| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الخميس 16/10/ 2008



المجموعات الخاصة لاغتيال النخب السياسية والثقافية الوطنية

مصطفى محمد غريب

العودة إلى ملف الاغتيالات وأنواعها وطرقها السالكة المعروفة وغير المعروفة يستدعى التوقف ملياً أمام جميع الاغتيالات التي نفذت ضد نقابيين وصحافيين ومثقفين وعلماء وأطباء وقادة سياسيين ومواطنين من مختلف الأديان وبخاصة المسيحيين والآزيديين والصابئة ولقد تنوعت الجهات التي اتهمت بأنها خلف الخطف وهذه الاغتيالات فمنها بالدرجة الأولى القاعدة وقوى إرهابية تكفيرية والمليشيات الطائفية المسلحة، ومنها مجموعات أسست للسرقات والسلب والتأجير تعاملت مع المنظمات أعلاه وفق بيع وشراء الضحية ووفق أثمان تقدمها تلك الجهات، كما أُتهمت في أكثر من مكان قوات الاحتلال الأمريكي وإيران وبعض الأجهزة الأمنية والمخابراتية المرتبطة بها ومن هنا يدل أن هذا التوجه بالتخلص من مخالفي الرأي والفكرة والعقيدة هو توجه منظم ومخطط يهدف إلى بث الرعب والخوف بين المواطنين واستمرار الاضطراب والانفلات الأمني أولاً، وثانياً تفريغ العراق من العقول العلمية والاختصاصات الأكاديمية الوطنية باعتبارها أحدى الأدوات الرئيسية التي ستساهم في البناء والتقدم، والثالثة الإبقاء على القوات الأجنبية أطول وقت ممكن، ففي الحالة الأولى وهي سياسة اتبعها النظام السابق بجعل المواطنين ينكفئون ولا يساهمون في الدفاع حتى عن أنفسهم أما في الحالة الثانية إبقاء العراق على حالته الراهنة مما يجعله ضعيفاً لا يستطيع حماية حتى نفسه من اضعف الأعداء، الثالثة هناك قوى تريد بقاء هذه الجيوش لحمايتها في الوقت الراهن،ومن هذا المنطلق ومنطلقات أخرى جرى تطوير عمليات الاغتيال حتى بات الاغتيال هاجس متواصل عند الناس وبخاصة في ظروف تعقيدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، لكن على الرغم من الجهود الخبيثة لتحقيق ما يخطط له فهذا الملف أو بالأخص الاغتيال لن يستطيع أن يوقف دورة التقدم وضد التخلف ومثلما الأرض كروية وتدور فان التقدم والتطور والخروج من الظلام إلى النور سيبقى يتقدم وفي النهاية ستكون الحياة بجانبه وتسقط جميع الرهانات التي تستهدف عقل الإنسان ونمو قدراته كفرد وجماعة من اجل أن تعم المساواة والعدالة الاجتماعية ويتحقق حلم البشرية في السلم والديمقراطية، احد هذه الرهانات ومثلما قلنا هي تكوين المجموعات الخاصة التي تدربت بشكل أفضل وبأسلحة أجود وبأموال باهظة وسلحت بأفكار إجرامية أكثر تطوراً، هذه المجموعات كلفت ليس بنمط محدد من الاغتيال بل بتوسعه ليشمل الجميع لكي لا تحدد جهة أو كما في قصة الحبكة البوليسية تتوسع التهمة وتتهم عدة أطراف مارست الاغتيال وما زالت تمارسه إلا أن ذلك لم ينطل على الذين يتتبعون ملفات الإرهاب والاغتيال ومن خلال الطرق الجديدة والاستهدافات الأخيرة وتسريبات خبرية فقد وجهت من قبل البعض التهمة إلى إيران في قضيتين الأولى كاتم الصوت الذي اغتيل بواسطته العديد من المثقفين ثم الثانية المجموعات الخاصة التي جاءت من رحم المليشيات المسلحة وبخاصة بعد هروب أو انتقال العديد من كوادرها إلى إيران حيث جرى تأهيلهم على فنّ جديد من القتل والاغتيال بهدف خلق فتنة واسعة تتهم فيها العديد من الأطراف وصولاً لعودة الوضع الأمني الهش جداً إلى نقطة الصفر وكل ذلك بذريعة وجود القوات الأمريكية والخوف من تدخلها في الشأن الإيراني الداخلي، إلى حد هذه اللحظة لم تعلق الحكومة العراقية بأي شيء حول الاغتيالات الأخيرة بواسطة كاتم السوط واهم مثال اغتيال كامل شياع وغيره وبقيت صامتة ومازالت على الرغم من المطالبة الشعبية الواسعة بالكشف عن الجناة الحقيقيين وعلى الرغم من تأكيدات البعض من المسؤولين في المحافظات على توسعها، كما أنها صامتة حول ما قيل عن المجموعات الخاصة واتهام إيران بأنها خلف هذه المجموعات وبملف تهريب الأسلحة الإيرانية إلى بعض الجهات المرتبطة بها، هذا الصمت يعلل الكثير من الاستنتاجات التي توصلت لها العديد من الأطراف بخصوص دور إيران التخريبي ودورها في استمرار الاضطراب الأمني ودورها بالتعامل مع عدة جهات لهذا الغرض والصمت الحكومي يجعل الناس تصدق ما يقال ولهذا مطلوب من الحكومة العراقية الخروج من دائرة الصمت وقول الحقيقة، أما التأكيد على أن إيران تتحمل المسؤولية وأن العديد من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من قِبل الجهات الأمنية ومتعددة الجنسيات والتي بأيدي المخربين والمجرمين هي أسلحتها، أو إن إيران لا تتحمل المسؤولية والأسلحة ليس لها، على الحكومة العراقية توضيح الأمور بدلاً من سكوتها وهذا التوضيح يجب أن يكون بأدلة واضحة وليس مجرد تصريح أو تلميح على ألسنة الناطقيين الرسميين باسمها وهم يثيرون أكثر من استفسار وشكوك حول الكثير من القضايا من خلال تصريحاتهم، فهل يكفي ما صرح به النائب علي الأديب من حزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء" منذ البداية أرسلنا وفداً إلى إيران للتحدث بهذا الشأن وقلنا لهم دعمكم لهذه المجموعات يربك الوضع الأمني والسياسي " لكنه يبرر ما قاله بسبب وجود القوات الأمريكية وعلاقات إيران المرتبكة مع أمريكا فيقول " لذلك ايران تقوم بتسليح المليشيات لإرباك أمريكا في العراق وليس للاحتراب الداخلي " هل هذا معقول يا رجل ؟ أتريد إيران محاربة أمريكيا بمنظمات عراقية على الساحة العراقية؟ وأين ذهب المجرم أبو درع وغيره ممن هربوا إلى إيران وتدربوا هناك ومئات الجثث الملقاة خلف السدة وحاويات الزبالة وغيرها؟ والقصف الصاروخي والمدفعي في كل الاتجاهات من أجل الحرب الطائفية ؟ أليست هي أداة للاحتراب الداخلي؟

من جهة الكوابيس المسرحية الكوميدية لن يصيبنا العجب أو الغضب إذا ما خرج النائب الذي يدافع عن الشعب بدون تحيز ولا تفرقة أو شقاق ونفاق أسامة النجيفي بتصريح لا يتهم المليشيات أو إيران بل يتهم الكرد أو البيشمركة والأحزاب الكردية أو أي جهة ديمقراطية بأنها وراء تشكيل المجموعات الخاصة للسيطرة بدلاً من الموصل وضواحيها على بغداد وضواحيها أو البصرة وضواحيها وبالتالي العراق وضواحيه من تركيا وإيران وسوريا والسعودية والكويت أأأأأوووو!! ولله في خلقه شؤون .


 

free web counter