| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

السبت 15/11/ 2008



مصداقية بيان المركز الوطني للإعلام حول جائزة نوبل للسلام

مصطفى محمد غريب

في المقدمة لا اعرف ما هو رأي السيد نوري المالكي فيما يخص ترشيحه وهل هو على علم به أم أن ذلك في سياق خلق شخصية فردية القرارات من خلال هالة من التعظيم والتأليه كما كان في زمن النظام السابق بحيث أصبحت أقوال القائد قبل تلاوة القرآن ؟ كما أنني لست بالضد من نوري المالكي كمسؤول عراقي أو أي عراقي يرشح لنيل جائرة نوبل للسلام التي تمنح من قبل دولة النرويج أو أية جائزة تخص مجالات غير مجالات السلام على شرط إذا كان فعلاً يستحقها وقدم لقضية شعبه والشعوب الأخرى والإنسان وأمنه الكثير من الأعمال الرائعة المبنية على روح التسامح والاعتراف بحقوق الآخرين وبالضد من العنصرية والطائفية والشوفينية ، ولأنني قابلته بضع مرات في دمشق وقد لا يتذكرني ولأنه كان مجرد رجل معارضة في حزب الدعوة كما هم عشرات المعارضين لنظام صدام حسين فانا لا أكن له سوى الاحترام كانسان على الرغم من أنني اختلف معه في الكثير من الأفكار والقناعات وهذه قضية طبيعية وبخاصة إذا كان يؤمن حقاً بالديمقراطية والشفافية في الحوار واحترام الرأي الآخر لكن قضية ترشيحه من قبل المركز الوطني للإعلام عن مصدر في مجلس الوزراء لنيل جائزة نوبل للسلام قضية فيها نظر . وأن البعض من الذين استلموها كان المفروض ترشيحهم لجائزة الإجرام والقتل وبالضد من حقوق الإنسان لأن هذه الجائزة تخضع لملابسات سياسية وأيديولوجية وفكرية وأستطيع أن اذكر بعض الأسماء العديدة من الجلادين والمجرمين وأناس لا يستحقونها ولكن ليس هو موضوعنا الراهن ، هذه القضية ووجهة النظر تبدأ بإنجازات الرجل وخدمته للسلام في العراق والمنطقة والعالم قبل أن يجلس على هرم السلطة في العراق وكما هو معروف والرائج في قوانين ومواصفات المنح ، أن الجائزة لا تمنح على الفعل الأخير أو بعض الأعمال العادية الطبيعية بل مقدار أهمية المساهمات التي قدمت لتحقيق السلم والعدالة هكذا يقولون وقد نتفق معهم وقد نختلف ولهذا أجد انه لا يستحقها من هذا المنظار فهو لم يحقق التوافق بشكله الطبيعي على الرغم من بذل الجهود وسعيه للتخلص من الوضع المأساوي الذي يحيط بالعراقيين والعراق وهناك عراقيين قدموا وما زالوا يقدمون أكثر منه في الكثير من مجالات العمل لتحقيق السلام والوئام في العراق وللمنطقة كما انه بعيد بُعد السماء عن الأرض فيما يخص العالمية ولست أهدف هنا التشهير به أو بحزبه لكن الحق يقال ولو انه أحياناً يؤذي أصحابه لان حزب الدعوة تأسس على أساس طائفة الدين ولا يقبل أي فرد من خارج الطائفة الشيعية مع جل احترامي للشيعة أو الدين إلا بالموافقة على النهج والعقيدة والتوجه واكبر مثال على مساهمته وانضمامه سابقاً للائتلاف العراقي الموحد الشيعي فقط كما أعلن في الوقت الحاضر عن تشكيل ائتلاف جديد يتكون من ( 7 ) كتل تحت اسم ائتلاف دولة القانون لخوض انتخابات مجالس المحافظات وهو في الاتجاه نفسه وبقيادة نوري المالكي وبما انه قائد لحزب الدعوة وهذه التوجهات من الائتلافات الطائفية وليست العراقية بشكلها الوطني الواسع أي عدم وجود كتل من خارجها فهو يؤمن به كفكر وتنظيم ولا يختلف معه قيد أنملة والادعاء بغير ذلك غير مفهوم ، ثم أليس من العجيب أن يخلق أزمات مفتعلة كان من المفروض تجنبها مثال مجالس الإسناد التي يريد أن يفرضها في الإقليم أيضاً بعدما عارضها حليفه الرئيسي المجلس الإسلامي الأعلى في مناطق الجنوب ! أو قضية تعديل الدستور وتصريحاته التي يشتم منه العودة للنظام المركزي المطلق مع العلم وجود لجنة تعمل من اجل التعديلات على الدستور الدائم فهل يعتبر هذا دوراً إيجابياً في إقرار الأمن والسلام في العراق!! ولهذا نجد الترشيح من قبل المركز الوطني للإعلام وحسب مصدر في مجلس الوزراء عقيم وغير صحي بالنسبة لحال الوضع العراقي وبخاصة قضية المصالحة الوطنية واستمرار العنف والتفجيرات وهشاشة الوضع الأمني والتخلص من التعصب الطائفي لدى البعض من الأحزاب الدينية السياسية الطائفية التي تشارك في السلطة وإقامة حكومة وطنية بعيدة عن هذا التقسيم الطائفي ومما يثير الموضوع أكثر استمرار التوجه للتوقيع على الاتفاقية الأمنية بدون مشاركة الشعب في أبداء الرأي فيها لأن البرلمان العراقي إذا ما أحيلت له الاتفاقية الأمنية حاله حال السلطة التنفيذية فقد طبقت عليه المحاصصة الطائفية والنفس القومي الضيق ومن هنا سيخضع لجوهر المبدأ الذي تأسس عليه ولن يخالفه إلا بالقليل القليل وعند ذلك ستمرر على أساس موافقة أكثرية الأعضاء الذين يمثلون أكثرية الشعب العراقي وبهذا وحسب المخططين ستنتهي المعضلة لكن المعضلة الكبرى ستبقى تطوق رقاب الشعب والبلاد ولن تنتهي إلا بتحقيق الوحدة الوطنية التي ينتج عنها حكومة وطنية تستطيع أن تخدم الشعب بكل أطيافه وتخليص البلاد من كل الشوائب غير الوطنية، ونعود إلى الترشيح إن صح فهو لن ينفع ولن يجدي ولن تمنح الجائزة ولهذا يجب الحفاظ على ماء الوجه وعلى السيد نوري المالكي أو الذين ينطقون باسمه أما أن ينفون الخبر من أصله ولا يسمحون بذلك أو تفسير الأسباب والكامن الخلفي الذي دعا مسؤول دائرة المتابعة والتنسيق في الأمانة العامة لمجلس الوزراء والذي توج بالبيان الصحفي المرسل إلى إيلاف من قبل المركز الوطني للإعلام أن يعلن ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام.


 

free web counter