| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الثلاثاء 12/9/ 2006

 

 

الفيدرالية من البصرة إلى الموصل هي الأفضل والأصلح للوحدة

 

مصطفى محمد غريب

تناولتُ في مقالات سابقة مسألة الفيدرالية الطائفية المطروحة من قبل البعض والفروق الشاسعة ما بينها وبين الفيدرالية لإقليم كردستان فالأخيرة وبحكم أن الكرد القومية الثانية ويجمعهم التاريخ واللغة والأرض ، جعلتهم متميزين باعتبارهم قومية لها حدودها المعترف بها ومطلبهم ليس من ضمن الفيدرالية الطائفية ولا لها ارتباط بها بل العكس فهي متناقضة معهاً تماماً ولهذا فحجة السيد عبد العزيز الحكيم الذي يقول فيها " من يقبل بفيدرالية لكردستان عليه أن يقبل بفيدرالية الجنوب والوسط " وهذا الطرح غير دقيق وهدفه الضغط على الذين يقفون مع فيدرالية الإقليم ويهدف أيضاً إلى المساومة على قضية تختلف اختلافاً جذرياً عما يطرحه، وكونه عربياً حسبما نعرف كان المفروض به أن يقول فيدرالية للعرب اجمعهم من البصرة إلى الموصل كي نعرف أن خطابه ليس بالطائفي وقد يشفع بتأييد من يريد تأييده من العراقيين إلا أن تخصصه في منطقة محددة تسكنها أكثرية عربية متناسيا إن هنالك مناطق أخرى تسكنها أيضا أغلبية عربية وهذا يدفعنا لنشك بنواياه وخططه وطروحاته ولا نتفق معه ومع من يريدون هذا التقسيم، أي تقسيم الجماهير العربية ،أو الإسلام كدين على أساس منهج طائفي يفرق بينها ولا يؤدي لوحدتها ومنها تبطل الدعوى أو الحجة كون فيدرالية ( 8 ) محافظات من البصرة إلى الكوت سوف تقف أمام عدم عودة الدكتاتورية في المستقبل وهي حجة غير دقيقة وليس لها أي أساس مادي فنحن نعرف أن النظام الديمقراطي الحقيقي هو الذي سيقف حاجزاً قوياً أمام عودة أية دكتاتورية تسلطية في المستقبل وليس تقسيم البلاد على أسس طائفية وقومية ضيقة، ومع هذا لو درس قادة الائتلاف العراقي ومن يؤيد إقامة مثل هكذا فيدرالية المخاطر التي تحيط بالبلاد إضافة إلى أنها ستؤدي إلى إضعاف الدولة وخلق الانقسامات وتهديد الوحدة الوطنية.
إن من الضروري معرفة مزاج الجماهير في هذه المحافظات ورأيها لأجل الموضوع حتى إنجاز قانون الأقاليم بعد ستة اشهر أو على الأقل بحثه مع حلفائهم داخل الائتلاف، وقد كانت النتيجة التي أكدت صواب رأينا السابق بضرورة التأني وتأجيل عرض المشروع وعدم التسابق والكيل بمكيالين فيما يخص فيدرالية إقليم كردستان، نقول أن النتيجة كانت مقاطعة ستة كتل نيابية من بينها كتلتين من داخل الائتلاف العراقي نفسه وبهذا أجهضت هذه الكتل مناقشة هذا المشروع مما أدى إلى انقسام واضح كان بالامكان تفادي نتائجه السلبية.
هل ستستفيد الجهة التي أرادت مناقشة فيدرالية الجنوب والوسط من هذه التجربة؟ وهل تعلمت أن ذلك الزمن قد ولى وبان الزعيم المطلق عندما يريد شيئاً على القطيع إطاعته؟ لا أعرف ولكن لعلها عبرة يستفيد منها الجميع ولعلها تجربة تجعل الذين يهيمنون على قيادة بعض الأحزاب والكتل البرلمانية أن يذهبوا إلى المواطنة العراقية أكثر لتعديل مواقفهم فأمامهم التاريخ يسجل أي خلل في المواقف التي تؤدي إلى الفرقة وعدم الوحدة والتجاوز على مشاعر الجماهير ومطالبها الحقيقية.
إن تأجيل طرح المشروع الذي قدمه الائتلاف العراقي ودعوة اللجنة القانونية ولجنة الأقاليم والمحافظات لدراسة المشروع دلالة على عدم تقبل المشروع في هذه الظروف الدقيقة والشعور بالمخاطر والخوف على الوحدة الوطنية وعدم التسرع والتدقيق ودراسة الموضوع بشكل جيد ولا بأس من الاحتكام إلى جماهير الشعب ومن الضروري الابتعاد عن خلط الأوراق بين قضية محسومة ولها تداعيات مادية وزمنية وبين قضية جديدة يراد منها تنفيذ ما بجعبة البعض من أفكار ومشاريع قد تكون وبالاً على المواطنين وقد نتفق مع ما طرحه عضو البرلمان السيد مفيد الجزائري "بالامكان تأجيل بحث مشروع الفيدرالية في الوقت الحالي، وان ذلك لا يتعارض مع الاستحقاق الدستوري الذي نص بضرورة إنجاز قانون الأقاليم بعد ستة أشهر" فالطرح بهذا الشكل والصيغة له عمقه الوطني الحريص على الوحدة وعدم التفريط بقدرات الشعب وهو قوة مادية نستطيع الاستفادة منها عندما ندرك بان المرحلة تحتاج إلى التآزر والتكاتف بدلاً من الفرقة والتسابق على المناصب والمكاسب الضيقة.