| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى محمد غريب

mousga@online.no

 

 

 

الأربعاء 10/3/ 2010



لابد من التغيير وإلا......

مصطفى محمد غريب

لقد انتهت الانتخابات بل الأفضل أن نقول نجحت على الرغم من التهديد والوعيد الذي أعلنته مصادر الإرهاب وفروعها ومن خلفهم البعثصدامي ، والنجاح في هذا المضمار هو نجاح للعملية السياسية على الرغم من تعثرها ومراوحتها بسبب المشاكل التي صاحبتها داخلياً وخارجياً إلا أن إصرار أكثرية العراقيين على نجاحها والنسبة الجيدة من مجموع من يحق لهم التصويت( 40 . 62% ) حسب تصريح المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وعلى الرغم من التهديدات الإرهابية وما صاحبها من تفجيرات تدل على الإيمان الكامل بعدم مشروعية العودة إلى حكم الانعزال والتفرد والدكتاتورية وهو إصرار وتحدي من اجل تعزيز الديمقراطية والتوجه للتغيير بمعناه الواضح، التغيير في السلوكيات المنحرفة والفاسدة والخروج من الطائفية إلى المواطنة العراقية ، التغيير بمعناه الأوسع في حل المشاكل التي تعاني منها الجماهير الكادحة وتوفير فرص العمل ووضع أسس علمية للمساعدات الاجتماعية وتوفير الخدمات وحل مشاكل الماء والكهرباء وتلوث البيئة وتنمية القطاع الوطني الخاص والتوجه الجاد لتخليص المؤسسات الأمنية الجيش والشرطة من الاختراقات التي تساهم في تأجيج العداء بين مكونات الشعب وتوسيع الاضطراب الأمني، التوجه الحقيقي والسليم للقضاء على الإرهاب ومافيا المليشيات المسلحة ومنابعها والوقوف بحزم ضد التدخلات الخارجية مهما كان نوعها وشكلها، لقد علمتنا السنوات الأخيرة بعد الاحتلال وسقوط الطاغية أن لا طريق لإنقاذ العراق مما هو عليه والتخلص من التركة الثقيلة سوى التغيير نحو الأفضل بالاعتماد على الشعب والتوجه الحقيقي لبناء دولة ديمقراطية حضارية تعددية فيدرالية موحدة فالسنوات السابقة وما حملتها من مآسي وآلام لم تكن إلا تجربة يجب الاستفادة من نواقصها ومن إيجابياتها فلقد أظهرت الوقائع أثناء الانتخابات والمشاركة غير القليلة في التصويت عن رغبة الأكثرية بالتخلص من مسببات القتل والعنف والإرهاب مما يدل أيضاً على ذلك الإصرار الشعبي لتقرير مصيرهم ومن منطلق شعار لابد من التغيير وإلا لن تنفع الخطابات العصماء والوعود الجوفاء والتراخي والعودة إلى مسلسل البرلمان الذي لا تعقد جلساته بسبب الغياب المتكررة والطويل من بعض أعضائه وعدم الحضور نهائيا والفوضى في سلوك البعض الذين استهتروا بحقوق ليس الشعب فحسب بل بالذين صوتوا لهم وأجلسوهم في مقاعد البرلمان، التغيير لا بد منه في مجال تحديد رواتب الرئاسات الثلاثة وأعضاء البرلمان وإعادة الحقوق المشروعة للمفصولين السياسيين وسن القوانين التي تنظم دولة المؤسسات القانونية، التغيير بسلوكيات البعض من الوزراء وإفهامهم أن المسؤولية تعني خدمة الشعب بكل أطيافه وليس خدمة تكتل أو حزب أو طائفة معينة مثلما حدث في وزارة التربية المثال السيئ وغير الجيد والمنتقد حتى من بعض المرجعيات الدينية وليس السياسية وحدها والمسؤولية الوظيفية القيادية واجب وطني مسؤول أمام البرلمان وليس فقط أثناء الدعاية الانتخابية وحين تخفت ويتم الحصول المرام وعلى الكراسي تنفض الأيادي من الأعمال وتخرس الألسنة التي ملأت الدنيا بالوعود والعمل من اجل البناء والتعمير للصالح العام وليس للذات المحصورة بالأفراد والأحزاب والتكتلات ، لا بد من التغيير ليس في الخطاب السياسي أو الاعتماد على التكتيك المرحلي من اجل أغراض انتخابية أو مسؤوليات في الدولة بل في استراتيجية القوى التي دخلت العملية السياسية متعهدة بنقل البلاد إلى ساحة الأمان والمصالحة الوطنية وتنفيذ البرامج التي سطرت بها كل الأهداف التي أعلنت أنها من اجل الشعب والوطن، الشعب بجميع طوائفه ومكوناته بدون استثناء والوطن بوحدته والحفاظ عليه وتخليصه من آثار سنين الدكتاتورية والاحتلال والمحاصصة، لا بد من التغيير على الرغم من النواقص والثغرات والخروقات الانتخابية التي صاحبت الدعاية الانتخابية والانتخابات فالذي شهدناه من زحف جماهيري والإصرار على المشاركة على الرغم من الخروقات الأمنية وقذائف الهاون والعبوات الناسفة وإصابة العديد من المواطنين واستشهاد بعضهم، على الرغم من كل التهديدات من قبل قوى الظلام والبعثصدامي المختفي خلف القاعدة وغيرها وعلى الرغم من المليشيات ودعواتهم بالمقاطعة وعلى الرغم من جميع الذين يضعون قدم في العلمية السياسية وقدم في الجانب الآخر بهدف التخريب وتعطيل العملية الديمقراطية للعودة للمركزة وحكم الفرد الدكتاتوري، لا بد من التغيير إذا تم التخلص من العقلية الماضية والتخندق خلف شعارات التفرقة والتحريض وعند ذلك وبهذه الروحية سينقل العراق إلى شاطئ السلام والأمان وبدون ذلك سوف لن نتحلحل من مكاننا الحالي، لا بد من التغيير وإلا ستكون الطامة الكبرى عند ذلك لن تنفع الكراسي والمسؤوليات في قيادة الدولة عندما تخسر ثقة الشعب بالمسار بشكل عام وخاص






 

free web counter