موقع الناس     http://al-nnas.com/

طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس

 

مصطفى محمد غريب

الأثنين 15/5/ 2006

هموم تشكيل الوزارة أو قيام الحكومة هموم عظيمة ابتلى به شعبنا العراقي لثلاث مرا ت، ففي تشكيل الوزارة الأولى طغى التسابق على تقسيم الوزارات وحصلت بعض القوى على استحقاقات كثيرة مما جعلها تنتهج سياسة احتواء الدوائر والمناطق والتأثير عليها في المستقبل وهذا ما حصل لاحقاً، وطالت المدة بعد الانتخابات الأولى حتى جزع الناس من الفراغ السياسي المقيت لحين ظهورالتقسيم الطائفي القومي الضيق في وزارة السيد الجعفري والتي أصبحت بعد ذلك يضرب فيها المثل من التقاعس والإهمال وتصاعد الأعمال الإرهابية من تفجيرات ومفخخات وعبوات واغتيالات واتساع الاضطراب الأمني وظاهرة الخطف والعصابات الإجرامية واستخدام المليشيات المسلحة لبعض الأحزاب السياسية الدينية لتحل محل المؤسسات الأمنية الرسمية وظهور فرق الموت والقتل على الهوية تحت أنضار ومسؤول! ية وزارة الداخلية بقيادة باقر جبر صولاغ الزبيدي الذي كشف السر الخطير جداً الذي كان مخبئاً فأعلن مختالاً لقناة الجزيرة حبيبة الشعب العراقي!! عن وجود مليشيات سرية للحزب الشيوعي لأبعاد الأنظار عن منظمته المسلحة، منظمة بدر المعروفة للداني والقاصي، أين تأسست وتدربت وتسلحت ومن يدفع مرتبات منتسبيها والمليشيات المسلحة التابعة لبعض المنظمات في الائتلاف العراقي الموحد، وتدنى الأوضاع المعيشية والتخريب المستمر لقطاع الاقتصادي وفي مقدمتها قطاع النفط والفساد المالي والإداري والسرقات عيني عينك وتهريب النفط وتسويقه بقدرة البعض من تحت العباءة والإهمال الواسع لمجال الخدمات وكأن قدر العراقيين الصبر والانتظار، الخوف والقلق ، الأوضاع المزرية والبطالة، والتحارب على الكراسي والمناصب ويأتي من يشيد بعظمة السيد الجعفري وصولاغ وقدرتهم الخارقة على تخطي الصعوبات بينما الصراع على الكراسي وصل إلى طريق مخزي وخالي من أي شعور بالم! سؤولية لأن الوزارة الثالثة أصبحت في خبر كان وعقدة بدون حل بعد الانتظار حوالي أكثر من أربعة اشهر والطريق على ما يبدو مازال طويلاً..

اما الانتخابات الثانية في 15 / كانون الثاني / 2005 فقد بدت وكأن دهراً مر عليها والكتل السياسية الرئيسية لا هم إلا التسابق للحصول على مغانم اكبر واوسع مهما كان الثمن باهظا ولا شأن لها بالمصلحة العامة ولا يهمها الفراغ السياسي الذي زاد من حدت التوترات والمخاطر الكثيرة، والجميع يعرف أن الوزارة الثالثة سوف تشكل وفق المعايير السابقة نفسها على الرغم من توسعها عن السابقة وهي على ما يبدو اختارت الطريق نفسه، محاصصة وفق الطائفية تحت مظلة الوطنية ومصلحة الوطن وتوزعت بروح قومية ضيقة تحت يافطة العراقية ومستقبل العراق، لكن الذي يتبع الموضوع سوف يجدها إذا ما انبثقت على الأسس نفسها لا تختلف عن سابقتها بالوجوه القديمة تقريباً وقد تضاف لها وجوه جديدة على أساس المحاصصة الثانية مثلما أشار العليان " أن دخولهم للعملية السياسية ع! لى أساس منحهم وزارة الدفاع " أي أن مصلحة الوطن وهموم الشعب والمآسي المحاطة بالبلاد ليس لها معنى أمام وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية وكليهما تعتبران منفذاً لتمرير سياسة الجهة التي تسيطر عليها، فوزارة الدفاع وفرقها وأسلحتها سوف تستخدم لا لتأمين الحاجات الضرورية من اجل أن يكون للعراق جيشاً وطنياً قوياً يستطيع في المستقبل الحافظ على استقلال وكرامة الوطن بل من اجل تنفيذ ما يخططه المسيطرين عليها ، ووزارة الداخلية ليس لها إلا مهمة تنفيذ أهداف المهيمنين عليها وتوجيهها حسب مشيئتهم وسياستهم وخططهم بدلاً من تأمين الاستقرار والحفاظ على الأمن وتحقيق العدالة أمام القانون بالنسبة للجميع.

إن طمس الحقائق عن الشعب وان ينجح لفترة ما لكن لن يبقى مخبئاً وسوف يظهر جلياً أمام الناس والكذب على الذقون من اجل إخفاء الأهداف الشريرة لن يكتب له النجاح مهما تمشدق البعض بالوطنية والدين والأخلاق وحاول التمويه والمخاتلة، فالبقاء للصحيح النقي الذي لا يحاول أن يقفز على مشاعر الناس ولا تشويه الوعي لديهم من اجل مكاسب ذاتية ضيقة أو هدف سياسي نفعي سرعان ما يظهر حقيقته المراوغة وعند ذلك سيكون في مزبلة تضم جميع النفايات والأحقاد والضغائن المخبئة وعند ذلك فان التاريخ لن يرحم الكذابين المخاتلين.