| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأثنين 12/1/ 2009



مرة ثانية غزة وقرار مجلس الأمن المرفوض لحد هذه اللحظة!

مصطفى محمد غريب

إن امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت عملية لذر الملح في العيون وكأنها تقول أن القرار في مصلحة حماس وبالضد من جرائم الحكام الاسرائيلين دون النظر إلى حجم الضحايا من الشعب الفلسطيني التي لم تكن تحمل سوى رغيف الخبز المفقود والمطالبة بالحقوق المشروعة ودون التدقيق بان حجم هذه الخسائر البشرية دليل على همجية هؤلاء الحكام المتشبعين بالعنصرية والكراهية وكأنهم ينتقمون ويثأرون من الجنس الأخر بسبب تلك المذابح التي قام بها هتلر ودولته النازية ضد اليهود قبل وإثناء الحرب العالمية الثانية، نحن لا نستغرب من موقف إدارة بوش هذا ولا الإدارات السابقة لان مواقفها معروفة ودعمها لحكام إسرائيل مكشوف مثل ( ......... الشادي ) وهي مستعدة أن تزود إسرائيل وهي قد زودتها فعلاً حتى بقذائف فسفورية وهو ما أكده تقرير صدر من جريدة التايمز البريطانية بان الجيش الإسرائيلي يستخدمها وهناك معطيات وصور لها وكذلك حتى لو اقتضى الأمر باليورانيم المخصب لتثبت مدى عشقها للجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومدى تشجيعها لهذا الكيان على استمراره في تعقيد أوضاع منطقة الشرق الأوسط بحجة حماية حقوق إسرائيل حتى في طرد الفلسطينيين من ديارهم وأراضيهم وحرق مزارعهم وقلع أشجار الزيتون التي تدل غصونها على السلام، كيف يفهم إن إسرائيل احتلت عام 1967 الضفة والقطاع إضافة إلى أراضي عربية أخرى وهي لا تريد أعادتها لأصحابها الشرعيين على الرغم من كل القرارات الدولية لكي يعم السلام والأمان في المنطقة بحجة " ارض المعياد " والمستوطنات وغيرها من الأحابيل التي تخدم مصالح حكام إسرائيل والإدارات الأمريكية المتعاقبة، أما أكثرية الدول العربية فهي تعرف جيداً أين الحق لكن مع شديد الأسف ما زالت تتغاضى عن اتخاذ القرار الفعال والموقف الحازم الذي يدين إسرائيل بما فيها على الأقل التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية معها وهو أضعف الإيمان.
القرار الذي أصدره مجلس الأمن أو ما يسمى قرار الهدنة الذي يخدم إسرائيل نصاً وروحاً ولا يشير إلى أية إدانة لجرائم الحرب ضد المدنيين ومع هذا رفض من قبلها والأسباب معروفة فهي لم تشبع شهوتها من القتل الحالي وتريد المزيد ثم المزيد، وكما جاء على ألسنة البعض من قادة حماس رفضهم للقرار أيضاً، القرار لا يحمل حكام إسرائيل بدء الهجوم العسكري البربري واستهداف المواطنين المدنين ويتحجج بصواريخ حماس ولا يطالبها بوقف إطلاق النار وسحب جيشها من الأراضي التي احتلتها من قطاع غزة وهو يشير فقط على وقف فوري دائم وملزم لإطلاق النار " ويدعو!! ولا يلزمها" لسحب الجيش الإسرائيلي وهذه الأخيرة أكدت عليها إسرائيل نفسها منذ اليوم الأول للهجوم بأنها تريد وضع حداً لصواريخ حماس وبالتالي إذا ما تسنى لها النجاح سوف تنسحب من غزة والقرار يدعو إلى وقف إطلاق الصواريخ ومنع تهريب الأسلحة لكنه يستثني شحنات الأسلحة التي تزودها الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل أثناء هجومها على غزة وعلى الرغم من انتقادنا لحماس وما فعلته في غزة وبقضية الشعب الفلسطيني فان أول خرق للهدنة جاء من قبل إسرائيل وجيشها العدواني العنصري وهم يريدون أن تخرق إسرائيل الهدنة بدو أي حساب أو انتقاد وهي تخرق دائماً الهدنات وتتنصل عن الاتفاقيات التي توقعها وعلى الجانب المعتدي عليه والمحتلة أرضه أن يقدم شكره وامتنانه لها ولا يحرك ساكناً، قرار مجلس الأمن يتناسى أكثر من (800) شهيد من بينهم أكثر من ( 230) طفلاً وما يزيد عن ( 3300 ) جريح من بينهم أكثر من ( 269) شيخاً عدا ما أصاب النساء والخراب والدمار الذي شمل البنية التحتية في قطاع غزة وقصف المدارس وبيوت السكان وهدمها فوق رؤوس المواطنين والذي يعد انتهاكاً صارخاً لبنود القانون الإنساني والدولي ولوائح حقوق الإنسان ، أليس هذا القرار يساوي بين الضحية والقاتل ؟ فما المقصود من هذا التراخي مع عدوانية حكام إسرائيل؟ وهل يستحق الشعب الفلسطيني في غزة هذا القتل العشوائي والتخريب والدمار؟ وإذا كانت حماس قد استولت على القطاع بانقلاب شبه عسكري وطاردت كل من اعترضها فما ذنب عشرات الآلاف من الأبرياء؟
الحديث عن المبادرة الجديدة وقبولها يتطلب التحرك على ارض الواقع أي بالمعنى الواضح وقف الهجوم والعدوان على قطاع غزة وسحب القطعات العسكرية منها وفك الحصار عن المواطنين وهي بادرة قد تكون ايجابية نحو قيام هدنة حقيقية بما فيها التوقف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل كما يجب إعادة السلطة الفلسطينية لمعبر رفح أما القوات الدولية فهي وبدون الحلول الواقعية تبدو فعلاً لحماية إسرائيل وتوجهاتها العدوانية، وعلى حماس ومنظمة فتح أو أية منظمة أخرى أن يدركوا بأن الشعب الفلسطيني وقضيته المصيرية اكبر من مصالحهم وخلافاتهم بما فيها الخلافات مع السلطة الفلسطينية لقد قلنا دائماً من يريد مجابهة عدو شرس عليه أن يتكاتف وينسى خلافاته الثانوية فالخلافات والصراعات على الكراسي وعلى السلطة عبارة عن مطب مظلم لهذه القوى وجعلها فريسة سهلة مهما كانت تدعي من القوة والسلاح وعسى أن يصدر قرارا سياسي موحد من الجميع وعدم الانفراد والتسلط واتخاذ القرارات الفردية، وعسى لا يكون كما قيل " لو احترقت غزة بأكملها " عدم الشعور بالمسؤولية تجاه المواطنين في غزة أو عندما تتوقف الحرب لا يتم التقيم الصحيح وعدم الالتفات إلى حجم الخسائر البشرية الهائلة التي لا تعوض وليس لها ثمن ولدمار والخراب الذي طال البنية التحتية والتي قدرتها بعض الأوساط ب ( 2 ) مليار دولار والادعاء بالانتصار العظيم على العملاء والطامعين والمعتدين والخائبين والمتخاذلين لأن البعض مازال متمسكاً بالكرسي أما الشعب فعليه أن يدفع هذه الضريبة، التقيم أولاً يجب أن يخدم قضية الشعب الفلسطيني وليس طرفاً سياسياً يحاول قلب الحقائق والادعاء بالانتصار.



 


 

free web counter