| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأثنين 15/9/ 2008



ظاهرة تجنيد النساء الانتحاريات إفلاس حتمي

مصطفى محمد غريب

لا شك أن وصول الأمر إلى استغلال المرأة لتلقي حتفها بهذا الشكل المحزن والمقزز وتقديمها قربان لشهوات الإرهاب والعنف ضد مواطنيها هو دليل إفلاس حتمي للقوى التكفيرية التي ركبت طريق العنف تجاه الجماهير الكادحة بحجة الاحتلال، وبينما يسعى العالم المتمدن لجعل المرأة تأخذ مكانها كقوة فاعلة مفيدة في المجتمع نجدها في بعض الدول تعتبر سلعة تابعة يتصرف بها الرجال حسبما يشاءون ويشتهون وهي قاعدة لجميع الذين ينظرون نظرة دونية لحقوق النساء ومطالبتهن بالحقوق المشروعة والمساواة غير المنقوصة، أما في بلاد الرافدين بلا الحضارة الأولى كما يقال فقد نالت المرأة من التعسف والاضطهاد والمعاناة سنين طويلة وازدادت معاناتها أكثر خلال حقبتي حكم البعث العراقي لكن حقبة ما بعد احتلال العراق والحكومات المتعاقبة وعلى الرغم من الحديث الفارغ عن الحقوق ونسبة 25% في المجلس النيابي فان المرأة ما زالت تعاني بشكل مضاعف عن السابق فمن ناحية تجري محاولات مستمرة للعودة للظلامية واعتبار المرأة ملحقاً غير متكافئ وعليه يجب أن يكون في السلم الأخير من التسلسل الاجتماعي، عليه أن يختص بالخدمة البيتية وإنجاب الأطفال ووسيلة لإشباع شهوات الرجولة الأنانية الفارغة من كل شهامة وكرامة، ومن الناحية الثانية تعاني من الاضطراب الأمني وفقدان المعيل والأوضاع المعاشية المعقدة والقتل والتصفيات التي تنالها بحجة غسل العار وما إلى ذلك من حجج غير منطقية منافية لأبسط التعاليم السماوية والقوانين الوضعية، ولم تكتف القوى التي تتحمل قسماً من مسؤولية هذا التردي والتخلف وبخاصة القوى الإرهابية التكفيرية من استغلال النساء وتقديمهن إلى مذبحة الدم بدلاً عن الرجال لسهولة القتل والتدمير بواسطة الأحزمة الناسفة بعد استخدامهن في تهريب الأسلحة وجعلهن قرابين جاهزة بعد استغلالهن بمختلف الطرق وفي مقدمتها غسل الأدمغة بحجة الإسلام والجنة والنار واليوم الموعود الذي ينتقلن فيه من الفقر والحاجة إلى السعادة والراحة الأبدية، أما القسم الآخر منهن فقد خضعن إلى ممارسات غير إنسانية بما فيها تعاطي المخدرات حسبما أشارت له الكثير من المصادر لكي يتم استخدامهن حسب الأهداف المرسومة من قبل فاقدي الضمير أعداء الشعب وليس أعداء المحتلين وعملائهم لأن هذه الطرق وغيرها من الطرق الهمجية البربرية واللاإنسانية شوهت مواقف الوطنيين المخلصين الذين يسعون من اجل استقلال العراق بشكل تام وليس معاقبة المواطنين الأبرياء وتفجير أماكنهم الشعبية ودور العبادة وخطف واغتيال المخلصين من العلماء والأكاديميين والمثقفين وغيرهم من أبناء الشعب كما أدت الأعمال الإرهابية من قبل قوى الإرهاب التكفيري والمليشيات المسلحة إلى تقوية مواقف قوى الاحتلال في البقاء واستغلال الظروف المربكة والمضطربة لكي تفرض معاهدات جائرة تنال من استقلاله وتجعله رهينة لها لسنوات طوال بحجة التعاون والبناء ومحاربة الإرهاب.

إن استغلال المرأة لكي تكون وقوداً تؤدي إلى التدمير والقتل وبخاصة تلك التي تعاني من الاضطهاد المزدوج وتدني الوعي الاجتماعي دلالة على الفكر المتخلف الرجعي المعادي لأي تقدم وحضارة إنسانية واثبات بان الذين يمارسونه لا يراعون ابسط مبادئ حقوق الإنسان كما يدل على أنهم وحوش ضارية لا يهمهم سوى تنفيذ مشروعهم الظلامي حتى لو كان على جماجم ملايين الناس بحجة الدين الإسلامي وهو بريء منهم وظاهرة تجنيد النساء في عمليات انتحارية ليس دلالة على العافية وتطور الأساليب المتبعة بمقدار ما هو إفلاس حقيقي وحتمي للمجاميع التي ترى في القتل والتدمير الطريق الوحيد، إفلاس للفكر المتخلف الذي أنتج العنف غير المبرر ضد أي مشروع وطني تقدمي يسعى في سبيل البناء والتقدم، إفلاس للتنظيم السلفي والأصولي الذي يعتمد " الغاية تبرر الوسيلة " وهو توجه عدواني معادي ليس للعراقيين فحسب بل الإنسانية بشكل عام إذا اختلفوا معهم فكرياً أو دينياً أو عقائدياً، إفلاس للذين يمارسون الاغتيال والخطف والتصفيات الجسدية ويموهون على ممارساتهم الإرهابية بحجة الاحتلال وغيرها من الحجج التي أصبحت مكشوفة لأكثرية الشعب ولجميع القوى الوطنية والتقدمية.



 


 

free web counter