| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأربعاء 15/9/ 2010

 

تراث سنين اللؤم

مصطفى محمد غريب

قسوتُ في سري

على نفسي

حمّلتُها سخطي وإصراري على الرحيل

وقلت زاجراً،

وآمراً..

بلا تراجع غادري،

ولتخرجي،

إلى الشواء/ ولْتَبْدئي المشوار في المسير

........................................

مدينتي،

غادرتها متوجهاً نحو ظلالٍ من سديم

تلك التي زحف العقاب حرائقاً في كل

عضو يحتمي للرفض والقبول

تلك التي لها من العيون سلماً

تلك التي لها من الزواحف مبضعاً

تلك التي جَهَضتْ جنيناً في السقوط

هي القوافل منْ صدورٍ نادباتْ

تزحف في رثاء.

ومن المآتم والمقابر والمللْ

تراث من بكاء

تضخهُ الرياح في العراء.

........................................

مدينتي،

تركتها متوجعاً

فرشتُ أحزمة المتاع في المقل

وركبت قافلة اليراع

مزكياً سفري الشتات

وقلت شامتاً أنا

تألمي رصاص

بالرغم من ضحكي الفطيس

يا نفس أنت العاقبة

عيشي بلا دليلْ

وبلا متاع

هو الضياع تسلل الخَرف البهيم

مبتدئاً بالقهر والعتاب

مختبئاً، في السر والصحاب

وقلت صامتاً

" أمارة بالسوء " حاضرها الغياب

آخرها تجوب في البقاع

صرخت عاتباً

بعد عقودٍ من هوى مجنون بالوداع

يشيب داخلي حنين

متى نعود!

في ظل زائفة الظهور

وفي صراع الألسنة

بعد الرحيل

كأنه زمن الخنوع

ظاهره بالود والخشوع

.........................................

مدينتي،

نازعتها

وكنت مرغماً يسوع

صعدتُ لا أنوي الهروب

وعدت مبهماً وحيد

قسوت في نفسي

حمّلتها سخطي وإصراري على القبول

حمّلتها صبري على الأنذال

هم أخوتي الأعداء أيام زمان

أيام قحط من سنين الغبن والرؤيا اللئيمة *

كانوا عجينة من سموم

تفنّنوا في دسها عسل الكلام

لكنهمْ سقطوا كأوراق الخريف

فقلت عاتباً

ها أنتِ عدتي من جديد

وعلى ملامح قلبكِ المصدوع أنباء الفلول

تلك الوجوه الذابلة

من الصفاء

تلك التي عاشتْ على ذاك النحيب

وأفردتْ في قولها

هو النصيب

مدينتي،

في هجرتي زهرتْ عيون الطيبين

وتحجرتْ تلك الوجوه الفاقعة


*
كانت سنين القهر 1984 ــ 1985 ــ 1986 .

2 / 9 / 2010





 

free web counter