نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

 

الثلاثاء 11/7/ 2006

 

 

الإرهاب والمليشيات وانفلات الأمن طريقاً للحرب الطائفية الأهلية


مصطفى محمد غريب

كلما اقتربت الحلول المنطقية لنبذ العنف والتخلص من الانفلات الأمني نجد أن هناك من له مصلحة في التسعير فيدخل فجأة على خط المواجهات بافتعال أزمات من اجل البقاء على حالة المأساة الراهنة التي تحيط بجميع العراقيين من عرب وكرد وتركمان وكلدو آشوريين، من مسلمين ومسيحيين وازيدين وصابئة مندائيين وكاكائيين وغيرهم من الأديان والمعتقدات الأخرى المختلفة .. لماذا هذا الافتعال؟ الجواب وببساطة إن هؤلاء المجرمين المتربصين بالشعب يعلمون علم اليقين إن الاستقرار واستتباب الأمن هو حتفهم وسوف يقضي عليهم وعلى مخططاتهم الإجرامية، وبما أنهم يعيشون على مآسي الآخرين فهم يفعلون المستحيل لجعل الصورة مقلوبة ومشوهة المعالم حتى يتسنى الوقت لاستمرار العمليات الإرهابية والبقاء على القوات الأجنبية أطول وقت ممكن ثم الاستيلاء على أموال الشعب بطرق لصوصية تحت طائلة المليشيات السياسية الدينية وبحجة حماية أرواح الطائفة الشيعية من السنة أو حماية أرواح السنة من الشيعة وهما براء منهم ومن هذيانهم الطائفي ومخططاتهم الهادفة إلى الحرب الأهلية وتقسيم العراق ولم يكتفوا بذلك وهم يواصلون جرائمهم ضد المسيحيين والصابئة وغيرهم..
اليوم يعود جيش ما يسمى بجيش المهدي بالظهور بشكل علني أكثر من السابق بعنجهية لا مثيل لها ليستفز بأعماله وأسلحته الآخرين ويدفع البلاد والعباد لدوامة من العنف الجديد فيضع الحواجز التفتيشية الوهمية ويمارس القتل على الهوية فقد قامت عناصر من مليشيات هذا الجيش التابع لمقتدى الصدر بقتل ما لا يقل عن 61 بينهم أطفال ونساء عزل وقتلهم جاء فقط على الهوية الطائفية المقيتة ولم يكتف هذا الجيش بالأعمال العنفية المخالفة للقوانين فقد واصل تحركاته بالسيطرة على مدينة الشعلة وعلى مرأى من جميع وسائل الأعلام العراقية والعربية والأجنبية وقد أظهرت ألـ " CNN و BBC " إضافة إلى القنوات المختلفة مشاهداً من هذه المليشيات وهي تقطع الشوارع بأسلحتها المتنوعة والاربيجيات المحمولة على الأكتاف وملثميها المتفرغين للقتل والتخريب وكيف تتجول سيارات الشرطة بينهم ، وهذه المشاهد والصور تلغي نفي قائد قوات حفظ النظام في وزارة الداخلية اللواء مهدي صبيح الغراوي بأن جيش المهدي لم يتدخل في قتال حي الجهاد. ومع هذا فالمَشَاهد في قنوات التلفزة، والصور في الصحف وسيارات الشرطة لم تكن مزورة بل حقيقية وكان من الضروري باعتبارها شرطة عراقية وطنية همها حماية الأمن وأرواح الناس وليست مليشيات حزبية ان تطالبهم على الأقل وهو اضعف الأيمان بالانزواء واحترام القانون وان تبتعد عنهم ولا تظهر كمؤيد أو متحالف معهم..
لقد تمت إدانة هذه الأعمال الإجرامية والمجزرة الجديدة التي ارتكبت من قبل جميع الوطنين والديمقراطيين والشرفاء كما حذر السيد جلال الطلباني من مغبة القتل على الهوية الطائفية بينما التزمت المرجعيات الدينية في النجف بالصمت ولم تقل شيئاً يدين المجزرة التي حدثت وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء.
هذه الأحداث الدموية إضافة للتفجيرات الإرهابية تجعلنا نخشى من أن شبح الحرب الطائفية الأهلية على الأبواب وان المخططات السائرة في هذا الاتجاه لا يقف أمامها أي شيء فالشرطة والجيش مخترقان والقوى العنفية المسلحة مدججة بأحدث أنواع الأسلحة والجيوش الأجنبية تنتشر في كل بقعة والحكومة لا تستطيع ان تفعل
شيئاً والبرلمان لا يعقد جلساته وووو.....
أما أكثرية الشعب فهم الضحية التي تدفع ثمناً باهظاً من حياتها ومعيشتها ولا تعرف متى يأتي الفرج إذا كان هناك فرج والذي أصبح كالطلسم المغلق تماماً.
لقد حاول الكثير من الشرفاء العراقيين وغير العراقيين تنبيه الحكومات وتحذيرها من مغبة غض الطرف عن هذه المسألة أو تلك ولطالما حذرنا من هذا المأزق الذي أصبح كمرض السرطان ينتشر رويداً رويداً في الجسد العراقي.. لقد صرخنا حينذاك حتى بحت أصواتنا من الصراخ ـــ يا حكومة الجعفري لا تغضي النظر عن تفاقم الأوضاع واستهتار البعض بالقوانين والاستمرار في تخزين الأسلحة وسيطرة المليشيات وتحرري من طائفيتك وكوني عراقية خالصة واليوم نحذر حكومة المالكي ونقول لها آن الأوان لأن يكون العراق لجميع العراقيين بدون استثناءات طائفية وحزبية وقومية او عرقية ولتدفن الطائفية والإرهاب والمليشيات المسلحة ابتداء من ما يسمى جيش المهدي وانتهاء بفرق الموت وفيلق بدر ومليشيات أخرى متعددة الأسماء والانتماءات والا سوف يكون الحال أسوء مما هو عليه الآن وسيدفع المواطنون الأبرياء ضريبة الحقد الطائفي والإرهابي الذي يخفي فلول النظام السابق وبوجوه عديدة ويدفع العراق من وحدته وتماسكه كوطن إلى دويلات او تجمعات وعند ذلك سيخسر الجميع ولن يربح إلا أعداء العراق في الداخل او في الخارج..
ان الإرهاب بجميع فصائله والمليشيات المسلحة للأحزاب الدينية الطائفية والفساد بجميع ألوانه وأشكاله هم الداء الذي ينخر جسد العراق وإذا لم تجر المعالجة الجذرية الشاملة فلن تفيد كل الوصفات الإصلاحية والوعود البراقة وإصدار القوانين ولكن بدون تطبيق او تنفيذ.
العلاج كما أكدنا ونؤكد الآن روح المواطنة والإخلاص للوطن وهما قضيتان لن تخسرا أبداً مهما تكالب الأعداء الطائفيون والإرهابيون وفلول النظام السابق.