| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الخميس 14/1/ 2010



قصيدة شعبية مملوءة بالحقد الفايروسي الشوفيني ضد الكرد

مصطفى محمد غريب

إن الأخوة العربية الكردية أقوى من أن تهزهزها قصائد سقط المتاع مثل " كاكه حمه"
يذكرني الشعر الشعبي العراقي الوطني بمواقف مشرفة بالدفاع عن الوطن والتأكيد على روح الأخوة والصداقة بين الشعوب والقوميات وقد خلى أكثره من روح الحقد الشوفيني والكراهية ضد القوميات، ولم يكن يختلف عن مسيرة الشعر ألعامودي أو الشعر الحر وغيره من الأدب ولطالما كان الشعر الشعبي نبراساً يقود إلى تفعيل نضال الجماهير الشعبية وتحشيدها من اجل الموقف الوطني والطبقي ولم أجد من خلال متابعتي قبل مجيء سلطة البعثفاشي بين مقامات هذا الشعر آراء تصب في التفرقة أو الاستهزاء من قومية أو طائفية أو دين بقصد التشويه والتفرقة لكن الذي حدث ومنذ بداية انقلاب 17 تموز 1968 اتجه حزب السلطة وقيادته للضغط على الشعراء والشعر الشعبي ومنع نشر نتاجهم وبخاصة في طريق الشعب والثقافة الجديدة والفكر الجديد وغيرها من الصحف غير التابعة لهم بحجة المحافظة على اللغة العربية واستغل هذا الشعار الكاذب لأغراض حزبية وبالضد من الشعراء الوطنيين الديمقراطيين والشيوعيين ، وبعد أن استولى حزب البعث على كل شيء وانفرد في الساحة الإعلامية راح يتودد للبعض ويكسب ودهم بما يقدمه من مال لشراء الذمم والنفوس المريضة أو استخدام العنف والاضطهاد والإرهاب ضد من يمتنع عن مجاراتهم، ومع شديد الأسف أصبح البعض من الشعراء الشعبيين وشعرهم مداحين بمناسبة وغير مناسبة للقائد الملهم والعبقري المفعم بالعلم والعلوم وأصبح الشعر الشعبي آلة بيد السلطة الجائرة مما أدى إلى تدهور قيمته النبيلة السابقة المبنية على الإحساس الشعبي وانتقل إلى موقع لا يحسد عليه بما فيها الاستهزاء بالقومية الفارسية وبعض القوميات ممجداً القائد العربي صدام الفذ ونظامه الدكتاتوري المتسلط فكان بحق مثالاً للحقد القومي الضيق والشوفيني المعادي للقوميات الأخرى وان ادعى غير ذلك وظهر للعيان ليس المشكلة في قضية اللغة العربية إنما الهدف هو تشويه التاريخ وإلغاء الآخر، وعندما سقط التمثال وأُحتل العراق فر من فر منهم وتاب من تاب وانتهت مرحلة من مراحل إلغاء الآخر على أساس قومي متطرف بحجة الوطنية واليوم وبعد انتهاء تلك الحقبة المظلمة يخرج علينا شاعر شعبي يدعي البعض انه شاعر الجنوب "هكذا يقال عنه" بقصيدة لا تختلف لا بالشكل ولا بالمضمون عن تلك القصائد المنافية للآداب والأخلاق العربية التي تحمل صفات " لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى " لينشر قصيدة فيروسية مريضة مشبعة باللؤم والحقد على القومية الكردية وبشكل يتقزز منها الوجدان الوطني، قصيدة كل ما فيها يدل على اللغة السوقية التي تخدش مشاعر العرب الشرفاء قبل الكرد وقد عنونها ( كاكا حمه ) عشرات الآلاف من المواطنين العراقيين استنكروها وخجلوا منها ومن لغتها وقد نقلت بعض المواقع الالكترونية القصيدة مع تعليق لها بأن القصيدة جعلت مسعود البرزاني يغضب ويهدد بالانفصال وهي كذبة حقيرة سارت عليها هذه المواقع ثم لاحقاً راحوا يدعون التضامن مع الشاعر ويؤازروه على أساس حرية الرأي لكنهم لم يقفوا بالضد من إهانة شعب بأكمله بدون وجهة حق فهذه يعتبروها حرية الرأي لان الكذب والتشويه ديدنهم، إن هذا الشاعر الجربوع لو كان شاعراً وطنياً وشريفاً مسلماً لما تجرأ إلى الإساءة بهذا الشكل المقرف على قوم أشرف منه ومن مخلفاته الشوفينية البعثية كانوا منذ عشرات السنين متضامنين مع قضية الشعب العراقي ومشاركين فعالين في بناء العراق ومتقلدين منذ العهد الملكي مناصب رفيعة في الدولة والقوات المسلحة العراقية وقياديين في أكثرية الأحزاب المعارضة للسلطات بما فيها حمل السلاح، أن الذي نشر هذه القمامة يدل على الرغم من كذبه ودجله بادعائه الوطنية وبحب العراق والخوف على وحدته وعدم تقسيمه انه لا يختلف عن الشاعر وشوفينيته ولا شوفينية الفكر القومي اليميني المتطرف وفي مقدمتهم الفكر البعثصدامي فهنيئاً لهم بهذا الشاعر المسكين وبقصيدته اللاخلاقية وإذا كان الشاعر يدعي :

" كاكا حمه كلش ضميرك مات
ولا ذرة خجل خليت بعيونك
حلبجة أبكل فرع عند أهلي بالانبار
دمهم ماي عندك ما يهزونك
والآلف الجثث تتناثر ابغداد
كركوك التهمك ما يهمونك "

إذن كركوك المشكلة بالنسبة له ولهم وليس غيرها كما يدعي وعليه أن يوقض ضميره لأن ضميره هو الذي مات وليس الكرد الذي يمثلهم بكاكا حمه، لأن ضميره الميت لم يفقه أن الكرد ليسوا دخلاء ولا هم يستعطفون رأي أحداً من الحاقدين والشوفينيين والمعادين لحقوق القوميات المشروعة إن كانوا كرداً أو تركماناً أو كلدوا آشوريين، لو ضميره فيه ذرة من خلق عليه أن يكتب عن من يقوم بهذه المجازر ليس ضد أهلنا في الانبار أو بغداد بل في كل مواقع في بلادنا بدون استثناء أما الكرد العراقيين فهم جبل شامخ بالوطنية والإخلاص والتفاني من اجل إعادة بناء العراق على أسس التآخي والمواطنة للجميع والحفاظ عليه والتاريخ كان اكبر مثال على ما نقوله ولا نقول إلا أن هذا الشاعر الجربوع المسمى سمير صبَيح وقصيدته الوسخة ومن يؤيده من الشوفينيين سيكون في مزبلة التاريخ مثلما حدث لأمثاله من المعادين لجميع القوميات وسيبقى الشعر الشعبي الوطني العراقي نبراساً للوحدة الوطنية والدفاع عن العراق إن الإخوة العربية الكردية لن تهزهزها قصائد سقط المتاع حتى وان استغلت من قبل المنتفعين المتعصبين قومياً بين الشعب الكردي الشقيق أو استغلت بعد الاستياء الشعبي الواسع وقيل عنه أنها حرية الرأي، فأي حرية بائسة عندما تهان قومية تعتبر احد مكونات الشعب العراقي تحت ضلال حرية رأيهم المملوء بالحقد والكراهية والاستهزاء
 

 

free web counter