| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

                                                                                  الأربعاء 14/9/ 2011

 

مشروع كاتم الصوت السياسي في العراق

مصطفى محمد غريب

لا احد يستطيع أن ينكر أن كاتم الصوت هو مشروع سياسي في الوقت الراهن وليس كما يدعي البعض انه مشروع مافيوي مرتبط فقط بجرائم المافيا والعصابات باعتباره أفضل وسيلة للتخلص من الخصوم والمعارضين السياسيين أو الذين يزاحمون لاقتسام مناطق النفوذ، وبما انه أصبح مشروع سياسي على نطاق واسع بعدما كان ضيقاً واستعماله نادراً إلا للضرورة القصوى فأن الفكر الحر راح هو الآخر رهين لساعة الصفر التي يحددها من يستلم قبضته ولا يخاف شره بعد أن يحمي ظهره (عماليق) لها باع في السلطة أو في رأس المال، ومنذ أن بدأ الترويج له في العراق صارت لعبة الموت والتصفية سهلة لأسباب عدة، في مقدمتها أن يقوم القاتل المحترف والمدرب والموجه بقتل الضحية بدون أصوات تزعج طبلتي أذنيه وأذان من رتب له أمنياً الإفلات ومادياً البذخ والعطاء للترفيه، ومنها أيضاً التخلص السهل من له رأي مخالف ومضاد حتى لو كان سلمياً مثل كامل شياع وآخر الشهداء هادي المهدي وتوزيع الاتهام الجاهز لعدد من الجهات لإضاعة الجهة التي أمرت بالتصفية. هذا الكاتم السياسي اعتمد من قبل أفراد في الحكومة أولاً: لأنهم يدفعون أثمانه بسهولة ثم من قبل جماعات إرهابية سلفية وأصولية مدعومين خارجياً وداخلياً، أما العصابات فلها أمر آخر.

هذا الكاتم السياسي انتشر خلال السنين القليلة وسوف يستمر في طريقه مادام أصحابه لهم شأن سياسي رفيع في الدولة والحكومة ومن يعتقد أن الأجهزة الأمنية الرفيعة لا تعرف من يستعمله وأين مرابط الخيل في استقراره فهو مسكين وبعيد عن قدرات هذه الأجهزة المرتبة التي بنيت لأغراض شخصية وحزبية وطائفية والتي يعلن عن أنها مخترقة وهو أمر صحيح لأنها مخترقة من قبلهم ، لكي يتم توزيع الاتهامات وبالوقت نفسه المسؤوليات لضياع كل اثر يؤدي إلى كشف الحقيقة ولعل صباح الساعدي في مؤتمره الصحفي حول استقالة رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي كشف المستور المكشوف باتهامه الحكومة وشخص رئيس الوزراء ونوه بان صدام حسين طيلة (35) أقصى وقتل وذبح وأقام المقابر الجماعية وبنى عرشه على جماجم العراقيين لكن نهايته كانت في حفرة كالجرذ " واليوم نوري المالكي ينهج نفس النهج يبني عرشه بالاستغلال للسلطة والضغط على الشرفاء النزيهين وإذا لم ينفع فكاتم الصوت موجود وهادي المهدي دليل واضح، نرجو الإطلاع على الرابط :

  http://www.youtube.com/watch?v=WXOcfhgpsVo&feature=player_embedded

" نعم .. وبقلوب مجروحة كما كنا مع جميع الشهداء الوطنيين نقول أن التهديد الخسيس والجريمة الاخس نفذ بالشهيد هادي المهدي، ليس هذا التصريح تصريح مسؤول بسيط يعبر عن ما يفعله كاتم الصوت السياسي ؟ لعل صباح الساعدي وهو قريب لهرم السلطة ويشغل موقعاً مهماً لا يمكن عدم تصديقه وهو عالم ببواطن الأمور ويعرف أن الكاتم السياسي ليس مجرد قضية عابرة يقوم به أناس عاديين بل حقيقته تكمن انه أما بوصاية البعض من تهمهم عودة الدكتاتورية الفردية والتغطية على الفساد والفاسدين والحرامية الكبار أو بالدفع نحو هاوية القتل المبرمج الذي يعتبر إزاحة المعارضين بإرسالهم إلى حفر في الأرض متصورين أنهم يستطيعون إسكات صوت الحق، ولعل صباح الساعدي ومثلما تنبأ لنفسه الضحية القادمة للكاتم السياسي بعدما قشّر الحقيقة ووضعها أما الشعب، ثم أن العجب العجيب إعلان وزارة الداخلية العراقية بقيادة رئيس الوزراء أنها " توصلت إلى خيوط جريمة اغتيال هادي المهدي وهو أكثر من قاتل وليس قاتلاً " لا نقول لوزارة الداخلية أو المسؤولين عنها سوى أنكم صرحتم في السابق أيضاً مثل هذا الكلام ثم دفنتموه في مقابر دار السلام في النجف، فعشرات الشهداء قتلوا بكاتم الصوت السياسي ، مثقفين وصحافيين وأدباء وسياسيين ما زالت خيوط اغتيالهم بيديكم لكنكم لم تكشفوا عنها ، أهو سر مرتبط بالكاتم السياسي؟ أم هناك تعتيم على الفاعلين ومن خلفهم؟

لسنا متشائمين مهما كان الكاتم السياسي يمتلك قدرات سلطوية أو مافيوية لان أرادة شعبنا في التغيير سوف تجعلهم يندمون على اليوم الذي قرروا فيه ارتكاب الجريمة السياسية المنظمة بكاتم الصوت السياسي وكاتم الصوت الذي لا يطلق صوتاً يعلن الجريمة بدلاً من الحوار واحترام الرأي الآخر لأن المجرم والدكتاتور لا يستطيع أن يسمع كلمة انتقاد واحدة فكيف التصرف مع عشرات الآلاف من الجمل والقصائد الشعرية التي تقول له كفى وأرحل إذا لم تستطع خدمة الشعب وليس لديك إمكانية أن تتكيف وتتعامل مع من حولك حتى مع المعارضين لك بطريقة حضارية ووفق الدستور والقوانين المرعية وتحترم آرائهم ومعتقداتهم وأفكارهم وان لا تتجاوز على الدستور وتعتبر نفسك فذاً عظيماً فتستعمل العنف بدلاً من الحوار والمنطق، أما لماذا انقلبت لتسلك طريق الدكتاتوريين والفرديين وأخذت تتنكر لأبسط قواعد العملية الديمقراطية فان ذلك لن يكون سهلاً في ظروف ومتغيرات لا حاجة للتأكيد عليها وعلى نتائجها التي أطاحت ومرغلت الأنوف في الطين بمن كان يفكر ويعمل بالطريقة القديمة المخالفة للرادة الشعب.

لم يعد كاتم الصوت السياسي بقادر على حماية أصحابه وان كانوا في أعلى مراكز الدولة والحكومة ولم يعد قادر على إخفاء رؤوس الفاسدين المسؤولين عن الفساد المنتشر في كل مكان حتى أوصلوا العراق إلى أدنى درجات الفساد مشبهيه بدول لا يمكن أن تقارن به لا بالثروات الطبيعية ولا بموارده الغنية ولا بنفطه الذي يعد بحيرات يقف العراق عليها ولا بأرضه المعطاء التي بدأت تتصحر بفضل الإهمال وعدم الرعاية ونكتفي بالدليل الذي كشفه رئيس هيئة النزاهة المستقيل بكاتم الصوت السياسي القاضي رحيم العكيلي حول جهة سياسية نافذة " أن لها سلطة التدخل في توجيه ملفات الفساد بالطريقة التي تراها مناسبة ولم نكن نرغب في أن نكون شركاء أو شهود على ذلك، لأنه تدخل في شؤون القضاء والعدالة " فهذا المشروع، مشروع كاتم الصوت السياسي أصبح المشروع الرئيسي للتنفيذ بطرق وأحابيل متعددة احتل مكان تلك المشاريع التي أطلقتها الكتل وفي مقدمتها دولة القانون والائتلاف الوطني والعراقية أثناء حملاتها الانتخابية لا بل أصبح تقريباً يحتل مكان العملية السياسية التي تتحجج كل كتلة أو حزب بالسعي إلى نجاحها وتحقيق الديمقراطية والدولة المدنية لكنه في الوقت نفسه يعتبر كاتم الصوت السياسي الأداة لتنفيذ توجهاته وهيمنته على القرار

 

 

free web counter