوا الأموات
يونس بحار من زئبق
يفلت من دحرجة السفن الغرقى
ليقيم العدل على ظهر الحوت
يبني جناتٍ وقصورٍ لجواري المتعة
يونس شق طريقاً للضفة الأخرى
ورأى في عينيه نخيلاً وبلاداً ما بين النهرين
قد جفتْ كالربع الخالي
حط على بابل كالطير الشارد
يبحث عن أيوب
نبيُ الصبر
قال الحوت " للصبر حدود "
يونس قال سأرجع للحوت
لن اخرج حتى أدرك أن الحوت
كان غبياً
وبقى بغباءٍ ينتظر الإفلات
يعلن عن اسمي
وكأن خروجي موقوت.


يونسْ يتكرر في بطن الحوت
يبقى مشلولاً
في موج البحر هديراً كالكرسي الهزاز
يترنح من يجلس لكن يونسْ ينتظر الإنجاز
في يوم النشر بلا خدعة في البوق
هل تنشر أسماء القتلى والجرحى، والمفقودين المنسيين على الدربِ، والسجناء الموجودين على الصلبان، وبقايا الأحياء الموهومين؟
هل تنشر أسماء الجلادين السريين وليس العلنيين؟
كي تخرج من بطن الحوت الأحشاء
وليلغي يونس رحلته..

 

3 / تموز / 2011










 

 

 


 

free web counter