كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الأربعاء 12/11/ 2008

السيد بديع عارف ولكم من أين لهم هذا .... ؟ مصطفى محمد غريب هل حقاً أن ملكية صدام وأقطاب نظامه من المسؤولين الكبار من قصور فاخرة وفلل واسعة وبساتين وأراضي تقدر بمئات الملايين وأرصدة بعشرات الملايين من الدولارات وأخرى من الدنانير العراقية شرعية جاءت من عرق جبينهم ونتيجة عملهم وراتبهم الوظيفي؟ أو انه ورث من آبائهم وأجدادهم ورثوه عنهم قبل انقلابهم في 17 تموز 1968، ولو قارناهم مع الطبقة الثانية من الموظفين كالمدراء ووكلاء الوزارات في الدولة فهل يمكن المقارنة معهم مالياً ؟ كيف يستطيع وزير في حياة طبيعية أن يملك هذا المقدار من الثروة الهائلة من راتبه الوظيفي الاعتيادي إذا لم تكن هناك أحابيل وانتهاكات ونهب البلد بطرق غير مشروعة ولكن تسن لها قوانين لتعطيها مشروعية مثلما كان قرار مجلس قيادة الثورة الذي نشر في الوقائع العراقية حينها بتمليك ضفتي دجلة والفرات لساجدة طلفاح زوجة صدام حسين لأنها أنجبت شبلين وكأن الأمهات العراقيات الباقيات انجبن " ابعيوات * " حفزني لكتاب هذا الموضوع ما جاء في وسائل الإعلام مؤخراً حيث تناقلت على لسان المحامي بديع عارف الذي يدافع عن طارق عزيز لتشكيل هيئة تتكون من ( 14 ) محامياً يسعون لاستعادة أملاك وبيوت عائلات كبار المسؤولين في العهد السابق وأكد عارف للقدس العربي انه تلقى ( الضوء الأخضر) من قبل السلطات العراقية بان هناك انفراجاً بخصوص ملفات متعلقة بالأموال والملكيات المحتجزة التي استحوذ عليها كبار المسؤولين في النظام السابق ولم يبق زياد طارق عزيز صامتاً فأعقب مفنداً التهم التي وجهت لوالده واعتبرها من " خيال القاضي " وبرر قائلاً " والدي كان عضو في مجلس قيادة الثورة ( ولم يذكر أنه كان عضو القيادة القطرية لحزب البعث أو المهمات الوزارية الكبيرة ) ومجلس قيادة الثورة هو السلطة التي كانت تشرع القوانين ولكنها غير مسؤولة مباشرة عن كيفية تطبيقها"في القضية الأولى حول الملكية والثروة ومثلما اشرنا أن أي موظف مهما كانت درجته الوظيفية وبخاصة في الأوقات الطبيعية لا يستطيع أن يجمع مثل هذه الثروات والملكيات التي تقدر بالملايين لقد جمع هؤلاء تلك الأموال الطائلة جراء هيمنتهم على السلطة واستغلالها لصالحهم الخاص وإلا لو لم يكن انقلاب 17 تموز 1968 كيف يكون صدام حسين أو خاله وأولاده عدي وقصي وعزت الدوري وبقية رهطه وطارق عزيز بالذات أن يمتلكوا هذا المقدار غير المعروف من الأموال والعقارات والشركات وهذه القصور في أغلى مناطق بغداد؟ بينما المرحوم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء الأسبق الذي أعدموه بعد نجاح انقلابهم الدموي في 8 شباط 1963 بدون أية محاكمة ولا تحقيق قانوني وبشكل دنيء ونذل وجبان قيل أنهم وجدوا عنده فقط ( 10 ) دنانير وكان يسكن في دار للإيجار ولم يكن يملك غرفة واحدة ، لقد اغتنوا بمال الشعب العراقي وسرقوا خيرات البلاد وسنوا قوانيناً لهذا الغرض واكبر مثال حصة 5% العائدة لكولبنكيان من نفط كركوك أصبحت في حساب صدام حسين الذي قال عنها أنها ستفيد حزبهم إذا ما حدث انقلاب ضدهم ويأتي الأفندي بديع عارف ليطالب بإعادة ما سرقوه ونهبوه وكأنه ورث من أجدادهم وآبائهم ولو تتبعنا كل واحد منهم لوجدناه في أحسن الأحوال من العوائل العراقية المتوسطة وبعضهم الفقيرة ، إن الضوء الأخضر الذي يتحدث عنه بديع عارف إذا صدر من قبل السلطات العراقية حسب ادعائه فهو غطاء اسود يغطي النهب الجديد والفساد الإداري المالي المتزايد لكي يتم الترحم على السراق والحرامية القدماء وكان من المفروض أيها السيد وديع عارف أن يسن ضدهم قانون واضح يقول لهم من أين لكم هذا....؟؟؟؟ القضية الثانية الذي نود الاعراج عليها قضية طارق عزيز فهل كان هذا الرجل مجرد بيدق شطرنج بيد صدام حسين وهو في أعلى قمة للسلطة مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب البعث العراقي؟ وكيف يجري تسفيه موقعه المسؤول بان مجلس قيادة الثورة يسن القوانين وأية قوانين قرقوشية وليس مسؤولاً عن كيفية التنفيذ، فمن هم الذين ينفذون ؟ ومن يقودهم ويتابعهم ويحاسبهم إذا لم ينفذوا أليسوا أعضاء في مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية ؟ ألم يقل طارق عزيز أنني أتشرف بكل ما قام به النظام السابق لكوني مسؤولاً فيه ، البعض يحاول تزوير التاريخ وهم يريدون بهذه الطرق حجب نور الشمس بغربال لكن هيهات لان المسؤولية كما قال طارق عزيز وأقطاب النظام كانت مسؤولية تضامنية ومهماتها موزعة ولا يمكن فصل مهمة عن أخرى والقوانين الجائرة التي أصدرها مجلس قيادة الثورة المقبور يتحمل وزرها جميع أعضائه وليس صدام حسين لوحده وهذه قضية معروفة حتى وان انكرها الأعضاء أنفسهم، وطارق عزيز لم ينكر بل العكس يتبجح بشكل علني غير نادماً على تلك السياسة والقوانين الجائرة التي صدرت في زمنه. * البعيوة كلمة عامية لحيوان يعيش تقريباً في المقابر