|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء 10/7/ 2012                               مصطفى محمد غريب                              كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عيد الصحافة العراقية أم عيد.....!

مصطفى محمد غريب

الاحتفال بعيد الصحافة العراقية يعني أول ما يعني إحياء ذكرى وَضَعت أول مرة العراق أمام عهد الصحافة وتجلياتها في التطور الإعلامي اللاحق، ثم جعلته يبدأ بمهمة الإعلام الورقي المتداول الذي يحمل الخبر والتحليل ليعرف المتلقين الذين كانوا متلهفين بقضايا المعرفة والثقافة والسياسة والعلوم وغير ذلك من القضايا التي تهمهم، والاحتفال بهذه الذكرى هو إحياء لتاريخ الصحافة وامتدادها على مدى سنين كثيرة قدرت بـ ( 143 ) عاماً حيث أسست أول جريد في بغداد " الزوراء " 15 / 6 / 1869 ، ولقد دأبت دور الإعلام على الإشادة بذلك التاريخ وتناولته أثناء الاحتفال به باعتباره مفخرة لبلدٍ كانت متخلفة تشكل الأمية فيها نسبة عالية، ويعتبر هذا التأسيس عمل حضاري دل على مدى الاهتمام بدور الصحافة باعتبارها نقطة مضيئة في كشف الحقيقة، وعلى امتداد عقود أدت الصحافة العراقية دورها الرائد في تطوير مهنيتها مضيفة إليها عشرات الصحافيين من رجال ونساء عاملين في مؤسساتها الصحفية مقدمين كل ما يمكن تقديمه من اجل تطوير مفاهيم النظرة للصحافة حيث يعتبرها الكثيرون السلطة الرابعة إلى جانب السلطات الثلاث، ومن هذا المنطلق كنا نتوقع من نقابة الصحفيين أن تجعل من الاحتفال بعيد الصحافة العراقي مناسبة للم شمل جميع الصحافيين العراقيين والاهتمام بمصالحهم ، أن يكون الاحتفال ثقافياً ووطنياً يكرم فيه العديد من الصحافيين الذين قدموا الكثير من صحتهم ووقتهم لخدمة الصحافة العراقية الحرة، وان يجري تكريم للصحف السرية التي كانت تعمل بشكل سري طوال عهود طويلة لاحقتها أجهزة القمع الثقافية الحكومية والأجهزة الأمنية المخابراتية وتعرض العاملين فيها إلى الاعتقال والتعذيب حتى الاستشهاد، كنا نأمل من قيادة نقابة الصحافيين وفي مقدمتهم مؤيد اللامي أن يكون عيد الصحافة العراقية يوماً وطنياً يزيد من لحمة الوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي وان يكون الاحتفال مهرجاناً لتعريف المواطن العراقي بمهمات الصحافة والصحافيين العراقيين الوطنية، لا حفلاً راقصاً بديلاً عن كل ذلك.

نقول وبشكل مباشر وصريح لسنا بالضد من حفلات فنية ترفيهية تقام في أية بقعة من البلاد كما أننا لسنا بالضد من مادلين مطر كفنانة أو انسانة ولا ضد أن تغني وترقص في بغداد أو إي محافظة أخرى بدعوات شخصية أو ذات طابع مادي نفعي ترفيهي، لأن ذلك يضمن على الأقل حق وحرية كل إنسان في تصرفاته بشرط مراعاة مشاعر الآخرين .. لكن وأقول لكن، أن يزج باسم مادلين مطر لإحياء عيد الصحافة في العراق يعد بمصاف من يقتل القتيل ويتنزه في جنازته إي أن الذي أراد الاحتفال بعيد الصحافة على هذه الشاكلة كان يهدف إلى تهميش المعنى من الاحتفال، فالمحترمة مدلين مطر ليس لها صلة لا من قريب ولا من بعيد بالصحافة العراقية إلا اللهم نقل أخبارها الفنية في البعض منها فكيف سمحت نقابة الصحفايين الحكومية ونقيبها اللامي لنفسها وبحضور رئيس الوزراء والعديد من معاونيه ومستشاريه ومسؤولين آخرين أن تقوم بإحياء حفلة راقصة وغنائية بدلاً من دعوة صحافيين معروفين في عالم الصحافة، ثم هذا الموكب الرسمي بقيادة فراس الحمداني الذي يشار له انه من المقربين لرئيس الوزراء أليس فعل غريب والمواطنين يرون ويشاهدون الموكب الرئاسي الذي خصص لها بغية حمايتها وطائرة الهليكوبتر التي كانت موجودة لنقلها، هذا الكم العسكري والحكومي في الاستقبال والنقل وإجراء اللقاءات، هذا الاستقبال الذي نشرت صوره بشكل مثير وواسع والذي لا يقل عن مواكب استقبال الملوك ورؤساء الجمهوريات ورئاسة مجالس الوزراء وكبار المسؤولين في الدول الأخرى، أليس ذلك يدل على الاستخفاف بمشاعر مئات الآلاف من المواطنين الذين يجابهون الموت يومياً ويعانون من شظف العيش؟ أليس ذلك غريباً عن الاحتفال بعيد الصحافة العراقية التي قدمت للعراق كل ما هو جدير بالتضحية وخدمة الكلمة الحرة وعلو حرية التعبير وبخاصة في سنوات القهر والإرهاب والقتل المبرمج.

مرة أخرى لا نريد الإساءة إلى الفنانة مادلين مطر ولسنا بالضد من إحياء حفلاتها في العراق وكما يذكر أن زيارة مادلين للعراق هي الثانية خلال فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الأشهر، لكننا نسأل نقابة الصحافيين هل هو عيد الصحافة العراقية المجاهدة والحرة أم عيداً للاحتفاء بالفنانة مادلين مطر ؟

الصحافة العراقية التي يمثلها بحق وحقيقة ممثلوها الحقيقيين يجب أن يكون الاحتفال بعيدها مناسبة لنشر مفاهيم العمل الصحافي الحر والديمقراطي واحتفاء بالمؤسسين والعاملين بعد ذلك الذين قدم التضحيات الكبيرة من اجل الكلمة الحرة والتذكير بشهدائها الأوفياء وإكرامهم وليس الاحتفال على الطريقة القديمة المعروفة ولا نسترسل أكثر والعاقل يفهم! فعلى ما ظهر أن الاتهامات التي وجهت إلى نقابة الصحافيين ورئيسها مؤيد اللامي بعد تقديم الأموال من قبل الحكومة بأنها نقابة تابعة للحكومة له نوع من الصحة.

 

 

 
 







 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter