| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الثلاثاء 14/4/ 2009



عن صبر مَنْ يتحدث الرئيس الأمريكي اوباما... !

مصطفى محمد غريب

في زيارته الأخيرة السريعة التي لم تحتاج إلى إذن من الحكومة العراقية وكما عودتنا الإدارة الأمريكية في زيارات بوش وغيره من الإدارة الأمريكية ألمح الرئيس الأمريكي باراك اوباما بطريقة غير دبلوماسية بنفاذ الصبر لديهم وحثّ على ضرورة التوصل إلى تسوية ليس مع المعارضة المضادة للعملية السياسية بل عنى بالذات القوى الدينية السياسية الرئيسية المشاركة والتي تقود العملية السياسية هذه الإشارة لطيفة بقدر ما إنها تهديد مبطن للذين مازالوا متمسكين ببقاء الجيوش الأجنبية تحت طائلة العديد من الحجج وفي مقدمتها استمرار هيمنتهم على السلطة ثم عدم مقدرة الجيش العراقي والمؤسسات الأمنية في مواجهة الإرهاب والمليشيات الخاصة والمافيات التي تختبئ تحت يافطات حزبية وجهادية وتعتقد الإدارة الأمريكية إن الخلافات والانقسامات وعدم وضوح الرؤيا بين المتحالفين الذين يقودون السلطة لن يسهل عملهم ولا مخططاتهم التي تهدف إلى إقامة حكومة حليفة وقوية تمتلك إمكانيات عسكرية واقتصادية لتكون الدرع الواقي ضد الأطماع الإيرانية أو أي إطماع خارجية وبالضد من المنظمات الإرهابية ويعتقد باراك أن الانسحاب الذي طبل له أثناء حملته الانتخابية يرتبط بضرورة الاستقرار النسبي للعراق والخروج من مأزق المراوحة وهشاشة الوضع الأمني وعدم عودة العنف الطائفي التي تديره الأحزاب الدينية السياسية والقوى الإرهابية التكفيرية بتحالفها مع حزب البعث بشقيه وما كانت التفجيرات الأخيرة إلا احتفالاً بمناسبة (7) نيسان تاريخ تأسيس حزب البعث في العراق لكي يؤكد للشعب العراقي أن حمامات الدم تنتظره وتذكره بـ ( 35) عام من البطش والإرهاب والقتل والسجون والحروب ولعل الرئيس الأمريكي بتوصيته حول " التسوية " يعتقد أنها البداية الصحيحة لتطوير التفاهم مع البعض من القوى المسلحة المعارضة للعملية السياسية لكن التعارض ما بين أهداف القوى التي تقود العملية السياسية يجعل من أمنية السيد اوباما عسيرة التحقيق إلا إذا تراجعت هذه القوى عن مفهوم المحاصصة الطائفية وتحديد رؤيتها السياسية على أساس جماعي لخدمة مصالح الشعب العراقي والخروج من مأزق الكسب الذاتي الحزبي والطائفي وبدأت في المصالحة الوطنية وظهرت تحالفات سياسية مبنية على المواطنة العراقية فقط نابذة التحالفات التي بدأها أحمد الجلبي في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد ثم شكلت بعد ذلك جبهة التوافق، نفاذ صبر الإدارة الأمريكية لم يكن مفاجئاً بقدر ما في طموحها جعل العراق مشروعاً لانتصارها وتحقيق مشروعها الذي يلاقي معارضة حتى من حلفائها الذين تناغموا معها حول احتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين لأنهم بدأوا يشعرون بأنها قد تتخلى عنهم وقد لا تلتزم بالمعاهدة الأمنية إلا ما يوافق مصلحتها في فترات قادمة ولا سيما إذا عاود التدهور الأمني وارتفع مرة ثانية عدد القتلى من الجيش الأمريكي وبدأت دورة قتل العراقيين تتكاثر ورجع الشارع إلى عهده السابق في الانكفاء والترقب والقلق وقد تكون الاستراتيجية الأمريكية لسحب الجيش الأمريكي وإنهاء حالة الحرب مرتبطة اشد الارتباط بما تجيء به الشهور أل ( 18 ) القادمة من تسويات وردم الخلافات بين القوى الأساسية التي تقود السلطة ثم التوجه لإعادة تفعيل عملية المصالحة الوطنية لتشمل كبار البعثيين هذه المرة وعلى العكس مما اتخذ من إجراءات سابقة بخصوص عدم عودة أعضاء الفرق والشُعب والقيادة القطرية السابقة وهذا ما نوه إليه رئيس الوزراء نوري المالكي وغيره من المشاركين في العملية السياسية وما تصريحات أياد علاوي بهذا الشأن بأن مشروع المصالحة الذي تبنته الحكومة " لم ينجز لأنها ليست مؤتمرات وشعارات " إلا نقداً مباشراً للأخطاء التي ارتكبت من قبل الحكومة والأمريكان على حد سواء والمقصود بها التقسيم الطائفي كخيار لإدارة الحكم السياسي وهنا تبرز موضوعة الخلافات بين الحلفاء الذين يديرون السلطة، فهل هي عصية على الحل ؟ ولماذا لا يجري التوجه لإصلاح العملية السياسية برمتها والتخلص من النفس الطائفي والقومي الضيق؟ ولماذا تلعب بعض الأطراف على مفهوم المصالحة بما يخدم استمرارها في السلطة حاضراً ومستقبلاً؟

الرئيس الأمريكي براك اوباما على الرغم من حديثه المطول حول الانسحاب يوجزه قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال رموند اوديرنو " أن وجود الناشطين من القاعدة في كل من الموصل وبعقوبة قد يكون مبرراً حقيقياً لعدم مغادرة القوات الأمريكية المدن العراقية إلى ثكناتها حسب الاتفاقية الأمنية التي وقعت العام الماضي" التدقيق في قوله " المدن العراقية " ولم يقل العراق كما أكد على أن عدد القوات الأمريكية قد يزيد بدلاً " من أن يخفض في العام القادم " وخفض القوات على ما يبدو المعني به هو الانسحاب نحو معسكر فيكتوري الأمريكي الذي احتوى المحادثات ما بين الرئيس الأمريكي ورئيس الجمهورية ورئيس الوزراء خلال الأربع ساعات التي زار فيها الرئيس قواته أولاً إذن متى ينفذ صبر الشعب العراقي ويقول كلمته الأخيرة؟ أقول وبكل صراحة للرئيس الأمريكي بدأ ينفذ منذ خيارهم بالمحاصصة وأكبر مثال نسبة عدم المشاركة في انتخابات مجلس المحافظات الأخيرة التي كانت حوالي (49%) ولا يغتر من فاز في هذه الانتخابات وعليه أن يراجع ويدرس هذا الانكفاء وقد يزداد في المستقبل وقد تزداد دائرة الاحتراب والخلافات مع اقتراب الانتخابات النيابية القادمة ولهذا يجب اتخاذ إجراءات حول مسألة الرجوع للحكم الوطني وبناء العراق الديمقراطي التعددي على هذا الأساس ، أساس المواطنة العراقية لجميع مكونات الشعب العراقي بتعديل قانون الانتخابات المضر بالوحدة العراقية والذي يغمط أصوات المواطنين التي تقدر بمئات الآلاف.









 

free web counter