| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأحد 16/3/ 2008



وبقى السؤال يحاوره الجواب

مصطفى محمد غريب
 

أغوص لا انوي النكوص عن الطريق

إن النكوص ساحة الحقد وطغيان العلل

يبدو مساء مثل مجزرة الخراف السرمدية

وفي الصباح مثل مزرعة الوباء

أغوص من قهري ومن جزعي المعلب في السكون

فأرى من الرايات أفواجاً من الجيش المُخَلّب بالضباب

وارى من الأفواه مصيدة على الأبواب تَفْتَتِحُ الضغينة

ثم التجني غاية

وتهافتاً

نحو الخراب

ماذا سيجري من بقاء القبعات؟

ماذا سَيَتّبِعُ الجديد من الحديد؟

ماذا سيهبط في سنا رؤيا؟

فيها المحارم فرجة

وصعودها قمم العذاب على العذاب

فيها التجانس باطلاً

ومحرماً

إلا إذا جاء الوباء محملاً بالغث والموت الزؤام

فأكون في ذاك الطريق موزعاً

ما بين مذبحة القراءات البطيحة

أو الهروب إلى الوراء

هي حالة حُجبَتْ عن الإدراك كي تعمي البصيرة

وتقوم كالجدب المبطن بين أضلعنا الكسيرة

طوفانها البشع المرير،

من العهود المظلمات

خلق التدنى والتخوف من دوائرها العقيمة

وسرابها غاصت بهِ،

أقدامنا نحو العقاب إلى البعاد

فَتَزاحمتْ تلك الرؤوس نحو قامات غفيرة

وَتَجرحتْ تلك الصدور من اللطم المسربل بالسواد

وَتَدارَكتْ نفسي من الغوص المعمق في ترانيم الهزيمة

تلك القوانين المصاغة في البداية للبشر

نحنُ الذي من أبدع القانون تاريخاً وحكمةْ

لكننا صغنا على العكس القوانين الضريرة

وبقى اجترار القول عادات عقيمة

وتحققت تلك النبوءة بالتراجع والتشرذم والهبوط

وبقى التفاخر عندنا سمة الصراع

فنمى وفي عقلي السؤال على منابرهم كظيم

أأغوص أم ذاك التمعن في مضامين الطريق

سيكون ملهمتي إلى الإبحار

فأرى من الحدث المرير

لخروج باقي القبعات

ويدخل الطاغوت من نفق التضاريس القليلة

وفي جلالته مضاريط السيوف

وعفونة الجزع المحيط

وفي الهتافات التي جُدعَتْ لتعلن من بطون

وأن تكون من التوابع والمحارم

وأن تكون من الذين يلفظون ويحجبون

ويبحثون عن المخالب للضلوع

ومذلة الوجه القناع

صور القديم

بالفم نفديكمْ، ونسقيكمْ صراخ،

براحنا شهد الجلوس على الكراسي

يا سادة نخروا عظام البؤساء

وبقوا كما من ألف عام

على الطريق قاعدين

وشواخصاً بترت من الماضي ونامت في الفراغ

وتحنطتْ

جراء مقصلة العويل

همْ يعبرون على أنامل من دموع

وإلى المآذن ينصتون

وعلى نواقيس الكنائس يرسمون

جسد الغريب

فأغوص من سفري المعمد بالنواح

سفرُ الطريق إلى الفراغ

سفر العويل

سفر الخشوع

سفرٌ تخادعه العيون

سفر الجموع

سفرٌ لقيطٌ راح يمتدح السراب

يبحث عن سربٍ من الماضي تعفن ذكريات

وَغَدا من الأيام قد قلنا عليها ماجدات

وبان منذ البدء رمز للسقوط

وقام فينا من الغل السمين

وسطا كما العقل الجذام

هذا هو التاريخ تسقط فوق معبره المكاحل

لتصاب بالرمد العيون

هم يقفلون على الناس العبور

هم يقفزون ويرسمونْ..

علماً على الأكفان منبعه الرجيف

هم يسرفون مباهجاً في ولع الغناء

والناس تفرح بالبكاء

يا غبرة الماضي ويا ملل تقاطعها الضنّون

هي سفرة أخرى تضيعْ

فيها البراري والخيول

فيها المقابر والسنين

صهباء من نجمٍ تفرق في الدنان.

ولا معينٌ لا مطرْ

ولا رذاذ ٌ لا شجر

سوى الحجرْ

سوى الغبار

سوى الرياح.

يا غبرة الماضي ويا مللٌ يداعبها الخيال

أأغوص في حمم التساؤل والتطفل بالقبول

تلك القوانين المصاغة في البداية للبشر

نحن الذي من أبدع القانون تاريخاً وحكمة

لكننا صغنا على العكس قوانين الجريمة

وبقى اجترار الفخر عادات عقيمة

لكننا صغنا قوانيناً تفاخر بالخضوع

فتحققتْ تلك النبوءة إننا لم نستفدْ

وبقى التفاخر علة

وبقى السؤال بلا جواب

وبقتْ قوانين المطاحن عندنا سمة الشموخ

وسط الشموع

وفي الهتافات التي

جراحها من البشر

فمتى نقول عن الجريمة أنها

القانون من عقل الرذيلة.

 

8 / آذار / 2008

 


 

Counters