موقع الناس     http://al-nnas.com/

إمارة أبو مصعب ألزرقاوي أصبحت في جهنم

 

مصطفى محمد غريب

السبت 10/6/ 2006

قبل فترة وجيزة تناقلت الأنباء تصريحات أبو مصعب الزرقاوي وبيان صادر عن منظمته " قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" بأنهم سيعلنون إمارتهم في محافظة الانبار وهذا يعني قطعها عن جسد العراق ليحلوا لهم الجو وليحكموا كما يشاؤون باسم الإسلام ، والإسلام بريء كل البراءة منهم، وقرأت بالمصادفة لكاتب نسيت اسمه يطالبه حينذاك راجياًً مترجياً متوسلاً به وبقدرته الخارقة بان لا يقدم على تنفيذ ذلك لأنه سوف يخدم من يريد أي يؤسس إمارات على صنو ما يريد وعلى طريقة أخرى قد تتشابه مع التجربة الإيرانية فيما أسس عن ولاية الفقيه وهاهو أبو مصعب الزرقاري يوفي بوعد المنية قبل أن يقطع جزء من جسد الوطن ، قتل وسينتقل إلى أمارته في جهنم بما اقترفت يداه وأعوانه وحلفائه ومساعديه ومن يدعمه بجريمة قتل الآلاف من العراقيين الأبرياء وتخريب مرافق البلاد الاقتصادية والخدمية والحضارية وبقى ما صوره في فيلم على الفيديو وبثته وتبثه بعد مقتله بعض القنوات عبارة عن ذكرى للتندر والسخرية.
هذه القضية " قضية الأمارة أو أقاليم على أساس طائفي " تحتاج إلى تفكير عميق فيما يخص وحدة الوطن وعدم التفريط في هذه الوحدة التي يرى البعض أنها كارتونية ويتندر البعض بالتقسيم ما بين الطائفية والقومية ويتهم الكرد بأنهم سيقطعون كردستان العراق من الجسد ، وأقول البعض كان وما زال يفكر على طريقة أبو مصعب الزرقاوي ومنظمته بان يقطع جزء من العراق بحجج شتى وهو لم يكف عن سعيه بل راح ينفذ المخطط الجهنمي لتقسيم العراق على أساس طائفي " فيدرالية طائفية " وقد استغل الفراغ الأمني وخلو الساحة من القانون والمحاسبة فأنشئ مليشياته باعتبارها جيشه الخاص وراح يزرع الرعب في الناس، يضع الحواجز التفتيشية ومداهمة البيوت واعتقال الناس لمجرد الخلاف في الرأي أو المذهب أو الوشاية أو الانتقام ويطلق الرصاص في أي مكان وفي أي زمان إن كان المكان عاماً أو خاصاً، يصدر القرارات والقوانين حسب شريعته ويهدد بالقتل والانتقام الفردي والجماعي، والقتل هو القانون الوحيد والهيمنة والسطو على أموال الدولة وأموال الناس بذرائع مختلفة وحسب قوة ومكانة الرؤوس في قمة السلطة أو على رأس المسؤولين في المحافظة وهم يخططون بحجة عدم عودة الدكتاتورية أو بروز دكتاتور آخر ليَحلوا بديلاً ويعدوا العدة لإنشاء كيانات مستقلة عن مركز الدولة متصورين ان العراق وأراضيه ومناطقه لقمة سائغة لهم وقد لا يدركون أن الهم الوطني العام هو اكبر وأقوى منهم ومن جميع تنظيماتهم وأسلحتهم سوف لن ولن يفرط بالعراق ولا بشعبه، فالوطن في أعين هذا الهم الوطني الأوسع من أي تجمع فئوي آخر سوف يقف لهم بالمرصاد ويفشل جميع مخططاته وان طال الوقت بعض الشيء.
ان مقتل أبو مصعب الزرقاوي قد يعتبر تحولاً في مسار محاربة الإرهاب ولكن لعلم الجميع ان العمل مازال في بدايته وقد يكون شاقاً وطويلاً بعض الشيء وقد تشهد في هذه الأيام أو خلال أسابيع قادمة البعض من مناطق البلاد تصعيداً في العمليات الإرهابية وقد تكون نوعية يزداد فيها العنف والتفجيرات الانتحارية ضد المواطنين العراقيين بالدرجة الأولى لكي يبرهنوا ان مقتل الزرقاوي شيء عابر ولن يؤثر بهم كتنظيم للقاعدة، كما كان اعتقال صدام حسين وجماعته عابراً ولم يؤثر أو يوقف العنف، إلا أن الذين قد أعمت بصيرتهم الاضغان والحقد ضد الشعب لا يفقهون ان صدام حسين وجماعته في قفص الاتهام الآن يحاكمون عن جرائم ارتكبوها عندما كان الطغاة في مناصبهم والجميع يتذكر عنفوانه وجبروته وطغيانه وكيف أصبح في الحفرة والقفص، وباعتقادي إنهم سينالون الجزاء العادل مهما كان نوعه ونرجو ان يكون عادلاً 100% حتى لا تكون حجة بيد من يريد ان يصور العدالة فرس مطيعة متى أراد امتطائها فلن يمنعه أو يعارضه احد، وان أبو مصعب الزرقاوي وسبعة من جماعته ومساعديه رحلوا إلى غير رجعة لأنهم اختاروا العداء للشعب وليس كما ادعوا ضد الاحتلال وها هي جرائمهم تشهد عليهم، وأعداد الضحايا العراقيين من الأبرياء في شهر واحد تساوي ضحايا قوات الولايات المتحدة الأمريكية منذ الاحتلال ثلاث أضعاف أو أكثر أما العدد الإجمالي فهو عشرات الأضعاف فأي احتلال يقصدون ؟ فإذا كان الاحتلال هدفهم فلماذا يعاقبون الكادحين والطبقات المسحوقة وبقية الناس؟ ولماذا قطع الرؤوس والتعذيب حتى الموت والاعتداء على مراقد الأئمة وأماكن العبادة؟ لماذا يؤججون الفتنة الطائفية ويسعون للحرب الأهلية؟ لماذا يقتلون النساء والأطفال والشيوخ والطلاب؟ لماذا يخربون البنى التحتية والخدمية والصناعية النفطية وهي لخدمة المواطن العراقي؟ أليس هم وغيرهم المُدعين بأنهم ضد الاحتلال؟ فلماذا الشرطة والجيش العراقي المهيئان لاستلام القضايا الأمنية والدفاعية لكي تخرج القوات الأجنبية من البلاد؟
أننا على ثقة ومتأكدين أن كل ما فعلوه أو يفعلونه فهم أعداء الوطن على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وانتماءاتهم وسوف ينتصر الشعب وتنتصر قضيته العادلة بالخلاص من الإرهاب والمليشيات المسلحة غير القانونية وتدخل دول البعض من دول الجوار ورحيل القوات الأجنبية من البلاد، أما الذين يتبجحون بالعداء للاحتلال فهم الذين يكافحون من اجل بقائه واستمراره لمعاقبة الشعب العراقي.
وفي كل الأحوال ومهما يكن فان الشعب باقٍ وله الديمومة والحياة ، له الاستمرارية والبقاء، وهو لن يستكين على الظلم ولن يقبل ان يحكم بالنار والحديد ولنا فيه كل التفاؤل والخير فما من شعب وعى وعرف قضيته تنازل عن حقوقه وحريته ومطالبه العادلة المشروعة ولنا في تاريخ الشعوب اكبر تجربة وبرهان في قول الشاعر أبو القاسم الشابي :
                      إذا الشعب يوما أراد الحياة           فلا بد ان يستجيب القدر
                      ولا بــــــــد للّيل أن ينجلي           ولا بــــد للقيد أن ينكسر

هي الحقيقة فالشعب هو صاحب الحق بان يقول كلمته وليس كلمة الطغيان والجريمة وخرق القانون، ليس كلمة الدس المسمومة المغلفة بالعسل من اجل الخداع.