| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأربعاء 16/12/ 2009



المعارضة الإيرانية الواسعة واتهامات السيد خامنئي

مصطفى محمد غريب

آية الله خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية (قدس الله سره!) هو الحاكم بالأمر وبقرار إلهي حسبما يشاع لأنه يؤمن بولاية الفقيه باعتباره الوالي المكلف بهذه المهمة وهذه قضية راجعة له ولأتباعه وهو حر فيها لكن أن يملي على الذين لا يؤمنون إيمانه ومعتقده فهذا غريب عن المنطق وفيه تشويه سياسي وديني وبخاصة تكفيرهم أو اعتبارهم أعداء جمهوريته الخالدة ويتهمهم بتهم أكل عليها الدهر وشرب أي أنها استعملت من قبل حكام وطغاة ودكتاتوريين وأباطرة فكان مصيرهم كما كان مصير شاههم شرطي الخليج سابقاً الذي ابتلى بهذا الداء ، داء الادعاء بالحق الموروث وحقوقية الحكم المطلق والعداء المستفحل ضد كل ما هو ديمقراطي ومعارض وطني وفي مقدمتهم حزب الشعب الإيراني، فليس من المعقول هذا الكم الهائل من المعارضة الإيرانية الواسعة والمستمرة الظاهرة والمخفية والتمردات الجماهيرية في البعض من الأقاليم الإيرانية ومن قوميات وعرقيات مختلفة أنهم مدعومين من " الفاسدين الملكيين والشيوعيين والراقصين والموسيقيين المبتذلين " ثم ماذا يعني قيام حرس الثورة والشرطة الإيرانية بإلقاء القبض على محتجين ومتظاهرين بسبب تمزيق صورة السيد خميني وتوجه الاتهام من قبل المرشد خامنئي لهم بمخالفة التعاليم الإسلامية لكنهُ لم يعر أية أهمية لقتل الإنسان بدون ذنب جناه ولمجرد انه معارض أو متظاهر سلمي وهذا مالا تقبله التعاليم الإسلامية وهناك نصوص قرآنية تؤكد ذلك، لكنه اعتبر الاحتجاج على حكمهم واضطهادهم إهانة لسلطتهم وهذا بون شاسع ما بين الادعاء بالتعاليم الإسلامية وبين سلطتهم والانتصار للأخيرة باعتبارها ملكهم الشخصي الذي لا يمكن التفريط به وإن كان ضده 90% من المواطنين الإيرانيين، ثم ليس من المعقول أن يتحمل المرشد خامنئي هذا الإثم بالاتهام وليس الظن "أن بعض الظن إثم" فلم يكن صياداً ماهراً للاتهام كما لم يكن أمهر ممن سبقوه من صيادين لشعوبهم وأعداء يدعون الإخوة والرحمة والحق والعدل بينما يوجهون جام غضبهم باستخدام أخس الوسائل من اجل البقاء على كرسي الحكم، وهو لم يصِب الهدف لأن الصيد أصبح أكثر صعوبة بل ارتد عليه ليفقده توازنه فهدد وأزبد وتوعد وارتد على كل من اصطف معه سابقاً وعارضه لاحقاً، لم يصب الهدف فالصيد بات صعباً فما عاد الناس أغبياء لحد السذاجة حتى يصدقوا محمد أحمدي نجاد بأن الولايات المتحدة تسعى لضرب إيران لأنها " تعتقد أن المهدي سيظهر في الشرق الأوسط ويجفف منابع الظلم الموجود في العالم، وهم يعلمون ( أي الأمريكان!!) أن الأمة الإيرانية سوف تساعد في تهيئة الأمور لظهوره وستؤيد حكمه " يريد أن يَصبر الناس على ظلمهم وبطشهم واستئثارهم حتى ظهور رجل من الغيب كي ينقذهم من الظلم !! ، يقول لهم خامنئي وبعده نجاد انتظروا واصبروا ولا تخرجوا للشارع وتصرخوا في وجوه الظالمين وتطالبون بحقوقكم المشروعة وتعلموا الصبر " الصبر مفتاح الفرج " لكن كما هو معروف أن تعلم الصبر قضية نسبية وممكن تفسيرها بمختلف التفسيرات ولها تفسيراتها في السياسة والمعارضة وفي هذا المضمار فَقَدَ خامنئي صبره مع المعارضة السلمية الواسعة النطاق والمختلفة الألوان التي كانت قد طعنت في شرعية انتخاب محمود احمدي نجاد وأظهرت مدى سعة عمليات التزوير وطالبت وهذا حق دستوري وقانوني وإنساني وديني بإعادة هذه الانتخابات أو على الأقل إعادتها في أماكن تزويرها ـــ فلماذا رفض خامنئي وجماعته المعممين طلب المعارضة العادل إذا كانوا فعلاً وقولاً يستطيعون الفوز؟ ـــ وإذا كانوا صادقين ولم يشاركوا في التزوير وإنها حسب قوله وأقوالهم كانت " عادلة وشرعية "؟ فالإعادة فيها الفائدة ليثبتوا للناس عدم صحة الاتهامات وأن معارضيهم عبارة عن قلة ليس لهم أي تأثير في إيران وأنهم فئة قليلة تقف بالضد من حكمهم وسلطتهم المطلقة .

المعارضة الإيرانية والمظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف من المتظاهرين أيها السيد المرشد خامنئي ليسوا فاسدين شيوعيين وموسيقيين مبتذلين وإلا لانقلبت إيران إلى مواخير للفساد والدعارة أكثر بكثير مما هو موجود في الوقت الحاضر والتي تزايدت عن الفترة السابقة نتيجة الفقر والبطالة وتردي الحياة المعيشية المعقدة التي تعيشها الجماهير الإيرانية الكادحة، فهل تناسيت ومن معك أن شاهكم السابق محمد رضا بهلوي كان بالضد من الوطنين والديمقراطيين والشيوعيين وجميع المعارضين حتى المستقلين بما فيهم الخميني؟ واليوم تجلس أنت على الكرسي نفسه وتقف على المنصة نفسها وفي الموقع نفسه لتكيل الاتهامات نفسها وكأنك الشاه ولكنك تلبس العمامة والعباءة السوداء بدلاً من بدلته الغربية ألم تتعلم من التاريخ وتجاربه أمامك لا تحصى؟ وهل تغمض عينيك على أن بين المحتجين والرافضين الكثير من رجال الدين المعروفين في الوسط الإيراني كإصلاحيين يريدون إصلاح النظام وقبول الرأي الآخر واحترام مشاعر الناس وعدم فرض ما لا يؤمنون به بخصوص " ولاية الفقيه" وقد ندد البعض منهم بما يسمى " معاداة الإسلام" الشعار الذي يستخدم عادة من قبل الحكام الظالمين ضد شعوبهم فمحمد خاتمي الرئيس السابق للجمهورية صرح " إن الاحتجاج واجب ثوري وديني " وهو بالضد من بيان لحرس الثورة الذي طالب " محاكمة ومعاقبة سريعة لمن ارتكبوا تلك الانتهاكات" المدبر من " متآمرون في الداخل " فهل اعتقال أكثر من أربعة آلاف وسقوط ( 36 ) مواطن إيراني حسب إحصائية للسلطات بينما المعارضة تؤكد أن عددهم ( 73 ) ومئات الآلاف من المحتجين والمتظاهرين متآمرون وخونة! ولماذا الحجة المسبقة تطلق بدون أي تحقيق ولا إثبات بتهمة التآمر على النظام مثلما أشار إليه المرشد خامنئي وأقطاب النظام من بينهم رئيس الجمهورية؟

قد يكون حديثنا ثقيلاً على أسماعكم وأسماع الذين يمشون خلفكم مخدوعين بما تطرحونه من قضايا دينية وطائفية وكأنها مسلمات جاءت من الغيب ويجب أن يخضع لها الجميع بدون استثناء وهو اكبر خطأ تقترفونه بحق الشعب الإيراني الذي اثبت انه لن يقبل الزيف والخداع وشعر بعد (30) عام من الحكم انه بقى يراوح في مكانه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقد أثقل كاهله الاضطهاد وإلغاء الآخر وحرمان القوميات من حقوقها وبالأسلحة التي لن تكون ذات فائدة لا اقتصادية ولا اجتماعية ولا ثقافية إلا اللهم الحرب والحصار والانعزال والأكثر جريمة هو السعي لامتلاك أسلحة الدمار وفي مقدمتها السلاح النووي بحجة أن الأمة الإيرانية تريد ضمان مستقبلها وكأن السلام هو الذي يدمر الأمم والشعوب ولا يضمن المستقبل وهو نهج خطر سيؤدي إلى نتائج مدمرة يصاب بها الشعب الإيراني الصديق الذي يحتاج إلى السلم والبناء والتقدم والعدالة الاجتماعية.








 

 

free web counter